في وقت تجاوز عدد المصابين بوباء «كوفيد 19» في العالم 16 مليونا، أكثر من نصفهم في أميركا اللاتينية والكاريبي والولايات المتحدة، حيث يواصل الوباء انتشاره بشكل متسارع، أعلنت كوريا الشمالية حال «الطوارئ القصوى»، بعد اشتباهها في أول إصابة بالفيروس، معترفة للمرة الأولى بأن الوباء قد يكون وصل إلى البلاد. ووصفت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الإصابة بأنها لـ»شخص يشتبه في أنه مصاب بالفيروس الماكر عاد في 19 يوليو، بعد أن اجتاز بطريقة غير شرعية خط ترسيم الحدود»، مبينة أن الشخص المعني «فارٌ ذهب إلى الجنوب قبل 3 سنوات، وعثر عليه في بلدة كايسونغ الحدودية مع كوريا الجنوبية». وأشارت الى أنه «وُضع في البداية تحت حجر صحي صارم، وجميع الأشخاص الذين خالطوه، وأولئك الذين كانوا في هذه المدينة الأيام الخمسة الماضية يخضعون لتحقيق شامل»، مضيفة أنه من أجل مواجهة هذا «الوضع الخطير الذي يمكن أن يؤدي إلى كارثة مميتة ومدمرة»، دعا الزعيم كيم جونغ أون إلى اجتماع طارئ للمكتب السياسي لاعتماد «نظام طوارئ قصوى وإعلان تأهب عالي المستوى لاحتواء الوباء». ونقلت الوكالة عن كيم قوله إنه «على الرغم من إجراءات الحجر الصحي الصارمة «يبدو أن الفيروس الشرير دخل البلاد»، مضيفة أن الزعيم قال إن الحكومة اتخذت «الإجراء الوقائي بفرضها إغلاقا كاملا على مدينة كايسونغ» في 24 يوليو. ويأتي الإعلان الكوري في وقت كشف تعداد أعدته وكالة فرانس برس، استنادا لمصادر رسمية أمس، عن 16 مليونا و50 ألفا و223 إصابة، بينها 645 ألفا و184 وفاة على الأقل. والولايات المتحدة، حيث يتسارع انتشار الوباء، هي البلد الأكثر تضررا، إذ سجلت 4 ملايين و178 ألفا و21 إصابة، بينها 146 ألفا و460 وفاة، وامس الأول وحده سجلت أكثر من 68 ألف إصابة في هذا البلد و1067 وفاة. وفي أميركا اللاتينية، أعلنت وزارة الصحة في تشيلي أن عدد الوفيات يتجاوز 13 ألفا في البلاد. وشهدت أستراليا، أمس، أسوأ يوم منذ انتشار الفيروس، سجلت خلاله 10 وفيات، وزيادة في عدد الإصابات رغم إجراءات الحجر القاسية. أما في فرنسا فذكرت السلطات الصحية أن انتقال الفيروس «يسجل ارتفاعا واضحا»، وفرضت السلطات على المسافرين القادمين من 16 بلدا، بينها الولايات المتحدة والجزائر، إجراء فحوص. مع ذلك، أكد رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس أنه «يجب قبل كل شيء تجنب إعادة فرض حجر عام» في مواجهة الوباء، معتبرا أن إجراء هذا النوع سيكون «كارثيا» على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. وفي محاولة لطمأنة دول القارة العجوز، قالت وزارة الخارجية الإسبانية، أمس، إن الوباء «تحت السيطرة»، وتسعى مدريد، التي تثير مخاوف الدول الأوروبية، الى تجاوز موجة جديدة للفيروس، التي دفعت المملكة المتحدة لفرض حجر صحي على المسافرين، العائدين من إسبانيا، والذي وجه صفعة جديدة لاقتصادها المعتمد على السياحة. وكانت النرويج أعلنت الجمعة فرض حجر صحي لمدة 10 أيام للعائدين من اسبانيا، وأصدرت فرنسا تحذيرات سفر جديدة لإقليم كتالونيا، الذي يضم برشلونة وشواطئ شهيرة. وفوجئ وزير النقل البريطاني غرانت شابس، الذي كان يقضي عطلته في إسبانيا، بإعلان حكومة بلاده أنه سيتعين على القادمين منها عزل أنفسهم لأسبوعين، حسبما ذكرت صحيفة «صنداي تايمز». واضطر شابس الى الاتصال من إسبانيا بـ«اجتماع الأزمة» الذي عقده الوزراء، وشطبوا خلاله إسبانيا من قائمة الدول المستثناة من الحجر الصحي الإلزامي، وهو ما أثار سخرية على الإنترنت، والمزيد من الانتقادات لاستجابة الحكومة لـ«كوفيد 19». وفي الشرق الأوسط، أعلن الأردن، أمس، استئناف الرحلات الجوية مع نحو 20 دولة «خضراء» اعتبارا من 5 أغسطس المقبل، بعد توقف دام نحو 5 أشهر. وسجلت إيران، أمس، 216 وفاة جديدة، داعية مواطنيها إلى الالتزام بشكل أكبر بقواعد الصحة، لتخفيف الحمل عن موظفي القطاع الطبي المنهكين. وأمس الأول، قال نائب وزير الصحة الإيراني، إيرج حريرجي، ان «كل إيران تقريباً في وضع صحي أحمر بالنسبة لخطر التفشي، وإن طهران باتت بؤرة تصدر الفيروس إلى المحافظات والمدن الأخرى». من جانبها، ذكرت لجنة مكافحة الفيروس في العاصمة الإيرانية ان الوضع الصحي في طهران أحمر، وتم تخصيص 30 في المئة من أسرة المشافي لمعالجة المصابين بالفيروس.
مشاركة :