تعمل عائلة سعودية موسّعة على المساعدة في النهوض باقتصاد بلادها من خلال مساهمتها في جلب الزوار إلى غرب المملكة العربية السعودية عبر تحويل مزرعة على ملكها الخاص إلى مطعم يقدم أكلات ومشروبات شعبية تعرّف بتراث المنطقة. عسير (السعودية) – حولت عائلة سعودية مزرعة صغيرة محاطة بالجبال في مدينة أبها إلى مطعم ومزار سياحي، يتم فيه تقديم الخدمات للزوار من جميع أنحاء المملكة. وقال صاحب المطعم هادي المازني إن جميع العاملين في المطعم هم إما أفراد في الأسرة وإما طلاب سعوديون يعملون في موسم الصيف، في محاولة من الأسرة لدعم الاقتصاد المحلي والقيادة الاقتصادية الجديدة في البلاد. وأوضح المازني “فكرة المشروع بسيطة للغاية فنحن مجموعة من الأخوة فكرنا، بمساعدة عوائلنا رجالا ونساء وبنين وبنات، أن نستفيد من بستان على ملكنا موجود في مزرعة قديمة، وأن نوحد جهودنا من أجل تحويله إلى مزار سياحي يضم جلسات وانسة تقدم فيها الأكلات والمشروبات الشعبية الخاصة بمنطقة عسير غرب المملكة العربية السعودية”. وتابع “طبيعة الأجواء في مدينة أبها في منطقة عسير أكثر من رائعة وبما أننا نملك هناك مزرعة، فحاولنا أن نستثمرها في أمر مفيد يعود علينا وعلى بلدنا بالفائدة ونكون جزءا من اقتصاد وطننا”. وتحول النشاط العائلي إلى مركز للزوار الراغبين في الاستمتاع بوجبة لذيذة أو مشروب ساخن مع إطلالة على الجبال. ويقع مطعم “الشموخ”، الذي بناه أبناء وأحفاد ضابط متقاعد في الجيش، بجوار وادي بني مازن قرب مدينة أبها. ويتقاسم أفراد الأسرة إدارة النشاط الذي يجتذب الزبائن من مدينة نجران وصولا إلى العاصمة الرياض. وأكد سعيد الأحمري، وهو زائر من نجران، “أقطع أسبوعيا حوالي أربعين كيلومترا خصيصا من أجل المجيء إلى هذا المطعم، الذي يقوم بإدارته عاملون سعوديون والجميل أنهم رجال ونساء وأحفاد من عائلة واحدة، كما أن خدماته ذات جودة عالية وأسعاره مناسبة وفي المتناول، بالإضافة إلى أن موقعه جميل جدا فهو محاط بطبيعة خلابة”. وقال محمد يحيى، وهو زائر من الرياض، “يحظى المطعم بشهرة واسعة، فالحديث عن جلسات الشموخ التي يسهر على ترتيبها أفراد من عائلة واحدة بلغت العاصمة وصار لدينا حب اطلاع لخوض التجربة ولهذا حرصت على المجيء”. وأشارت ريما هادي، وهي شريكة في المشروع وصانعة قهوة، “يكمن دوري في المطعم في صنع القهوة”. وأضافت هادي “حين ألتقي بالناس خارجا يقولون إنهم سعداء جدا بخدماتنا وإنهم غير معتادين على أن تعمل عائلة سعودية واحدة بروح الفريق في مشروع عائلي، فهم يبدون استغرابا من أنني شريك وفي ذات الوقت أعمل بنفسي، إن إشاداتهم ترفع كثيرا من معنوياتنا”. وتبذل المملكة جهودا لتعزيز السياحة الداخلية مع تخفيف القيود المفروضة على فايروس كورونا المستجد في جميع أنحاء البلاد. وأطلقت الهيئة السعودية للسياحة في الآونة الأخيرة حملة “تنفس” سلطت فيها الأضواء على عشر وجهات يستمتع بزيارتها المواطنون والمغتربون. ومن بين هذه الوجهات العشر تأتي مدينة أبها على ارتفاع 2200 متر فوق مستوى سطح البحر وتجتذب الآلاف من السائحين الراغبين في الفرار من قيظ الصيف إلى طقس الجبال اللطيف والبارد. وقال متحدث إن ما يقرب من 700 ألف شخص زاروا المدينة منذ بدء الحملة. وكانت السعودية قد فرضت إجراءات صارمة في مارس الماضي، لمنع تفشي فايروس كورونا المستجد، تضمنت فرض حظر تجوال كامل على مدار الساعة في معظم البلدات والمدن لم يُسمح بالخروج خلاله إلا لشراء الاحتياجات الأساسية أو لأسباب طبية طارئة.