مقالة خاصة: فريق شبابي يجوب الضفة الغربية بدراجات هوائية وسط تحديات إسرائيلية تقابله

  • 7/29/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ينشط خمسة هواة فلسطينيين في التنقل بين قرى ومدن الضفة الغربية أسبوعيا عبر دراجات هوائية في محاولة لاستكشاف جمالها وتشجيعا للرياضة. ويجتاز الشبان الخمسة، وهم في الثلاثينات من أعمارهم، خلال جولاتهم مسارات طويلة قد تصل إلى 77 كيلو مترا متنقلين بين مدن شمال وجنوب الضفة الغربية التي تبلغ مساحتها أكثر من 5 آلاف كيلومتر مربع. وعادة ما تكون أمام الشبان جولات ليست مفروشة بالورود، إذ تقابلهم تحديات إسرائيلية آخرها كانت قبل أيام باعتداء مجموعة مستوطنين عليهم بالضرب المبرح. ويروى العضو في الفريق دنيس صبح (30عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما ظهرت عليه بعض الخدوش والضربات، أن مستوطنين "نصبوا لنا كمينا" قرب إحدى المستوطنات شمال رام الله واعتدوا عليهم بالضرب. ويضيف صبح الذي بدا متأثرا بالحادثة، أن "المستوطنين اعتدوا علينا بالضرب أثناء دخولنا طريقا استيطانيا بالخطأ لأن الخرائط لا تدعم الجغرافيا الفلسطينية وأتلفوا ثلاث دراجات هوائية". ويعرب صبح الذي يعمل محاضرا في جامعة (بيرزيت) في رام الله، عن غضبه إزاء ما تعرض له الفريق من خطر كاد أن يودي بحياتهم، مؤكدا تمسكه برياضة ركوب الدراجات الهوائية والتنقل بين المدن والقرى لاستكشاف التاريخ الفلسطيني. ويلقى الشاب صبح دعما من أفراد عائلته في الجولات والتنقل بين المدن، إلا أنه بعد الاعتداء، سعوا إلى إقناعه بالتوقف عن ذلك خوفا على حياته. ويشاهد الفريق الشبابي في جولاته، عيون مياه تخرج من باطن الأرض وتلالا صخرية، فضلا عن هضاب وأودية، وأراض زراعية، بحسب صبح الذي يبدي استمتاعه الكبير بتلك الجولات. ويشير صبح، إلى أن رياضة التجول عبر الدراجات الهوائية "رائعة وكسر للروتين القاتل في ظل الإغلاق الحالي الناجم عن مرض فيروس كورنا الجديد (كوفيد-19)". ويدعو صبح الشباب الفلسطيني والهواة إلى ممارسة رياضة التجول عبر الدراجات الهوائية واستكشاف الأراضي الفلسطينية والابتعاد عن الرياضة التقليدية. وينخرط الشبان الخمسة ضمن مجموعة تطلق على نفسها (دراجو فلسطين) في مدينة رام الله، التي تأسست عام 2014 من ثلاثة أشخاص وتضم عشرات الهواة ما بين ذكور وإناث. ويقول الشاب محمد زعرور (33 عاما) أحد الأعضاء المؤسسين لـ ((شينخوا))، أن فكرة المجموعة تهدف إلى دعم ثقافة الدراجة الهوائية على صعيد صحي باعتبارها رياضة وصديقة للبيئة قليلة الصيانة والتكاليف. ويضيف زعرور الذي سبق أن عمل دليلا سياحيا في الضفة الغربية ولكن توقف بسبب حالة الإغلاق في الضفة الغربية جراء مرض كورونا، أن كل شخص أينما تواجد يشاركنا ركوب الدراجة يعتبر جزءا من المجموعة. ويشير إلى أن المجموعة تقدم جولات ومسارات متعددة ومتنوعة ما بين مسارات صغيرة تكون للمبتدئين وكبيرة ما بين المدن وصعبة تكون على قمم الجبال، لافتا إلى أن كل مسار يحتاج إلى فئة معينة. ويوضح أن تنظيم الجولات يتم الاتفاق عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تتفاوت التكاليف المالية حسب عدد المشاركين وقدرتهم على التحمل. ويؤكد زعرور وجود ازدياد كبير في الإقبال على المجموعة بسبب الحجر الصحي المنزلي الناجم عن مرض فيروس كورونا وحالة الإغلاق في الضفة الغربية. وينبه إلى أن "اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه أبرز التحديات التي تواجه المجموعة عبر نشر الحواجز على مداخل القرى والمدن وكذلك الهجوم على الدراجين بطريقة وحشية وخطيرة". ويعيش نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية وشرق القدس إلى جانب أكثر من مليوني فلسطيني، بحسب إحصائيات فلسطينية وإسرائيلية متطابقة. ويطمح زعرور بإنشاء ناد للدراجات الهوائية للتدريب على أسس ركوب الدراجات على مستويات عالمية لكافة المراحل العمرية من كلا الجنسين.

مشاركة :