«مسبار الأمل» من الغرفة النظيفة إلى الكوكب الأحمر

  • 7/28/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت رحلة مسبار الأمل من الغرفة النظيفة في مختبرات تقنيات الفضاء بمركز محمد بن راشد للفضاء، حيث عمل مهندسو ومهندسات المشروع على تصميم المسبار الذي يحمل أسماء أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وتواقيع سموهم، وسمو أولياء العهود، وشعار الهوية الإعلامية المرئية للدولة، كما يحمل عبارة «قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء». وحقق مشروع مسبار الأمل العديد من الإنجازات العلمية، من بينها إنجاز 200 تصميم تكنولوجي علمي جديد، وتصنيع 66 قطعة من مكونات المسبار في الغرفة النظيفة، كما أجرى المهندسون العديد من الاختبارات على مسبار الأمل قبل نقله إلى اليابان في مثل الاختبارات الحرارية. وتحتوي الغرفة النظيفة على مستوى منخفض من الملوثات البيئية، مثل الغبار الميكروبات المحمولة جواً، جزيئات الهباء الجوي والأبخرة الكيميائية، والتي تؤثر على البحث العلمي البيئي. وبتعبير أكثر دقة، الغرف النظيفة لديها مستوى مسيطر عليه من التلوث والذي تم تحديده من خلال عدد من الجسيمات في المتر المكعب، وكذلك حجم الجسيمات المحدد. وتعد الغرفة النظيفة قمّة المعامل الصناعية والعلمية، ويتم التحكم بمستويات نقاء الهواء والضوء «الألوان» في أقسامها المختلفة بناءً على طبيعة العمليات التصنيعية فيها إلا أن الغبار المرئي معدوم تماماً في جميع أرجاءها. انعدام الغبار وتعد الغرف النظيفة معامل مبنية خصيصاً لأغراض البحث العلمي أو الصناعات الدقيقة جداً وبالأخص صناعة معدات بناء الفضاء، وتسمى بهذا الاسم؛ لأنها نظيفة إلى حد انعدام الغبار فيها؛ لأن الغبار سيعطل عمل الأجهزة الإلكترونية إذا سقط عليها أثناء عملية التصنيع وبالتالي، في هذه الغرف المعقدة، يتم التحكم بنقاء الهواء الموجود فيها وأحياناً نقاء الضوء المسموح مروره في الغرفة بمعنى السماح بوجود ألوان معينة دون ألوان أخرى، وتقسم الغرفة النظيفة الواحدة في المنشأة الصناعية أو العلمية إلى غرف عدّة تختلف في درجة نظافتها حسب طبيعة العملية التصنيعية في كل غرفة فأكثر الغرف نظافة أو ما يعرف بالغرفة ذات الدرجة 1 (Class ISO 1) لا يوجد فيها سوى 10 جسيمات على الأكثر (غبار أو أوساخ) بقطر أكبر من 100 نانومتر في المتر المكعب الواحد مئة مرة أصغر من قطر شعرة الإنسان وللمقاربة. ويتطلب دخول المهندس أو الباحث للغرف النظيفة ارتداء ملابس خاصة وهذه الملابس تحمي الغرفة من تلوث جسم الإنسان التي ستعطل عمل أي جهاز إلكتروني يتم تصنيعه في الغرف النظيفة، كما أنها تحوي شبكة من الألياف الموصلة للكهرباء في نسيجها لكي تحمي الأجهزة الإلكترونية المصنعة من الشحنات الكهربائية. للتحكم في نقاء الغرف هناك عوامل عدة تدخل في هذا الإطار منها صنف الغرفة، الرطوبة، ودرجة الحرارة، وتدفق الهواء، سرعة هبوب الهواء داخل الغرفة، وتوزيع المرشح داخل الغرفة، ودرجة حرارة الهواء المتدفق إلى داخل الغرفة، والضغط، بالإضافة إلى ألبسة العاملين داخل الغرفة. وسيدشن المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة الإمارات، غرفة تصنيع نظيفة بمقره وسيتم تدشينه الشهر، بما يخدم الاختبارات والعمليات الخاصة بعلوم الفضاء. محطات مراقبة أرضية يتعاون مركز التحكم الأرضي بمركز محمد بن راشد للفضاء مع 3 محطات مراقبة أرضية على مستوى العالم، توجد في «كاليفورنيا ومدريد وكانبيرا»، فيما كلها تتبع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»؛ بهدف دعم عمليات المسبار ونجاح مهمته، كما يقوم مهندسو المركز بإدارة عمليات المسبار بشكل كامل. فرق هندسية تتعامل 3 فرق هندسية حالياً في إدارة عمليات المسبار والتأكد من كفاءة أجهزته فيما يخص استقبال البيانات والإشارات وإعادة إرسال الأوامر لبدء مهمة المسبار خلال الفترة المقبلة. وتعد الفرق هي إدارة العمليات، وهي معنية بإرسال واستقبال المعلومات للمسبار، والفريق الهندسي ويعمل على استقبال المعلومات الهندسية ودعم الفريق الأساسي الذي يستقبل المعلومات، بالإضافة إلى فريق التخطيط الذي يقوم بتخطيط رحلة المسبار. وبعد عمليات الاختبارات في الغرفة النظيفة انتقل مسبار الأمل عبر مراحل بالغة الدقة، حيث مرت رحلة نقل مسبار الأمل من دبي إلى موقع الإطلاق للفضاء في جزيرة تانيغاشيما في اليابان بثلاث مراحل رئيسية بالغة الدقة، استوجبت تفعيل إجراءات علمية محددة وتوفير الشروط اللوجستية المتكاملة لضمان إنجاز عملية نقل المسبار على النحو الأمثل. وشملت المرحلة الأولى تجهيز ونقل المسبار من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى مطار آل مكتوم الدولي بدبي، واستمرت 12 ساعة، من 8 صباحاً حتى 8 مساءً، وتضمنت تجهيز وتحميل حاوية الشحن المصممة خصيصاً للمسبار، وتأهيلها بكل التجهيزات المطلوبة لتمثل غرفة نظيفة مصغرة متنقلة تحافظ على درجة الحرارة ونسبة الرطوبة المحددة، وتعمل على استخدام النيتروجين لتطهير المسبار والأجهزة العلمية الحساسة من أي جزيئات غبار في الجو. وتلا ذلك تحميل معدات الدعم الأرضية الميكانيكية المتمثلة بالأجهزة المساندة للمسبار، والتي تساعد في نقله وتحريكه، ومعدات الدعم الإلكترونية التي تساعد على مراقبة حالة المسبار أثناء الرحلة، إضافة إلى استخدامها في عمليات الاستعداد للإطلاق، ومن ثم نقل حاوية الشحن الخاصة التي تضم المسبار من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى مطار آل مكتوم الدولي على متن الشاحنة على مهل وبسرعة محددة لتقليل الاهتزازات التي قد يتعرض لها المسبار، وصولاً إلى تجهيز الحاوية في المطار وتحميلها على متن الطائرة التي ستنقله إلى اليابان. وامتدت المرحلة الثانية من مطار آل مكتوم الدولي في دبي إلى مطار ناغويا في اليابان 11 ساعة، وشملت تحميل المسبار ومعدات الدعم الأرضية إلى طائرة النقل العملاقة الخاصة بالدعم اللوجستي من طراز «أنتونوف 124» المخصصة لشحن المعدات الضخمة، والتي تعد أكبر طائرة شحن في العالم، ورافق فريق المشروع المسبار لضمان سلامته طوال الرحلة، كما رصد الفريق شدة المطبات الهوائية، في ظل ما يمكن للاهتزازات الشديدة أن تحدثه على بنية المسبار، وانتهت هذه المرحلة بتسليم المسبار لدى وصوله إلى مطار ناغويا للفريق الموجود في اليابان.

مشاركة :