نشأت صناعة السفن الشراعية منذ أن عرف الإنسان التنقل على سطح الماء.. فقد كان الانسان يستخدم اغصان الاشجار وجذوعها ومن ثم بدأ يربط الأغصان بعضها ببعض، ومن ثم استخدم الالواح بعد ان نشرها من ساق الاشجار وجعلها قريبة من بعضها البعض الى ان جعل لها تجويفا ليضع اغراضه في هذا التجويف، وبدأ شكل السفينة يتبلور الى ان وصل تطور السفينة الى الشكل المتعارف عليه الآن، وبعد هذه المقدمة الآن ننتقل الى نشأة صناعة السفن في جميع مناطق المملكة كجازان واملج وينبع وجدة وتبوك وغيرها من المناطق. العم عبدالعزيز حسن الحلواني صياد سابق، اشتغل مع والده بالصيد قبل سنوات، ثم انتقل إلى صناعة القوارب والسفن الصغيرة من أجل الحفاظ على تلك المهنة، فيقول: كنا نصنع السفن بالخشب، وكنا نعرف كيفية وزنها ومحيطها الداخلي ومقدار تحملها، وهو العمل الذي جنيت من ورائه المال الوفير، وجعلني أعيش حياة كريمة بعرق الجبين، والآن تحولت صناعتي الى مجسمات صغيرة أمكث في نحتها وتجميلها ووضع مواصفاتها نحو عشرين يوما، وها أنا الآن أصنع المجسمات بالخشب السويدي وأبيع مجسم السفينة الشراعية بما بين 3000 إلى 5000 ريال حسب الحجم، وقد اجتهدت قبل سنوات الى صناعة السفن الصغيرة وذلك لكبر سني وعدم قدرتي على ما ورثته من والدي وهي صناعة القوارب والسفن الكبيرة، حيث الجهد الآن لم يعد يحتمل هذا العمل الشاق. وعن خطوات صناعة السفينة، خصوصا سفن «بوم سفار» يقول: كنا نبدأ في انجاز بناء السفينة من خلال «البيص» وهو عبارة عن قاعدة السفينة، وميل صدر وميل تفر وعمل قفل، وتركيب لوح المالك، وتركيب الجافتوه، وتركيب اللوح الثاني ويسمى الخد، وبعد ذلك تركيب اللوح الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع، ثم تركيب الفرمات وتركيب العطف والجلنقات والشلامين ومن ثم تركيب بقية الالواح الى الدوران. ويضيف: نركب لوح الكمر «وهو لوح سميك وبارز عن الالواح وعليه خط يسمى كشتر»، والمناظر وهي عبارة عن لوحين فوق الكمر، ثم القيطان وهو مواصفات الكمر نفسه، ولوحان مناظر فوق القيطان ويوضع قيطان آخر فوق المناظر، ولوح التريج وهو آخر لوح في السفينة وتثبت جميع الالواح بالمسامير الملفوفة بالقطن والحل والدامر وتركيب الفلس «المكان الذي يرتكز عليه الدقل» الحزامات «تربط جميع الشلامين مع بعضها البعض» والقائم «يوضع الى الثلث الخلفي للسفينة»، ولوح السلبيس «توضع عليه الصوارات» والدرميت «لوح يركب تحت لوح السلبيس» والصوارات، والواح السطحة، وتركيب «الكشتيل - حمار بحار» بصدر البوم ثم سطحة النيم - تركيب الكاتلي والجرخ، وهي دفة السفينة. وعن المواد المستخدمة في صناعة السفن الخشبية قال: الخشب ومنه: الصاج - الجنقلي - المنتي - الفيني - الفنص - الفن - الباكه - الميط - القرط - والهمبة، وهو أرخص انواع الاخشاب، ومواد عضوية مثل الصل - الدامر - الحل - الشونة - الحومار والمسامير وغيرها، وان الادوات المستخدمة في صناعة السفن العدة، الجدوم، والمنشار، والمطرقة، والرندة، ومنقر القوبار، والبلد، والخيط والطبشير وغيرها. وعن أشهر سفن الغوص يقول: مثل البقارة، والسنبوك والشوعي وغيرها، وسفن نقل المياه مثل بوم تيسير والناقة، والمزيدي، وسفن السفر مثل الناصري والفندي والهاشمي، بالاضافة الى بوم السفار وغيرها. وتحدث العم عبدالعزيز عن انواع السفن الشراعية وهي: سفن السفر البعيد مثل البغلة وبوم السفار، وسفن السفر القريب مثل بوم القطاع والبتيل، وسفن الغوص على اللؤلؤ مثل البتيل - البقارة - الجالبوت - السنبوك - الشوعي - بوم الغواص - البلم، وسفن الصيد مثل الشوعي والبلم واللنج، وسفن نقل الماء مثل بوم الماء، وسفن النقل الساحلي مثل التشاله وحمال باشي والدوبه لنقل البضائع والصخور. وعن مشاركات العم عبدالعزيز السابقة في الفعاليات والمهرجانات، قال: ثلاث سنوات بسوق عكاظ، وقد حزت على جائزة اخرها الدورة السابعة بالسوق، وفي الجنادرية جائزة التميز لصناعة السفن الشراعية وكذلك شاركت في فعاليات حوض البحر الابيض المتوسط بتبوك، وهي مشاركة فقط لاغير وكذلك في الثقافة والفنون بمساهمة من هيئة السياحة والآثار بتبوك، وآخرها في فعاليات «أملج أجمل». المزيد من الصور :
مشاركة :