تُعرف الأعراض الرئيسية لفيروس «كورونا» الآن على نطاق واسع بالسعال الجديد والمستمر، وارتفاع درجة الحرارة وفقدان حاستي التذوق والشم. لكن الكثير من الناس يتساءلون حول سبب فقدان حاسة الشم عند مرضى «كورونا».والآن، يقول العلماء إن لديهم الجواب - وهي أخبار واعدة للمصابين الذين لم تعود إليهم حاسة الشم بعد، وفقاً لتقرير لصحيفة «الصن» البريطانية.وحدد فريق من الخبراء في كلية الطب بجامعة هارفارد مجموعة الخلايا الأكثر تعرضاً لـ«كوفيد - 19»، ووجدوا أن الخلايا العصبية التي تكتشف وتنقل حاسة الشم إلى الدماغ ليست جزءاً من الخلايا الضعيفة.ومع ذلك، اكتشف الباحثون أن بروتين مستقبلات «إيه سي إي 2» الذي يستخدمه الفيروس لدخول الخلايا البشرية موجود في الخلايا التي توفر الدعم الهيكلي والأيض. وتم العثور على الخلايا غير العصبية في الجهاز العصبي المركزي.وقال الخبراء إن أبحاثهم تشير إلى أن هذه الخلايا هي المسؤولة عن فقدان حاستي التذوق والشم في مرضى «كورونا».وقال سانديب روبرت داتا، مؤلف الدراسة البارز في «ساينس أدفانسز»: «تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الفيروس التاجي الجديد يغير حاسة الشم لدى المرضى ليس عن طريق إصابة الخلايا العصبية مباشرة ولكن عن طريق التأثير على وظيفة الخلايا الداعمة».وتابع: «أعتقد أنها أخبار جيدة، لأنه بمجرد زوال العدوى، لا يبدو أن الخلايا العصبية الشمية بحاجة إلى استبدالها أو إعادة بنائها من الصفر».ويشير العلماء إلى أن هذا يعني أن معظم الأشخاص الذين يصابون بفقدان حاسة الشم بسبب «كورونا» سيكونون قادرين على استعادة هذه الحاسة فيما بعد.وجاءت النتائج بعد أن وجدت دراسة بديلة أن واحداً من بين كل عشرة مرضى بالفيروس التاجي الذين يفقدون حاستي التذوق والشم لن يتمكن من استعادتهما مجدداً.وقام الباحثون بتجميع بياناتهم من المرضى الإيطاليين ووجدوا أن 49 في المائة استعادوا حاسة الشم أو الذوق تماماً بعد التعافي من الفيروس. هذا بينما أبلغ 40 في المائة فقط عن تحسينات وقال 10 في المائة إن أعراضهم ساءت.وفي الوقت نفسه، وجد تحليل السجلات الصحية الإلكترونية أن مرضى «كورونا» هم أكثر عرضة للإصابة بفقدان حاسة الشم بمقدار 27 مرة، ولكن من المحتمل أن يواجهوا 2.2 إلى 2.6 مرة من صعوبات أخرى في الجهاز التنفسي مقارنة بالمرضى غير المصابين بالفيروس.ونظر داتا والفريق في جامعة هارفارد إلى كيفية تغيير حاسة الشم والرائحة لدى مرضى «كورونا».ووجد الباحثون أن الخلايا التي تلتف حول الخلايا العصبية الحسية (الخلايا المعيارية) توفر الدعم الأيضي. بينما ساعدت الخلايا القاعدية على التجدد بعد تعرضها للتلف.وتم العثور على الظهارة الشمية في تجويف الأنف ووجد الباحثون مستويات أعلى من البروتين «إيه سي إي 2» مقارنة مع بقية الخلايا الجذعية.وقال المؤلفون إن فقدان حاستي التذوق والشم لدى مرضى «كورونا» يمكن أن ينشأ عن فقدان وظيفة الدعم في الظهارة الشمية التي تسبب بشكل غير مباشر تغييرات في الخلايا العصبية الحسية الشمية.وأضاف داتا «يبدو أنها ظاهرة غريبة، لكنها يمكن أن تكون مدمرة لجزء صغير من الناس الذين يعانون منها باستمرار. يمكن أن يكون لها عواقب نفسية خطيرة ويمكن أن تكون مشكلة صحية عامة كبيرة إذا كان لدينا عدد متزايد من السكان مع فقدان دائم لحاسة الشم».وأضاف الفريق أن البحث سيوفر الأمل لأولئك الذين لم يستعيدوا حواسهم بعد لأنهم يدعون أن فيروس «كورونا» لا يسبب ضرراً دائماً.
مشاركة :