زيارة برنارد هنري ليفي إلى ليبيا

  • 7/28/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يوسف أبو لوز أكثر وصف ينطبق على زيارة المفكر الفرنسي برنارد هنري ليفي إلى ليبيا، هو أنها زيارة غامضة الهدف والمسعى، لا نعرف خيرها من شرّها. أما الغموض فهو الطابع العام لزيارات هذا الكاتب الأكثر تدخلاً في السياسة وفي مناطق الصراع العربية بين المفكرين والكتّاب الأوروبيين، والفرنسيين بشكل خاص. من هو برنارد هنري ليفي؟ تقول سيرته إنه من مواليد عام 1948 في مدينة بني صاف في الجزائر؛ أي فترة الاحتلال الفرنسي للبلاد، وهو ينحدر من عائلة يهودية، وبعد أشهر على ميلاده، كما في الموسوعة الحرة، انتقلت عائلته إلى باريس. درس الفلسفة وهو أحد أعمدة ما يُسمى الفلاسفة الجدد في فرنسا، لكن الرجل كان ناشطاً سياسياً طوال مراحل حياته، وعمل في الصحافة، ولعل أغنى تجربة صحفية ميدانية له، كانت خلال حرب انفصال بنجلاديش عن باكستان عام 1971.برنارد هنري ليفي أكثر فيلسوف فرنسي يتدخل دائماً في السياسة. البعض يدينه، والبعض يرحّب بمبادرات فيلسوف تعمل على إطفاء الحرائق السياسية.انتقد التاريخ الفرنسي في أحد كتبه الأيديولوجية، وبرّر في كتاب آخر له، التدخل العسكري والسياسي في العالم الثالث واعتبره أمراً مشروعاً.زيارة برنارد هنري ليفي إلى مدينة مصراتة، أثارت جدلاً واسعاً في ليبيا وفي الصحافة العربية والعالمية، كما هو الحال في كل تدخل له في المناطق ذات الحساسية السياسية، ولكن يبرّر زيارته إلى ليبيا بأنه جاء ليكتب تقريراً حول مصراتة والمنطقة الغربية في ليبيا لمصلحة صحيفة «وول ستريت جورنال».العمل الصحفي والعمل السياسي يكادان يطغيان على الفيلسوف والمفكر في شخصية برنارد هنري ليفي، وتظل في النهاية زيارته إلى ليبيا، غامضة غير معروفة سلبياتها ولا إيجابياتها، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل مطلوب من المثقف أو الكاتب سواء أكان فيلسوفاً أو مفكراً أو أديباً، أن يغرق في السياسة المباشرة على الأرض فيبتعد بذلك عن مجاله الحيوي الفكري والإبداعي، أم إن ثمة خيطاً رفيعاً لا بد أن يربط بين السياسي والثقافي شئنا أم أبينا؟وقد عرفنا هذا الخيط الرابط بين ما هو سياسي، وبين ما هو ثقافي في موقف الفيلسوف الفرنسي «أبو الوجودية» جان بول سارتر، خاصة في كتابه «عارنا في الجزائر» الذي ينتقد فيه استعمار بلاده للجزائر.أياً كانت نوايا برنارد هنري ليفي في ليبيا، فإن أهل مكة دائماً أدرى بشعابها، والمقصود بذلك أن أوّل من يكشف النقاب عن وجه هذه الزيارة يفترض أن يكونوا الكتّاب والمثقفين الليبيين داخل ليبيا وخارجها.إذا كان هنري ليفي في مصراتة أو في أي مكان آخر في ليبيا من أجل مساعدة الشعب الليبي واستقلاليته وحرّيته فأهلاً بالزيارة، وإذا كانت نواياه ضد ليبيا وشعبها، فهو مرفوض جملة وتفصيلاً. yabolouz@gmail.com

مشاركة :