«أنا آسف» .. كوبري إلى السعادة

  • 11/9/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في كتابه الذي يحمل اسم الاعتذار والذي تصدر قائمة أكثر الكتب توزيعاً في الولايات المتحدة، يقول المؤلف والطبيب النفسي آرون لازار أنه عندما يقول أحد طرفي العلاقة الزوجية للطرف الآخر أنا آسف، فإن قوله هذا لا يعني اعتراف القائل بالخطأ والرغبة في العدول عنه، وإنما يعني أنه شخص يتسم بشخصية كريمة وشجاعة وواثقة بنفسها. في اعتقاد آرون لازار أن كلمة الاعتذار تظل الأصعب على لسان الزوجة والزوج، إذ إن الزوجة تخشى أن تعتذر لزوجها الذي تحبه خوفاً من أن يدفعه اعتذارها إلى التقليل من شأنها أو فقدان الثقة بها، خاصة أن صورة المرأة ما زالت في حاجة إلى تصحيح في أذهان الرجال الذين توارثوا مفاهيم خاطئة حول عدم قدرة المرأة على حسن التصرف أو تحمل المسؤولية، إلى درجة أن بعض الرجال يهمسون أحدهم إلى الآخر بأن النساء ناقصات عقل وكلاهما يهز رأسه بالطبع موافقاً. أيضاً تعتقد الزوجة أن الزوج دائماً يحاول تحميلها أسباب الخلافات في العلاقة الزوجية، ومن ثم تخشى الزوجة إذا اعتذرت لزوجها عن خطأ اقترفته أن يستغل اعتذارها حجة له حتى يلقي على عاتقها أسباب ما تعانيه علاقتهما الزوجية من مشكلات. كذلك يشير المؤلف آرون لازار في كتابه إلى أن الرجل يكون من الصعب عليه في كثير من الأحيان الاعتراف بالخطأ أمام زوجته، خاصة الزوج الذي يعتقد اعتقاداً جازماً بأن الرجل يعرف أكثر من المرأة ويمكنه التصرف بحكمة لا تتوافر لديها. وهو الشيء الذي يحب الرجل أن يؤكده للآخرين. يضيف الكاتب أن الرجل لا يقبل الاعتراف بالخطأ أمام المرأة والاعتذار لها، لأنه يشعر أنه إذا فعل ذلك فستهتز صورته، إذ يعني قوله أنا آسف لزوجته مثلاً أنه لم يكن قادراً على التصرف بحكمة كما المتوقع منه. وفي رأي الكاتب لازار أن الرجل بطبيعته يفضل أن تتحمل المرأة أسباب فشل العلاقة الزوجية على اعتبار أن المرأة في نظره الأكثر قرباً من الوقوع في الخطأ. يؤكد الطبيب النفسي لازار في كتابه أن الاعتذار لا يقلل من شأن صاحبه، بل على العكس يكسبه احتراماً أكثر، أما إذا سيء فهم الاعتذار من الطرف الآخر فيكون الخطأ هنا خطأ الشخص غير الناضج الذي لا يقدر شجاعة الذي أبدى الاعتذار وثقته بنفسه. وينهي لازار الكتاب بقوله: إن عبارة أنا آسف هي أجمل كلمة حب يمكن أن تحل أكثر المشكلات تعقيداً، وأن تعيد الدفء والمودة إلى الجبين، وينصح لازار كل زوج وكل زوجة بعدم التردد في قول أنا آسف لمن تحمل له الحب. إن كلمة أنا آسفة.. أو أنا آسف تعبير عظيم عن سماحة النفس.. تعبير عن التسامح الذي تحمله النفوس الكبيرة.. تعبير عن العلو.. والارتفاع.. والثقة بالنفس. إن التعنت والجفاف والخشونة لا يمكن أن تؤدي إلى حياة سعيدة.. والشخص الناضج هو الذي يتجاوز الخصومة ويرتفع عن الصغائر ويكسب بهذا كله احترام ومحبة الناس!

مشاركة :