تعتبر المبادرة الفورية لتوفير دخل أساسي مؤقت للفقراء في العالم، ذات أهمية حيوية في وقت لا يزال فيه وباء كوفيد-19 يعصف بالعالم، وفقا لما قاله مسؤول بالأمم المتحدة. في مقابلة مع ((شينخوا))، وخلال تعليق على تقرير بعنوان "الدخل الأساسي المؤقت: حماية الفقراء والضعفاء فى الدول النامية"، نشره يوم الخميس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قال هاو ليانغ شيوي، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومدير مكتب السياسات وخطة دعم برنامج الأمم المتحدة الانمائي، "إن مقترح السياسة هذا من الأمم المتحدة له أهمية كبيرة بالنسبة للدول المتضررة بشدة من الوباء، للحفاظ على استقرارها السياسي وإنجازاتها التنموية، وتقليل عدم المساواة، وكبح الارتفاع في حالات كوفيد-19". ويقترح التقرير أنه ينبغي دفع دخل أساسي شهري مؤقت بقيمة إجمالية تبلغ 199 مليار دولار أمريكي لضمان سبل العيش الأساسية لـ2.7 مليار شخص يعيشون تحت خط الفقر أو فوقه مباشرة، في 132 دولة نامية، مع استمرار تفشي الوباء في العالم. وقال شيوي إن شدة الوباء لم تكن متوقعة أبدا، حيث تجاوز العدد التراكمي لحالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 في جميع أنحاء العالم 16 مليون حالة، كما زاد عدد الحالات المؤكدة حديثا بمعدل يزيد عن 1.5 مليون في الأسبوع. وأضاف أنه لا توجد علامة واضحة على تباطؤ التفشي، "وبالإضافة إلى ذلك، شهدت بعض البلدان موجة ثانية من الوباء، لذلك ليس من الواقعي تحقيق إعادة فتح الاقتصاد بشكل واسع في المستقبل المنظور". وقال أيضا "من أجل استمرار الزخم الاقتصادي ومنع عدم الاستقرار في بعض الدول نتيجة الزيادة الحادة في الفقر، يجب على القادة إظهار حكمة سياسية عالية، والاستفادة من الإمكانيات المالية، وتأمين سبل العيش الأساسية، من أجل إرساء أساس جيد للاقتصاد المستقبلي". كانت مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، قد دعيا في 25 مارس، مجموعة العشرين إلى تخفيف عبء الديون عن الدول الأكثر فقرا، لمساعدتها على معالجة التحديات التي يفرضها كوفيد-19. وقال هذان المقرضان متعددا الأطراف في بيان إلى مجموعة العشرين، إن تفشي فيروس كورونا الجديد "من المرجح أن يكون له عواقب اقتصادية واجتماعية خطيرة" على الدول الأكثر فقرا. وفي 19 مارس، أعلنت مجموعة البنك الدولي أن عملياتها الطارئة لمكافحة آثار كوفيد-19 قد وصلت إلى 100 دولة نامية، يسكنها 70٪ من سكان العالم. وفي 15 أبريل، اتفق المسؤولون الماليون في مجموعة العشرين، على برنامج منسق لتعليق مدفوعات خدمة الديون لأفقر دول العالم، بدءا من الأول من مايو وحتى نهاية العام. وقال شيوي إن الـ132 بلدا ناميا يمكنها شطب ديون مجموعها 3.1 تريليون دولار بفضل الإجراءات المذكورة أعلاه. واقترح أن تقوم البلدان ذات الصلة بتحويل الديون غير المسددة إلى دخل أساسي مؤقت للناس الأشد فقرا. ووفقا لما أوضحه شيوي، فإن توفير دخل أساسي مؤقت للناس الفقراء جدا، خلال فترة تفشي الوباء، قد أسهم بشكل جيد فعلا في العديد من الدول. ففي إسبانيا، من المتوقع أن يغطي برنامج "الدخل الأساسي" حوالي 2.5 مليون شخص، يحصلون شهريا على ما بين 462 و1015 يورو (ما بين 540 و1187 دولار) لكل أسرة اعتمادا على عدد أفراد الأسرة، وفقا لما أوضحه شيوي. وفي توغو، وصلت هذه المساعدة إلى 12٪ من السكان في شهرين، باستخدام التسجيل الرقمي ونظام الدفع الرقمي، حسب قوله. وفي البرازيل، غطى مثل هذا البرنامج بالفعل 50 مليون شخص، وفي إندونيسيا يستفيد أكثر من 10 ملايين شخص من مبادرة اقترحتها الأمم المتحدة، حسب قوله.
مشاركة :