أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم (الثلاثاء) أن بلاده تتحرك في "معركة تفاوض" حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، معربا عن تفاؤله بنجاح المفاوضات. وقال السيسي في كلمة بثها التلفزيون الرسمي خلال افتتاح المنطقة الصناعية بمنطقة الروبيكي في شرق القاهرة، اليوم "نحن نتحرك في معركة تفاوض، وهذا التفاوض بمنتهى الوضوح حول عملية ملء وتشغيل السد" الإثيوبي. وأردف قائلا "نحن نتفاوض، وهذا التفاوض معركة ستطول، ولن نوقع على شيء لن يحقق لنا المصلحة". وأعرب السيسي عن تفاؤله بنجاح المفاوضات الجارية، قائلا "إن شاء الله سننجح" في التفاوض في الوصول إلى اتفاق يحقق مصالح مصر على مر آلاف السنين. واعتبر الرئيس المصري أن قلق مواطنيه بخصوص قضية مياه النيل وسد النهضة "مشروع"، داعيا إياهم إلى العمل لمواجهة القلق ولكي يمتلكوا القوة والقدرة للحفاظ على حقوقهم. ورفض الحديث في بعض وسائل الإعلام عن القيام بعمل عسكري للتعامل مع قضية سد النهضة، مخاطبا مواطنيه قائلا "إذا كنت قلقان لا تهدد (..) في الإعلام أنا أحترم كل رأى، لكن انتبه أنك تكلم الرأي العام في مصر". وشدد السيسي على أنه "لن يستطيع أحد أن يجور علينا أو يجور على حقوق مصر وأمنها القومي سواء في قضية المياه أو غير ذلك". ويثير مشروع سد النهضة خلافات بين مصر والسودان وإثيوبيا، حيث تتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، بينما يحصل السودان على 18.5 مليار متر مكعب. وتقول إثيوبيا إن المشروع حيوي لنموها الاقتصادي، حيث تسعي إلى أن تصبح أكبر مصدر للطاقة الكهربائية في إفريقيا، بأكثر من 6 آلاف ميجاوات. ويمتد مشروع سد النهضة على مساحة تبلغ 1800 كيلو متر مربع، ويبلغ ارتفاعه نحو 170 مترا، ليصبح بذلك أكبر سد للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، ويعمل في إنشاء السد نحو 8500 شخص على مدار الـ 24 ساعة. وتصل السعة التخزينية للسد نحو 74 مليار متر مكعب، وهي تساوي تقريبا حصتي مصر والسودان السنوية من مياه النيل. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قبل أسبوع أن موسم الأمطار ساهم في انتهاء المرحلة الأولى من ملء خزان سد النهضة البالغة 4,9 مليار متر مكعب.
مشاركة :