العراق: محطة الموصل تنتظر القطار.. منذ عشر سنوات

  • 7/28/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رغم توقف حركتها منذ سنوات بسبب التدمير، والأعطال، لا يزال عامر عبدالله يتفقد باستمرار قاطرته في محطة الموصل، التي كانت يوماً صلة وصل بين العراق، والعالم.وجراء النزاعات، والسياسة، فإن مسار «توروس إكسبرس» الذي ربط منذ بداية القرن العشرين البصرة في جنوب العراق، بتركيا، امتداداً بخط «أورينت إكسبرس» (باريس-فيينا-إسطنبول)، تقلص تماماً.وبعيد الغزو الأمريكي للعراق، انخفضت حركة السكك الحديدية في الموصل بشكل كبير، وواصل قطاران فقط، المغادرة كل أسبوع باتجاه غازي عنتاب في تركيا، حتى صيف عام 2010.يقول عبد الله (47 عاماً) الذي كان يسمّي قاطرته «الحبيبة»، إنه «قبل ظروف الموصل كنت أنقل المسافرين والبضائع يومياً من الموصل، وإليها، باتجاه بغداد، والمحافظات، وسوريا، وأستمتع بعملي الذي حرمت اليوم منه».ولا تزال آثار الخراب والقصف واضحة في كل زاوية على أرض محطة قطار الموصل، بعدما حولتها التفجيرات إلى كتلة من الأنقاض، وهدمت أبنيتها التاريخية، فيما طال التخريب أغلبية خطوط السكك، وخرجت عن مسارها.ويستذكر علي عكلة (58 عاماً)، وهو أب لسبعة أبناء، كيف كان يدفع «ألف وألفي دينار فقط (أقل من دولارين)» للسفر إلى بغداد، أو المحافظات.ويضيف «سابقاً، كنت أشحن بضائع من بغداد والمحافظات الأخرى إلى الموصل، عبر القطارات بتكلفة مالية مناسبة، وضمان إيصال البضاعة من دون تأخير، أو أضرار».ملحقات ومرافق عدة، كانت تضمها محطة قطار الموصل، منها قاعة ملكية كبيرة تعود للملك فيصل الأول، وتعتبر أقدم قاعة ملكية في العراق، بحسب ما يقول المهندس في المحطة محمد عبدالعزيز، الذي بات عاطلاً عن العمل تقنياً منذ سنوات. الدمار 80% يقول عبدالعزيز إن «المحطة كانت تضم دار استراحة، وفندقاً يعتبر الأقدم في الموصل، ومقهى، وحدائق، ومرائب لوقوف السيارات، وعربات نقل الركاب التي تجرها الخيول».ويضيف أن «واردات المحطة كانت تشكل مصدر عيش لمئات العائلات، كالموظفين، والعمال، والباعة، وأصحاب المحال، والمطاعم، والكازينوهات، وسائقي الأجرة، وغيرهم».فعبر الموصل في الأول من يونيو/ حزيران العام 1940، وصل أول قطار من بغداد إلى إسطنبول. لكن العاصمة اليوم لم تعد مربوطة إلا بالفلوجة غرباً، وكربلاء والبصرة جنوباً. وهو مستوى بعيد جداً عن 72 رحلة يومية كانت تسيّر على ألفي كيلومتر من السكك الحديدية في حقبة ما قبل الحصار الذي فرض على العراق في التسعينات.وقبل زمن، كان العراق في طليعة التقدم والتطور في الشرق الأوسط. فمنذ العام 1869، كان «الترامواي» موجوداً في بغداد، ولكن لم يبق منه شيء اليوم، لا العربات الخشبية الأنيقة، ولا حتى السكك التي ابتلعها التمدد العمراني في العاصمة.احتضار محطة الموصل كان طويلاً، ففي 31 مارس/ آذار عام 2009، فجرت شاحنة مفخخة جزءاً منها. وفي الأول من يوليو/ تموز 2010، غادر آخر قطار بتذكرة ذهاب فقط إلى غازي عنتاب التركية.لكن ثاني مدن العراق، التي كانت يوماً مركزاً تجارياً للشرق الأوسط، صارت خراباً بفعل المعارك ضد تنظيم «داعش»، بين عامي 2014 و2017.يقول معاون مدير سكك المنطقة الشمالية المهندس قحطان لقمان لفرانس برس، إن «نسبة دمار المحطة قبل، وخلال استعادة الموصل وصلت إلى 80%».فلا يزال أثر الرصاص واضح المعالم على الأعمدة، والأرصفة، وواجهة المحطة، وبالكاد يمكن رؤية الفسيفساء التي كانت تغطي أرض، وجدران القاعة.ويوضح لقمان أن «إعادة الإعمار تشوبها معوقات مالية، ولا يوجد سقف زمني». (أ ف ب)

مشاركة :