من يكتب «لوحة المعلومات» ويرسم «خريطة كورونا الرقمية» في العالم؟

  • 7/27/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يتابع ملايين البشر على القنوات الفضائية، خريطة كورونا الرقمية في العالم لحظة بلحظة، ورصد كافة المؤشرات على الخريطة التي تتولي تسجيل الأرقام من ضحايبا فيروس كورونا المستجد«كوفيد ـ 19» وفي لحظات تسابق الزمن. وتعتمد الوكالات الحكومية، وإدارات الصحة العامة، والمنصات العامة والإخبارية، على الخريطة عندما يرتبط الأمر بآخر التحديثات المتعلقة بعدد الحالات، والوفيات، والمتعافين بشكل منتظم. ولكن ..من يقف خلف نشر خريطة «كورونا» الرقمية في العالم، ومن أين يعملون؟ ومن صاحب الفكرة التي تستقطب متابعة الملايين.. وكيف تم رسم الخرائط والعمل على التنفيذ؟ جامعة «جون هوبكنز» تتولى المشروع البداية مع فريق متواضع في جامعة «جون هوبكنز» في ولاية ماريلاند الأمريكية، الذي رسم خريطة تقوم بتتبع ضحايا فيروس كورونا من مصابين ومتوفين ومتعافين في الوقت الحقيقي. وعندما توجهت أنظار العالم إليهم، ذكر الفريق أن الموقع يستضيف ما بين 3 إلى 5 مليارات من التفاعلات بشكل يومي. بداية الفكرة وقالت رئيسة المشروع، الأستاذة المساعدة والمديرة المشتركة لمركز علوم وهندسة النظم في كلية «وايتينغ» للهندسة في جامعة «جونز هوبكنز»، لورين جاردنر: “كنا نجمع البيانات عن فيروس جديد لم يفهمه أحد عندما لم يكن هناك أي موقع على الإنترنت مخصص لتعداد حالات «كوفيد- 19». وبداية من شهر ديسمبر/ كانون الأول 2019  وحتى يناير/ كانون الثاني من عام 2020، سمع طالب الدكتوراه، إنشنغ دونغ، من عائلته بالصين عن مدى تفشي الفيروس وتأثيره على حياتهم، وزيادة التفشي سوءاً. وفي 21  يناير/ كانون الثاني، اثناء اجتماع بحثي أسبوعي، اقترح «دونغ» هذه الفكرة على جاردنر. وتقاربت خلفيته في تصوير البيانات المكانية مع خبرة « جاردنر» في تصنيف الأمراض المعدية، لإنشاء لوحة المعلومات، والتي اكتملت تلك الليلة لتُنشر في اليوم التالي. وعكست النقاط الحمراء المقلقة آنذاك 320 حالة تم الإبلاغ عنها، وكانت معظمها قي الصين. ولكن، مع انتشار الحالات حول العالم، كانوا يحتاجون للمساعدة. 25 شخصا يعملون على «لوحة المعلومات» وتضيف رئيسة المشروع، الأستاذة المساعدة والمديرة المشتركة لمركز علوم وهندسة النظم في كلية «وايتينغ» للهندسة، في جامعة «جونز هوبكنز»، لورين جاردنر: “الآن، يدعم حوالي 25 شخصاً من تخصصات متعددة «لوحة المعلومات»، بما في ذلك طلبة الدراسات العليا، وكبار مطوري البرامج، وعلماء أبحاث مقيمين بشكل أساسي في ماريلانج، وكاليفورنيا، وإنجلترا. ومثل العديد من الأشخاص، يعمل الفريق من المنزل، وهم يتواصلون مع بعضهم من خلال رسائل البريد الإلكتروني، والاتصالات الهاتفية. ومن عشرات المصادر، تُبلغ اللوحة حالات من أكثر من 3 آلاف و500 موقع، وهي على مستوى الأقاليم في الصين، والمقاطعات بالولايات المتحدة، وعلى المستوى دون الوطني والمستوى الوطني في أماكن أخرى. بعض العقبات أمام اللوحة ورغم أن البنية التحتية للوحة أكثر استقراراً هذه الأيام، إلا أن «المصادر والمعلومات التي تتضمنها لا تزال تتغير قليلاً»، بحسب تقرير«شبكة CNN» الأمريكية..وتضمنت بعض العوائق الفترة التي اقترحت فيها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها على مسؤولي الصحة المحليين عدم الإبلاغ عن الحالات المؤكدة والوفيات فقط، بل الحالات والوفيات المحتملة أيضاً. فهم الفيروس وإنشاء السياسات وإلى جانب لوحة البيانات، تدعم البيانات أيضاً التحليلات الخاصة بمركز موارد فيروس كورونا «Coronavirus Resource Center  » بالجامعة، والذي يهدف إلى المساعدة في فهم الفيروس وإنشاء السياسات.. وتُظهر بيانات الخرائط إلى جانب البيانات الديمغرافية، كيف أدت الجائحة إلى تفاقم التفاوتات في مجتمعات الأشخاص الملونين، ومن ذوي الدخل المنخفض، والتي تعاني من معدلات أعلى من الأمراض الخطيرة والوفاة بسبب «كوفيد ـ 19 ». المستقبل لن يستغني عن تلك البيانات وتعتقد الأستاذة المساعدة في كلية «بلومبيرج» للصحة العامة في الجامعة، وكبيرة الباحثين في مركز «جونز هوبكنز» للأمن الصحي، جنيفر نوزو، أن الحاجة لهذا النوع من البيانات والتحاليل لن تختفي في الوقت القريب..وقالت نوزو، أعلم للأسف أننا نعيش في عصر الأوبئة.. نحن نبني عملية وبنية تحتية مهمة، آمل أننا لن نضطر إلى استخدامها أبداً مجدداً. ولكن تخبرني البيانات أننا قد نضطر إلى استخدام ذلك مرة أخرى.

مشاركة :