سائقو المعلمات والطالبات: نقصر أوقات الانتظار بـ“السوالف”

  • 11/9/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يقطع أصحاب باصات نقل المعلمات والطالبات مسافات طويلة بين المدن والمحافظات ذهابًا وإيابًا، لتوصيلهن في رحلة يومية شاقة، تصل في بعض الأحيان إلى مئات الكيلومترات. ويقضي أصحاب الباصات وسائقوها أوقاتًا طويلة في الانتظار، يقضونها في تبادل الأحاديث الودية والذكريات، حيث إن بعضهم له سنوات عديدة في هذه المهنة، والتي شهدوا خلالها مدى معاناة الطالبات والمعلمات في سفرهن الطويل. «المدينة» تحدثت مع بعض أصحاب الباصات الذين يعملون في نقل الطالبات إلى كلية المجتمع في بدر، وحكوا لنا عن تجربتهم في هذا العمل الشاق:- يقول خضر المحمادي (65 سنة) من أهالي الواسطة: منذ 18 عامًا وأنا أعمل في نقل المعلمات والطالبات، وبدأت في نقل المعلمات من الجموم إلى الليث، وكان عددهن يختلف بين فترة وأخرى، ولكن لم يقل العدد الذي كنت أنقله عن أربع معلمات، وكنا نقطع يوميًا مسافة 400 كيلومتر ذهابًا وإيابًا، وكانت تجربة جيدة وفترة كلها خير، وكنت أشاهد معاناة المعلمات أثناء نقلهن، خاصة من لديها أبناء، حيث كنا ننطلق قبل صلاة الفجر ونصلي في الطريق، وبعد سنوات من عملي في نقل المعلمات بين الجموم والليث تعبت بعض الشيء واعتذرت، ثم انتقلت إلى مسقط رأسي بقرية الواسطة شرق بدر وعملت في نقل طالبات بين بدر وينبع، وكنت أنقلهن من الكليات الصحية ويقضين فترة التدريب في مستشفى الهيئة الملكية بينبع، وبعد سنة كاملة تحولت للنقل من الواسطة إلى بدر للطالبات اللاتي يدرسن في كلية المجتمع. وعن كيف يقضي الفترة بين بداية الدوام وموعد الانصراف يقول: بحكم أن الواسطة تبعد عن بدر 20 كم أعود مرة أخرى للبيت هناك وأمكث حتى قبل موعد الانصراف ثم أعود لبدر لآخذ الطالبات، وبعض الأحيان أجلس في بدر مع بعض زملاء المهنة ونتحدث سويًا، ونقضي الوقت حتى موعد الانصراف. محمد عوض السحيمي من المدينة المنورة يقول: كنت موظفًا وبعد تقاعدي عملت في نقل طالبات من المدينة المنورة يدرسن في كلية المجتمع ببدر، وبعض الإداريات العاملات في الكلية، وقد فضلت أن أعمل بعد التقاعد لعدم الجلوس في البيت، والحمد لله وجدت العمل في نقل الطالبات مهنة جيدة والطريق بين المدينة المنورة وبدر طريق سريع والمسافة 150كم، حيث ننطلق من المدينة المنورة عند الساعة السادسة صباحًا ونصل عند الثامنة، فالكثير من الطالبات اللاتي لم يقبلن في المدينة المنورة يقمن بالتسجيل في فروع الجامعة كالتي في بدر. ويقول محمد سعد المحمادي كنت أعمل في نقل الطالبات من بدر إلى ينبع لمدة سنة، وفي السنتين الأخيرتين أصبحت أنقل الطالبات من الواسطة إلى كلية المجتمع في بدر، وكنا في ينبع نستأجر شقة ومعي عدد من الأشخاص أصحاب الباصات ونستريح فيها حتى موعد الانصراف، ومن لديه أي أشغال داخل ينبع يقوم بإنجازها في هذه الفترة، ومن ثم ننطلق من ينبع إلى بدر عند الواحدة والنصف ظهرًا. ويضيف المحمادي: نشاهد معاناة الطالبات خلال السفر اليومي لهذه المسافات الطويلة، وأشفق عليهن، حيث يجب عليهن بعد كل هذا العناء أن يذاكرن دروسهن في الفترة المسائية، رغم مجهود السفر والاستيقاظ مبكرًا. ويوجه المحمادي نصيحته لأصحاب الباصات فيقول: أنصح نفسي وكل صاحب سيارة نقل الاهتمام بسيارته وصيانتها وتفقد عجلاتها وعدم السرعة لتجنب الحوادث لا سمح الله. علي حجاج الصبحي من بدر يقول: أعمل في نقل الطالبات داخل بدر للمرحلة المتوسطة والابتدائية وقبل ذلك كنت أعمل على أحد وايتات المياه في بدر أيضًا، وقال: إنها رسالة لشباب اليوم عندما يشاهدوننا نحن كبار السن نعمل، فالجميع في هذه الحياة مطالبون بالعمل والجد والاجتهاد، ونحن لدينا في هذه البلاد خير كثير ونعم لا تحصى، فقط علينا الشكر والدعاء بأن يحفظ الله لنا هذا الوطن وولاة أمره. المزيد من الصور :

مشاركة :