66 عامًا على توقيع الأحرف الأولى لاتفاقية الجلاء البريطاني عن مصر

  • 7/27/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في مثل هذا اليوم من عام 1954 تم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية الجلاء البريطاني عن مصر، فعندما اندلعت الثورة في 23 يوليو 1952، كانت السيطرة البريطانية محكمة على البلاد.وكانت بريطانيا طرفا في صراع مع مصر امتد منذ الاحتلال البريطاني في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، واشتد مع تصاعد الحركة الوطنية المصرية بعد الحرب العالمية الأولى، التي قادت إلى ثورة 1919 وما نتج عنها من استقلال اسمي لمصر في عام 1922، ولكن ذلك لم يمنع من استمرار هذا الصراع حول تمكين الحكم الدستوري وتحقيق الجلاء.وبعد قيام ثورة يوليو 1952 أصبح هذا الصراع اشد ضراوة ووصل إلى مؤامرة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ودخلت الثورة بعد قيامها بعدة اشهر في مفاوضات مع الحكومة البريطانية تتعلق بالوضع في السودان والجلاء عن مصر، هاتان القضيتان اللتان ظلتا محورًا للحركة الوطنية المصرية منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى، وجرت حولهما مفاوضات متعددة وصلت إلى طريق مسدود.وحدثت مفاوضات الجلاء عام 1953 بعد توقيع اتفاقية السودان مباشرة، وكشفت عن التناقض في أهداف كل من الطرفين المتفاوضين، فقد كان هدف مصر النهائي من هذه المفاوضات هو توقيع اتفاقية تضمن جلاء القوات البريطانية عن منطقة قناة السويس، بينما كانت بريطانيا تهدف إلى ضم مصر إلى التحالف الغربي المناهض للاتحاد السوفييتي تحت ذريعة الدفاع عن الشرق الأوسط، في محاولة منها للحصول على غطاء شرعي يضمن بقاء القوات البريطانية في منطقة القناة.وتكشف الوثائق البريطانية عن وجود اتصالات إسرائيلية بريطانية من أجل تنسيق المواقف فيما بينهما فيما يتعلق بالمفاوضات مع مصر.وأبدت إسرائيل في هذه الاتصالات قلقها العميق من جلاء القوات البريطانية عن قاعدة قناة السويس، وطالبت بضرورة أن يتم التشاور معها قبل توقيع أي اتفاقية مع مصر، حيث ظهر أن إسرائيل كانت تعتبر الوجود العسكري البريطاني في منطقة القناة بمثابة المنطقة العازلة بينها وبين الجيش المصري.

مشاركة :