صدر عن دار أوراق للنشر والتوزيع في القاهرة ديوان (وأبقتني هناك) وجاء الكتاب في 86 صفحة من القطع الوسط للشاعر محمد حسن الشيخ واشتمل على سبع عشرة قصيدة منها: (طالما في القلب)، و(وأبقتني هناك)، و(حالة عشق لا تتكرر)، و(حين صار العشق أحلى)، و(شهرزاد عندما تحكي)، و(مع سبق العشق)، و(موسيقى الكون)، و(في دمي أحببتها)، و (أرضيت نبضي)، و(شقاواتي الحبيبة)، و(ورد وفراشات وندى) وغيرها. يسيطر الموضوع العاطفي على كل قصائد الشاعر محمد الشيخ، ومثل هذا الطغيان يشكل هاجساً ومضموناً أساسياً عنده، وكأنه موجه إلى امرأة بعينها، والقصائد في معظمها محكومة لغنائية واضحة، من حيث التزام الشاعر بالوحدة الإيقاعية والتفاعيل المشتقة من التفاعيل المعروفة في الشعر العمودي، ومثال ذلك ما جاء في قصيدته (أشتاقها): (وخرجت منك وفي فمي/ طعم ارتحالك في دمي/ وعلى الوريد تعلقت كل الحروف تألقت كل التعابير الثناء/ رصاصة في قلب مفردة الوداع تريق دمعي للبكاء...) غير أن الشاعر في غمرة هذا الشعور العاطفي، لا ينسى فكرة الشعر وضرورة الاعتناء بالصورة في حدها الأقل، وهو ما نلحظه كذلك في مقاطع شعرية وقصائد متفرقة. في السياق ذاته، ثمة استفادة من الطبيعة، وسعي حثيث لتطعيم هذه القصائد بمشهدية مقنعة، وأيضا ثمة حيز من البعد الإنساني الشفيف، ويتجلى في قدرة الشاعر على أنسنة الاشياء كقوله: (فلا تساوم الحنين/ إذ بنار عشقه فؤاده احترق/ فليس بيننا سوى وثيقة من الحواس/ دونت ذات ليلة على الورق)