ألمانيا: استخراج الفحم يهدد البلدات رغم التخلي عنه

  • 7/27/2020
  • 16:49
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

على امتداد حوض رينينا المنجمي، أصبحت الطريق "ال277" نقطة تجمع جديدة للحركة المدافعة عن البيئة في معركتها حول تخلي المانيا عن استخدام الفحم. تقول تينا دريسن (19 عاما) "الطريق هذه كانت بالنسبة لي خطا أحمر ومصدر امل وحدودا تحميني من خسارة منزلي". إلا أن الأعمال بدأت لإزالة هذه الطريق التي تربط لوتسيراث بكاينبرغ إفساحا في المجال أمام منجم غارتسفايلر الضخم. وسيستمر هذا المنجم بالتوسع رغم التخلي عن استخدام الفحم الحجري بحلول العام 2038 كحد أقصى ما يهدد إلى جانب الطريق "ال277" حفنة من البلدات المحيطة. وبحسب "الفرنسية" تؤكد الشركة المشغلة للمنجم "أر دبليو إي" أن الفحم الذي تكتنزه أرض هذه البلدات "سيصبح ضروريا اعتبارا من العام 2024" لتزويد المحطات في حين أن مناجم اخرى في المنطقة تغلق أبوابها. تقيم تينا في كوكوم إحدى البلدات المستهدفة. وهي عضو مع شقيقها دافيد (29 عاما) في مجموعة "أله دورفر بلايبن" (كل البلدات ستبقى). وهما من بين عشرات المتظاهرين الذين يجتمعون بانتظام منذ أسبوع احتجاجا على إزالة الطريق "ال277" وفي محاولة لانقاذ منازلهم والعالم على ما يؤكدون. وترى المنظمات غير الحكومية أن القانون الذي أقر مطلع يوليو وأتى ثمرة تسوية عسيرة بين المحافظين والاجتماعيين-الديموقراطيين، ليس طموحا كفاية فيما التخلي نهائيا عن الفحم بعد 18 عاما يعتبر متأخرا لاحترام ما ورد في اتفاق باريس للمناخ. وتؤكد تينا دريسن "الفحم الموجود تحت بلداتنا يجب أن يبقى فيها الآن وليس في 2038". وتضيف "التخلي عن الفحم هنا ليس ظاهرا البتة" في حين تستعد الشرطة لإرغام نحو ثلاثين ناشطا جالسين وسط الطريق لتعطيل الأشغال، على المغادرة. ويقول دافيد دريسن لوكالة فرانس برس "لا سبب يدفعني للمغادرة عائلتي تقيم هنا منذ أجيال عدة. لن اخضع لاملاءات مجموعة كبيرة حول طريقة عيشي!" وتقيم تينا ودافيد مع عائلتهما في منزل كبير محاط بحقول شاسعة مع ثلاثة احصنة وعدد من الدجاجات والكلبة نالا. والرجل الشاب على ثقة بان كوكوك لا تزال قادرة على الافلات من الدمار الذي ينتظرها في 2027. ويوضح "نأمل بحلول ذلك التاريخ أن تكون لدينا حكومة فدرالية ومحلية جديدة بمشاركة الخضر. لكن إذا استمرينا مع حكومة لا تأبه للأهداف المناخية فإن مصير بلداتنا مبتوت". وينوي سكان آخرون في المنطقة الاحتكام إلى المحكمة الدستورية بشان قانون الفحم. لكن الاوان فات بالنسبة لبلدات أخرى في المنطقة. فتنتظر إميراث أن يلتهمها المنجم ولم يبق منها سوى بعض المنازل ومصابيح الشارع. فقد هدمت كنيستها في العام 2018 وانتقل غالبية ابنائها إلى بلدة جديدة بنيت لهذا الغرض على بعد ثمانية كيلومترات. يمكن لسكان كوكوم وكاينبرغ المحاذية لها بيع منازلهم للشركة المشغلة للمنجم والتفاوض على مساعدات للانتقال للعيش في مكان آخر. وقد قامت غالبيتهم بذلك. وباتت غالبية منازل كاينبرغ خالية مع أن بعضها يحمل على جدرانه شعار حركة "أله دورفر بلايبن". إلا أن فالتر اوبيرير (64 عاما) فقد اختار المقاومة. على أحد النوافذ رفعت زوجته شعار الناشطة السويدية الشابة غريتا تونبرغ مؤسسة حركة "فراديز فور فيوتشر". وقد ادت التظاهرات بقيادتها إلى جعل الدفاع عن البيئة أولى الأوليات السياسية في ألمانيا. وقد ازدادت أهمية الحركة المناهضة لاستخدام الفحم منذ التوقف عن اعتماد الطاقة النووية الذي تقرر العام 2011 ما أدى إلى الاتكال أكثر على الفحم في البلاد. ويستهدف الناشطون بانتظام منجم غارتسفايلر في الهواء الطلق. لكن البعض الآخر أقل تفاؤلا. ويقول فريتس بريمير (86 عاما) أحد أبناء البلدة منذ أكثر من عشرين عاما "خسرنا المعركة على ما اظن". ويؤكد "لقد شعرنا بذلك مع الطريق ال277 فقد تظاهر الناس إلا أنه أزيل رغم ذلك".

مشاركة :