إسطنبول/ محمد يحيى /الأناضول وسط التهليل والتكبير، اكتمل وصول حجاج بيت الله الحرام، الأربعاء، إلى مشعر "منى" أحد أبرز مناسك الحج، لقضاء يوم التروية. وفي هذا المنسك الشهير بالارتواء من الماء، على بعد 7 كليومترات شمال شرق المسجد الحرام، يقتدى الحجاج بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسط إجراءات صحية هي الأولى من نوعها، خشية تداعيات فيروس كورونا. ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، اكتمل وصول الحجاج لمشعر "منى" ومقر السكن المخصص لهم في مسارات منظمة، مما يحقق التباعد بين الحجاج بشكل آمن وصحي، بمرافقة مشرفين لضمان التقيد بالتعليمات. ومشعر منى أكبر المشاعر المقدسة، تبلغ مساحته بحدوده الشرعية 16.8 كم2. ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، داخل حدود الحرم، وهو واد تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يسكن إلا مدة الحج، ويحده من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر. ويقول المؤرخون، إن تسمية "منى" أتت لما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج، وقيل لتمني آدم فيها الجنة، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس: مِنى. وبمنى، رمى إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدية لابنه إسماعيل عليه السلام، وبمنى نزلت سورة النصر، أثناء حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم. وأدى حجاج بيت الله صباح اليوم طواف القدوم بالمسجد الحرام، مع الحفاظ على مسافة التباعد الجسدي للوقاية من كورونا. وحددت السلطات مسارات للطواف، مع وضع علامات لضمان حفاظ ضيوف الرحمن على هذه المسافة. ** استعداد للركن الأعظم ويتدفق الحجاج صباح غد الخميس التاسع من ذي الحجة، إلى صعيد جبل عرفة على بعد 12 كيلومترا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم للحج، وهو الوقوف بعرفة، ثم ينفر الحجيج مع مغيب شمس يوم عرفة إلى مزدلفة. وتعتبر مزدلفة ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجاج، تقع بين مشعري منى وعرفات ويقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا ويجمعوا فيها الحصى لرمي الجمرات بمنى، ويبيت فيها الحجاج حتى فجر اليوم العاشر من ذي الحجة. ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر(عيد الأضحى) لرمي جمرة العقبة والنحر، ثم الحلق أو التقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة. ويبيت الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج. ** حج استثنائي وتأتي مناسك الحج الاستثنائي هذا العام، في ظل تغييرات كبيرة فرضتها جائحة كورونا، إذ يقتصر عدد الحجاج على نحو 10 آلاف من داخل المملكة فحسب، وهو عدد محدود جدا مقارنة بنحو 2.5 مليون حاج العام الماضي. وتحدّدت نسبة الحجاج غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة بـ70 بالمئة، ونسبة السعوديين 30 بالمئة، أغلبهم من الممارسين الصحيين ورجال الأمن. كما استبقت السلطات بدء مناسك الحج بإجراء فحوص كورونا لجميع ضيوف الرحمن، قبل إخضاعهم لحجر صحي في فنادق مكة لمدة 5 أيام. والثلاثاء، شددت السلطات السعودية إجراءات التعقيم في المناطق المحيطة بالكعبة الشريفة وسط المسجد الحرام، وفرضت تعليمات بمنع الحجاج من لمس كسوة الكعبة. على صعيد آخر، قال المتحدث بوزارة الصحة السعودية، محمد العبد العالي إن "الوضع الصحي لضيوف الرحمن مطمئن جداً". وأكد أنه "لا توجد حتى الآن أي حالات وبائية، أو محجرية (قيد الحجر الصحي)، كما لم تسجل أي حالات بفيروس كورونا". وأشار إلى أن الوزارة ستقدم خدماتها للحجاج اليوم الأربعاء (يوم التروية) عبر منظومتها الصحية في مشعر منى. ولفت إلى خدمات الطب المنزلي الميداني المتمثلة في سيارات إسعاف مجهزة بغرف عناية تتنقل بين مخيمات الحجاج، علاوة على تقديم الخدمات الطبية في قطار المشاعر عبر نقاط طبية متعددة. وأعلنت وزارة الصحة السعودية، الأربعاء، تسجيل 27 وفاة بفيروس كورونا، الأمر الذي يرفع عدد حالات الوفيات بالفيروس منذ الإعلان عن ظهوره منذ 3 يونيو/حزيران الماضي، إلى 2816 حالة. وحتى عصر الأربعاء، تجاوز عدد مصابي كورونا بالعالم 16 مليونا و969 ألفا، توفي منهم أكثر من 664 ألفا، وتعافى ما يزيد على 10 ملايين و509 آلاف، وفق موقع "ًWorldometers" الخاص برصد ضحايا الفيروس. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :