د/ساره الشيخ تكتب// الأثر النفسي لجائحة كورونا ونصائح للاهتمام بالصحة النفسية في ظل الجائحة

  • 7/29/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

Share this on WhatsApp فجر – مقالات بقلم أخصائية الطب النفسي د. سارة الشيخخريجة بكالوريوس طب وجراحةالزمالة السعودية في الطب النفسي منذ شهر مارس ٢٠٢٠ بدأنا نسمع في الاعلام أخبار تتعلق ببدأ انتشار فايروس يدعى بفايروس كورونا المستجد (كوفيد-١٩) في جميع انحاء العالم بعدما كنّا نعتقد انه محصور فقط في الصين.عندها بدأت حالة هلع لدى الناس، وانتشر الخوف… ولكن بسبب كون المرض مستجد، لم تكن هناك في الاعلام معلومات كافية عن المرض من حيث عدد الوفيات وشدة الاعراض. وحينما بدأنا نسمع بعدد من الحالات تم رصدها في مملكتنا الغالية، بدأ الهلع يزيد لانه اصبح شيء قريب منا وواقعي اكثر من مجرد ما نسمع عنه في وسائل الاعلام. حينها بدأت الدولة بجهودها في منع انتشار المرض والذي بدأ تدريجيا بإغلاق الرحلات الدولية والمدارس وبعدها اغلاق المحلات التجارية والحث على العمل من المنزل قدر المستطاع. ومن هنا زاد الهلع لان الاعداد بدأت تتزايد والوضع اصبح اكثر جدية. وحينما وصلنا الى مرحلة منع التجول والحظر الكلي والعزل الاجتماعي، زاد انتشار القلق والاكتئاب والخوف لكوننا اصبحنا نرى ان العالم بدأ يتغير كليا.القلق والحزن عبارة مشاعر طبيعية عند الانسان، يحدثان عندما تكون هناك مسببات تؤدي الى تنشيط اجزاء معينة من المخ والتي بدورها ترسل اشارات لإفراز كيماويات معينة، ومن ثم تحدث تغييرات فسيولوجية في اجسامنا تؤدي الى حدوث الاعراض. ولكن اذا زاد شعور القلق أو الحزن عن حده واصبح يؤثر بشكل كبير على حياة الانسان اليومية، يتغير مسمى القلق او الحزن الطبيعي الى اضطراب يجب علاجه. سنتطرق لذكر بعض الاسباب الرئيسية لانتشار القلق والاكتئاب مع الجائحة ومنها: ١- الخوف من المجهول، فلا احد يعلم حتى الآن ما هو مصير الجائحة وهل سيصبح هناك لقاح أم لا.٢- عدم الشعور بالامان الوظيفي، فقد قامت بعض الشركات في العالم بفصل بعض الموظفين للتقليل من الاعباء المالية.٣- الخوف من الخسارة المالية والآثار الاقتصادية المترتبة من الجائحة.٤- الخوف من الاصابة بالعدوى لا قدر الله.٥- الخوف من اصابه افراد العائلة وبالاخص الاطفال والكبار بالسن.٦- الخوف من فقد شخص عزيز، وفي حال حصول ذلك لا سمح الله، يكون الاثر النفسي اكبر بكثير.٧- التباعد والعزلة الاجتماعية قد يترتب عليها الشعور بالوحدة والاكتئاب، والملل والفراغ عند العزلة قد يؤدي الى التفكير الزائد والذي بدوره يؤدي الى القلق. وهناك عدة نصائح ننصح بها الناس العامة عند الشعور بالقلق او الاكتئاب بسبب الجائحة وهي: ١- التقليل من متابعة الاخبار المتعلقة بالجائحة سواء عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي والاخبار. ولا يعني ذلك ان لا تتابع الاخبار ابدا، ولكن يجب اخذها من مصادر موثوقة كحساب وزارة الصحة او منظمة الصحة العالمية. ولا تكن مهووسا بمتابعة الاخبار وجعلها تأخذ حيزا كبيرا من يومك.٢- التواصل الدائم مع الأهل والاصدقاء والاطمئنان عليهم عن طريق الهاتف او مكالمات الفيديو أو وسائل التواصل الاجتماعي. وعند زيارتهم يجب اتباع الاحترازات اللازمة كعدم المصافحة وترك مسافة ولبس الكمام.٣- القيام بممارسات تخفف من الضغط والتوتر كالاسترخاء وممارسة اليوغا والتمارين الرياضة والتي ترفع من هرمون السعادة (السيريتونين).٤- اشغل نفسك دائما عن طريق ممارسة الهوايات التي تحبها كالطبخ والرسم والقراءة ومشاهدة الافلام.٥- الاهتمام بالنفس والصحة النفسية.٦- التحدث والتعبير عن المشاعر والاشياء التي تضايقك للأشخاص المقربين فهذا قد يعطيك نوعا من الراحة. واذا كنت من النوع الذي لا يحب التحدث يمكنك افراغ مشاعرك عن طريق كتابتها على ورق.٧- حاول ان لا تقلق كثيرا. فليس هناك داع لأن تقلق بشأن امور ليست صحيحة ولم تحدث بعد. وكما ذكرنا سابقا انه لو زادت الاعراض بشكل كبير واصبحت تؤثر على حياة الشخص بشكل سلبي ولا يمكن التعايش معها فلا تتردد في زيارة طبيب نفسي من اجل العلاج فالحفاظ على صحة نفسية جيدة مهم جدا وشيء اساسي في حياة كل شخص. والرسالة الأخيرة هي أن فايروس كورونا المستجد لا يهدد الصحة الجسدية فقط، فالصحة النفسية ايضا مهددة ولا يوجد عيب او عار او خجل عند طلبك الى المساعدة ووعيك بحاجتك الى استشارة طبيب نفسي هي دليل على قوتك وليس نقطة ضعف كما يدعي البعض.واتمنى من الله أن يحفظنا جميعا من كل مكروهShare this on WhatsAppوسوم: كوروناShare0Tweet0Share0Share

مشاركة :