بوراك بير/ الأناضول- قال العالم المتخصص في الدراسات المناخية بتركيا ليفنت كورناز، إن خفض معدلات النمو السكاني هو طوق النجا من الآثار السلبية لظاهرة التغير المناخي بالعالم. جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة الأناضول، مع ليفنت كورناز، الأستاذ بمركز دراسات تغير المناخ والسياسات في جامعة بوغازيتشي بإسطنبول. وأوضح كورناز أن "معالجة الآثار السلبية لظاهرة التغير المناخي، تتطلب بالضرورة خفض النمو السكاني، ما يترتب عليه من تراجع معدل الانبعاثات الكربونية في العالم". **كسر إحدى الدائرتين وحذر العالم التركي من تفاقم أزمة التغير المناخي، والتي تعد أحد أكبر مهددات كوكب الأرض، مؤكدا أن أصابع الاتهام في هذه الأزمة غالبا ما تشير إلى ارتفاع مستويات غازات الاحتباس الحراري، وخاصة ثاني أكسيد الكربون. وتابع: "الارتفاع المضطرد في النمو السكاني يؤدي بالضرورة إلى تزايد معدلات الاستهلاك الصناعي والانبعاثات الحرارية (..) العلاقة بين البشر والمناخ يشار إليها بدائرتين وليس بحلقة مفرغة". ومضى موضحا: "تزايد النمو السكاني يفاقم من ظاهرة التغير المناخي، وليس العكس (..) هناك دائرتين لا يد أن يتم كسرهما في مرحلة ما، حتى إذا اضطررنا تغيير عاداتنا الاستهلاكية والحفاظ على معدل استهلاك الغذاء في أدنى مستوياته". وقال كورناز إن التوقعات تشير إلى بلوغ عدد سكان العالم نحو 11 مليار نسمة بحلول عام 2100، مؤكدا أن قسوة الظواهر الطبيعية الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي قد لا تسمح لكوكب الأرض أن يعاين هذا النمو السكاني. وأضاف: "التغير المناخي سيؤثر سلبا منسوب مياه البحار، ما يضع عددا هائلا من البشر في خطر، سيما الذين يعيشون في المدن أو البلدان الساحلية المطلة على البحار، مثل الصين والهند وبنغلاديش". **اتفاق باريس وفي يوليو/تموز الجاري، ذكرت وكالة الأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، أن العالم قد يشهد ارتفاع متوسط درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية فوق المتوسط، للمرة الأولى خلال السنوات الخمس المقبلة. وتعقيبا قلل كورناز من تأثير ذلك قائلا: "لا يتعارض مع هدف اتفاق باريس 2015، والذي يهدف الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية هذا القرن أقل من درجتين مئوية فوق متوسط ما قبل العالم الصناعي". وتابع أن الهدف هو الوصول إلى مرحلة الحياد الكربوني وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، غير أن العالم لم يصل وغالبا لن يصل إلى تكنولوجيا تمكن من امتصاص هذا الغاز من الغلاف الجوي. وفي عام 2015، اتفق ممثلو نحو 200 دولة على تفعيل اتفاق باريس للمناخ، لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، والذي يلزم الأطراف الموقعة علىه بتخفيض معدل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. ويهدف اتفاق باريس تقليل معدل ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى ما دون درجتين مئويتين لمحاولة إعادة الاتزان للبيئة والمناخ على الكوكب. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :