بعد تصاعد التوتر مع اليونان، علّقت تركيا مشروع التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط، مشيرة إلى "استعدادها للحوار". اليونان رحبت بالقرار التركي، مؤكدة أنها "مستعدة دائماً للحوار لكن ليس تحت التهديد". السفينة التركية "أورج ريس" كانت تريد الرسو قرب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية الواقعة قبالة السواحل التركية للتنقيب عن النفط والغاز أعلنت تركيا اليوم الثلاثاء (28 تموز/يوليو) تعليق مشروعها للتنقيب عن النفط والغاز في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط، في بادرة ترمي إلى تهدئة التوتر الشديد مع أثينا. وقال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إبراهيم كالين: "أعلن رئيسنا أنه طالما المفاوضات جارية سنتريث قليلاً لاعتماد موقف بناء"، وأضاف في حديث لقناة "سي إن إن تُرك" أن "اليونان بلد مجاور مهم بالنسبة لنا (...) نحن على استعداد للتحاور مع اليونان".وتأتي هذه التصريحات في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر في شرق المتوسط الأسبوع الماضي بعد أن نشرت أثينا سفنها العسكرية في بحر إيجه، غداة إعلان أنقرة أن إحدى سفنها سترسو قرب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية الواقعة قبالة السواحل التركية. ورحب وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس بالقرار التركي، وأضاف في تصريحات صحافية بمناسبة زيارة وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانتشا غونزاليس لايا، التي زارت أنقرة الاثنين: "إنها خطوة نحو نزع فتيل الأزمة (...) لنكن واضحين، خلافاتنا تتعلق بترسيم الهضبة القارية والمناطق البحرية الخالصة". وأكد الوزير اليوناني أن بلاده "مستعدة دائماً للحوار لكن ليس تحت التهديد". من جانبها عبرت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانتشا غونزاليس لايا، عن أملها في إجراء حوار حقيقي مع أنقرة بشأن التنقيب عن النفط في شرق البحر المتوسط، مشيرة إلى أن نظيرها التركي مولود تشاووشأوغلو أبدى استعداداً للشروع في محادثات في هذا الصدد. وقالت الوزيرة الإسبانية إن تشاووش أوغلو أبدى استعداداً لوقف التنقيب في المنطقة لشهر على الأقل، وأضافت: "ينبغي تحويل ذلك إلى فعل. ليس كافياً أن تقول إنك تريد الحديث". وساهم اكتشاف حقول غاز ضخمة في السنوات الماضية في شرق المتوسط في تأجيج طموح الدول المطلة كاليونان وقبرص وتركيا ومصر وإسرائيل. وكثفت تركيا عمليات التنقيب قبالة قبرص ما أثار استياء معظم دول المنطقة والاتحاد الاوروبي. ولدعم مطالبها وقعت أنقرة اتفاقاً عسكرياً مثيراً للجدل مع حكومة الوفاق الليبية يوسع منطقتها البحرية في شرق المتوسط. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أدان الأسبوع الماضي "انتهاك" تركيا لسيادة كل من اليونان وقبرص في شرق المتوسط ودعا إلى معاقبة أنقرة. ويحرص الاتحاد الأوروبي على منع تصاعد التوتر بين أي دولة عضو فيه وتركيا. وأجرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الأسبوع الماضي مناقشات منفصلة مع كل من رئيس وزراء اليونان كرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. م.ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب – رويترز)
مشاركة :