أنجزت الهيئة العامة للبيئة دراسة حديثة متخصصة عن جون الكويت والضغوطات على البيئة الساحلية في الكويت. أكدت الهيئة العامة للبيئة ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمراقبة ورصد ومتابعة مخارج الصرف الصحي على الشبكات مثل المناطق والمنشآت الخدمية والصناعية والعسكرية والصحية وغيرها التي تصرف على شبكات الأمطار. وحول دراسة حديثة متخصصة عن جون الكويت والضغوطات على البيئة الساحلية أكد رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للهيئة الشيخ عبدالله الأحمد الحمود الصباح ضرورة تحديد آلية رقابة على هذه المخارج وإجراء كل القياسات والتحاليل المخبرية بهذا الشأن وأي ارتفاعات يتم رصدها والتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية بذلك مع اتخاذ اللازم لوقف مصادر التلوث وقيام الجهة المعنية بمسؤولياتها والتزاماتها على نحو أفضل. وشدد الشيخ عبدالله الأحمد على ضرورة المحافظة على جون الكويت وعدم العبث به لأنه موئل طبيعي وبيئي للعديد من مكونات الحياة الفطرية والأحياء البحرية والثروة السمكية وأحد روافد تحلية مياه الشرب في البلاد. وأضاف أنه خلال السنوات السابقة قامت الفرق الرقابية للهيئة بعملية مسوحات شاملة لكل السواحل في البلاد ومنطقة جون الكويت خصوصاً ورصدت تدفقات غير قانونية على البيئة البحرية لمخلفات سائلة لا تتوافق مع المعايير البيئية المعتمدة ويأتي ذلك امتداداً لمثل هذه التعديات سابقاً والمسببة لتلوث مؤثر في جودة البيئة البحرية ومكوناتها المختلفة. ارتفاع الملوثات وأوضح أن القراءات تشير إلى ارتفاع واضح للملوثات الصادرة عن مخارج الأمطار مما ساهم في زيادة المغذيات في منطقة الجون وازدهار الطحالب البحرية بأنواعها، كما رصدت أحمالاً بيئية متزايدة على المخزون السمكي في جون الكويت نتيجة الصيد الجائر التي جاءت بسبب قلة الالتزام بتطبيق القانون. وقال إن مخارج الأمطار ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال صرف مياه الصرف الصحي «غير المعالجة» بظواهر المد الأحمر ونفوق الأسماك كما ينتج عن هذه المخارج تلوث مياه البحر الساحلية بمواد بيولوجية «بكتيريا» وكيميائية ومواد أخرى تغير بصفاتها الفيزيائية وتؤدي إلى انخفاض ملحوظ بجودة مياه البحر مما تشكل تدهور ملحوظ على الأحياء البحرية وصحة وسلامة الرواد من عامة الأفراد بالمجتمع. وأوضح الشيخ عبدالله الأحمد أن الدراسة بينت ارتفاع في مستويات تدفق المغذيات من مخارج الصرف الصحي والبكتيريا الممرضة بجانب عوامل أخرى تتفاعل معها كارتفاع درجة حرارة سطح البحر وانخفاض في سرعة الرياح والتيارات أحد أهم أبرز العوامل التي تعمل على تزايد حالات ازدهار الطحالب الضارة ونفوق الأسماك في المياه الإقليمية لجون الكويت. مخارج الطوارئ وذكر إلى أن المصدر الرئيسي لمياه الصرف الصحي هناك هي تلك الناجمة من خلال التدفقات عبر الوصلات والربط غير القانوني لبعض مخارج الطوارئ المخصصة لتصريف مياه الأمطار وتعتبر أحد مصادر التلوث البحري المتفاقم مع مرور السنوات. وأضاف أنه يوجد على امتداد جون الكويت نحو 50 مصباً في وقتنا الحالي وأدى صرف المياه غير المعالجة والمتدفقة من خلال بعض مخارج الصرف إلى ازدياد في مستوى المغذيات في المناطق القريبة من الساحل كما بينت نتائج لعينات يتم أخذها من هذه المخارج بشكل متكرر ودوري. وأوضح أنه وفق الدراسة يوجد أيضاً ارتفاع في المؤشرات المايكروبيولوجية المصاحبة للصرف الصحي في أعداد البكتريا البرازية القولونية Faecal Streptococci والبكتيريا السبحية البرازية Escherichia coli Bacteria وبكتيريا الإيكولاي Fecal coliform bacteria عن المعدلات المسموح بها في المعايير الدولية والوطنية الخاصة بحماية وسلامة البيئة الساحلية من التلوث (قرار الهيئة العامة للبيئة رقم 12 لسنة 2017). وقال أنه من نتائج الدراسة انعدم وجود أي نوع من تلك البكتيريا في العينات التي تم تحليلها من المياه البعيدة عن الشاطئ ولوحظ أن أثرها يمتد بما يقارب 200 متر داخل البحر من مخرج الأمطار الساحلي بناءً على نتائج التحاليل offshore. وأضاف إنه تكرر ارتباط عدد من الحوادث النفوق الجماعي للأسماك بمواقع قريبة من مصبات مياه الصرف الصحي الموجودة في كل من جون الصليبخات ومناطق أخرى في جون الكويت وقامت الهيئة العامة للبيئة بعمل عدد من المسوحات ساحلية في 29 أبريل الماضي للتعرف على أهم النشاطات التي تؤثر وتضر التوازن في البيئة الساحلية. وذكر أنه تم ملاحظة تحليل المؤشرات البيولوجية وجود البكتريا القولونية البرازية وبكتريا الايكولاي وبكتيريا السبحية البرازية وذلك يدل على وجود كميات كبيرة من نفايات صرف صحي سائلة ومواد برازية متدفقة للسواحل مع المياه المصروفة من المخارج. النظام المناعي وأفاد أن التحليل لتلك المعدلات العالية بين أثر كبير على النظام المناعي للكائنات الحية ويتسبب في تسمم الكائنات ونقلها عبر السلسلة الغذائية كما ترتفع المغذيات مع مواد الصرف الصحي من فوسفات ونيتروجين فيتسبب في ظاهرة الإثراء الغذائي بحيث يتسبب بالنمو المفرط للطحالب التي بدورها تستهل الأكسجين المذاب والمتاح للكائنات البحرية ويخل باتزان حمضية المياه ومشاكل الرائحة وانخفاض قيمة المرافق المطلة عليها. وذكر أنه على مدى العقود الأخيرة اتسعت الرقعة الحضرية على سواحل الجون وبوجه خاص سواحل الجون الجنوبية حيث تقع المنطقة التجارية والحضرية في حين يعد الساحل الجنوبي للجون بالغ الأهمية نظرا لما يقدمه من خدمات لمعظم قاطني الدولة. وأوضح أن ما يزيد على 5 في المئة من سكان الدولة يعيشون في تلك المساحة وأنه على الرغم من أهمية النطاق الساحلي للجون وما يملكه من أنظمة بيئية وحيوية التي تعد من أهم ثروات الدولة ومواردها الطبيعية لكنه لا يزال منذ عقدين يستقبل كميات كبيرة من المواد المذابة من مغذيات وملوثات من مخارج الصرف والوصلات المخالفة للصرف الصحي وغيرها جنبا إلى جنب كما هو حاصل من تغيرات في تدفق نهري دجلة والفرات ما يقلل قدرة الجون في عملية دفع المياه للخارج ما أدى إلى التأثير المباشر لتدهور جودة مياه بحر الجون.
مشاركة :