واشنطن - وكالات: حذر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس إيران من التسبّب في مشاكل في المنطقة، وقال: "إننا ملتزمون بمواجهتها بحزم"، وذلك بعد أيام من التوصّل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي. وأضاف الجبير عقب لقاء مع نظيره الأمريكي جون كيري إن على إيران استخدام الفوائد الاقتصادية التي سيجلبها لها الاتفاق النووي الجديد لمساعدة شعبها، وليس لتمويل "مغامرات في المنطقة". بدوره أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنه سيزور دول مجلس التعاون الخليجي مطلع أغسطس المقبل، وذلك بعد نهاية زيارة يقوم بها وزير الدفاع آشتون كارتر إلى إسرائيل والسعودية. وقال كيري عقب المحادثات إنه سيلتقي جميع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وإنه سيطلعهم على الاتفاق بالكامل وسيجيب عن أي أسئلة لديهم، وقال الوزير السعودي إن اللقاء سيجري في الدوحة. وأوضح كيري أنه بحث مع الجبير المسألة الإيرانية على ضوء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي وملفي سوريا واليمن، والخطةَ الأمنية المشتركة بين الولايات المتحدة ودول الخليج، التي انبثقت عن مؤتمر كامب ديفيد الأخير، والتي تسعى لحماية دول المنطقة من أي خطر بما في ذلك أي تهديد إيراني محتمل. وقال مصدر أمريكي إن وزير الخارجية الأمريكي حاول خلال اللقاء تبديد المخاوف العربية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن حلفائها في المنطقة. وأضاف إن زيارة الوزير الأمريكي للمنطقة هي جزء من طمأنة الأصدقاء العرب، ولشرح تفاصيل الاتفاق وتعزيز الشراكة الإستراتيجية والأمنية والعسكرية بين الجانبين، مؤكدًا أن الاتفاق لن يمسّ الشراكة مع دول الخليج. وكان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني قد أكد، أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون قد تلقوا مساء أمس اتصالًا من وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري، حيث أطلعهم على تفاصيل الاتفاق وقال الأمين العام: "إن وزراء الخارجية أعربوا عن تقديرهم لاتصال كيري بهم، كما عبّروا عن أملهم في أن يؤدّي الاتفاق إلى إزالة المخاوف بشأن برنامج إيران النووي، وبما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، ويجنبها سباق تسلح نووي". وأضاف إن وزير الخارجية الأمريكية أكد التزام الولايات المتحدة بنتائج القمة الخليجية الأمريكية التي عقدت في كامب ديفيد مؤخرًا، وبمواصلة التنسيق والتشاور وتكثيف الجهود مع دول مجلس التعاون بما يُسهم في تطوير المصالح المشتركة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن الجانبين اتفقا على عقد اجتماع بينهما في المنطقة قريبًا. ومن جانبه قال الأمير بندر بن سلطان الرئيس السابق للمخابرات السعودية وسفير المملكة السابق في الولايات المتحدة إن الاتفاق النووي مع إيران سيُتيح لها امتلاك قنبلة ذرية وسيجعلها "تعيث فسادًا في المنطقة". وكتب الأمير بندر مقالاً باللغة الإنجليزية نشرته صحيفة ديلي ستار اللبنانية أمس وقال فيه إن العرب يبتعدون الآن عن الولايات المتحدة. وأضاف: "يعتمد الناس في منطقتي الآن على مشيئة الله وعلى تعزيز قدراتهم المحلية وعلى التحليل مع الجميع باستثناء أقدم وأقوى حليف لنا. " وتابع: "التحليل الإستراتيجي للسياسة الخارجية ومعلومات المخابرات الوطنية ومخابرات حلفاء أمريكا في المنطقة لا تتوقع نفس نتيجة الاتفاق النووي مع كوريا الشمالية وحسب بل ما هو أسوأ" في إشارة إلى نجاح بيونجيانج في تطوير قنبلة ذرية. وجاء رد السعودية المُعلن على الاتفاق مع إيران في شكل بيان مقتضب صدر في وقت متأخر يوم الثلاثاء وجاء به أن المملكة تدعم أي اتفاق يمنع طهران من امتلاك قنبلة ذرية لكنه أكد على الحاجة لعمليات تفتيش صارمة وإمكانية إعادة فرض العقوبات. وقال الأمير بندر إن إيران "ستعيث فسادًا في الشرق الأوسط الذي يعيش بالفعل أجواء كارثية أصبحت إيران فيها لاعبًا رئيسيًا في زعزعة استقرار المنطقة".
مشاركة :