هيئة الرياضة استراتيجية جديدة تحقق الطموحات المؤجلة

  • 7/30/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: مسعد عبد الوهاب تشكيل وزاري جديد رأى النور، حاملاً معه طموحات جديدة، لمسيرة عمل أكثر تكاملاً، تواكب المتغيرات وتبتكر الحلول لمواجهة التحديات المستقبلية، سعياً لإسعاد الموطنين، عبر خدمات وزارية يتساءل بعضهم إن كانت قد وصلت إلى ذروة العطاء، أم أن في الجعبة المزيد ليقدم.الوزارات والهيئات الاتحادية، وتحديداً الخدمية منها، دائماً ما يكون عملها محفوفاً بالرضا أو عدمه من وجهة نظر المواطنين، فهي على قدر «عزم» القائمين عليها تقدم كل ما باستطاعتها ضمن منظومة التشريعات والاختصاصات، ولكن هل هناك ما يمكن أن تقدمه أكثر من ذلك مع ما يطرأ من تغيرات ومستجدات محلية وعالمية؟ وما مدى رضا المواطنين على ما تقدمه؟«الخليج» تسلط الضوء في هذا الملف، على عمل الوزارات والهيئات الاتحادية؛ في محاولة منا للإضاءة على أوجه النقص إن وجدت، عبر استطلاع آراء مجموعة غير منتقاة من المواطنين؛ يقدمون ما في جعبتهم ليكون عمل هذه الوزارة أو الهيئة الاتحادية أفضل مما هو عليه، وقد تكون ضمنها اقتراحات لعل صاحب القرار يلتقطها فيحولها إلى واقع ملموس.في كل حلقة نستطلع آراء مجموعة من أبناء الوطن تحت بند أو سؤال واحد: ماذا تريد من الوزارة/‏‏ الهيئة ليكون عملها على أكمل وجه؟ وتركنا لهم الإجابة. على الرغم من التطور الواضح في كل مجالات العمل بالدولة، فإن الرياضة ما تزال تعد الحلقة الأضعف إنجازاً في المحافل الدولية، ويرى المراقبون وذوو الاختصاص في الشأن العام، أنها لا تواكب رؤية الإمارات في التنافسية والريادة على كل المستويات، كما أن المردود التنافسي لا يتوازى مع البنى التحتية المتميزة التي جعلت من الدولة بيئة جاذبة لاستضافة الكثير من البطولات والأحداث الدولية الكبرى التي حققت نقلة نوعية كبيرة بمجرد وصولها إلى محطة الإمارات، وفي مشاهد التنمية المستدامة محلياً على الصعد كافة. غني عن البيان قصور الرياضة عن مواكبة عجلة التطور التي تدور بوتيرة متسارعة في المجالات الأخرى.وللوقوف على أسباب تخلف الرياضة عن ركب الريادة، مقارنة ببقية قطاعات العمل، تتناول «الخليج» مع عدد من المسؤولين والمختصين والمحللين في هذا التحقيق الطموحات والأدوار المطلوبة من الهيئة العامة للرياضة، بحكم أنها الجهة الحكومية العليا، المعنية بالتنظيم والإدارة، والتخطيط والإشراف، وأيضاً، الرقابة والمحاسبة بالنسبة للنتائج، وكشفت الأطروحات عن أسباب التراجع الرياضي، وكان أهمها: عدم استثمار مواهب المدارس والجامعات، ووجود قصور في منهجية العمل والتخطيط وبرامج الإعداد للمشاركات، ما يدعو إلى استراتيجية تصحح المسار من القاعدة إلى القمة، والمحصلة في السطور الآتية: استراتيجية جديدة أكد المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي رئيس الاتحادين الإماراتي والعربي للمبارزة، عضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية، حاجة رياضة الإمارات لاستراتيجية عمل جديدة؛ بحيث تواكب التطورات والتغيرات على الساحتين المحلية والدولية، ومن ضمنها فيروس «كورونا» الذي يفرض وجود آليات جيدة، تراعي كل المستجدات، وتحقق نتائج دولية تليق بمكانة الإمارات.ويضيف: يجب طرح مبادرات؛ لتعظيم مخرجات العمل الفني، ليحقق نهج الدولة في التنافسية، وهذا يتطلب إعداد الكوادر المواطنة؛ للانخراط في المنظومة، وتبني كل الأفكار الحافزة للابتكار والإبداع في المجال، كما يجب أن تؤدي الهيئة دوراً أكبر في تنفيذ وتفعيل برامج إعداد وصناعة البطل الأولمبي؛ من خلال «صندوق الإمارات لرعاية المواهب الرياضية» الذي أسسته مؤخراً، ودعم برنامج الأولمبياد المدرسي، الذي يحتاج إلى مخصصات مالية أكبر؛ ليفي بغرضه، ولو تم الاهتمام بهذين الرافدين المهمين مع تفعيل الشراكة مع اللجنة الأولمبية الوطنية والاتحادات والمجالس الرياضية والأندية. الترابط والتكامل والحوكمة دعا الدكتور أحمد سعد الشريف رئيس جمعية الرياضيين إلى تطوير اللوائح والنظم الرياضية، عبر تبني سياسات تحقق الترابط والتكامل والحوكمة بين المؤسسات الرياضية ككل لتعمل بشكل مترابط، لتحقيق هدف عام؛ هو رفع مستوى التنافسية للرياضة، ومواكبة مسيرة تطور الدولة في كل المجالات، والتطورات تفرض إعادة صياغة استراتيجية الهيئة؛ لتواكب المتغيرات التي طرأت؛ ومن ضمنها مستجد فيروس «كورونا» الذي فرض الحاجة لتطوير اللوائح والنظم الموجودة؛ لتعطي مساحة أكبر لدعم الجانب الصحي بحكم الارتباط الوثيق بين الرياضة والصحة.ويضيف: يجب تطوير فكر العمل ليكون بالأسلوب العميق لدراسة التفاصيل الدقيقة لكل الظواهر، وتشخيص نقاط الضعف التي تعانيها بعض الرياضات؛ مثل: العزوف عن ممارسة الألعاب الجماعية الأخرى غير كرة القدم، والتركيز على تأهيل القيادات الرياضية الشابة؛ لتعزيز المهنية؛ وتحسين جودة المنتج الرياضي، ليكون بمواصفات عالمية، تكفل للرياضيين مقارعة الأقوياء في ظل الأرقام القياسية المدهشة للرياضيين حول العالم. تصحيح المسار يتساءل إسماعيل علي البنا رئيس اتحاد الهوكي، النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي للهوكي: لماذا تأخرنا في الرياضة التي لا تساير وجودنا في مصاف أكثر الدول تقدماً في كل مجالات الحياة؟ ويقول: لابد من تصحيح المسار؛ عبر تخطيط أكثر شمولية؛ يقوم على ثقافة وفلسفة السبق والريادة التي تنتهجها الدولة وقادتنا؛ للسبق في كل المجالات، ويتعين على الهيئة معالجة افتقار بعض الألعاب الأولمبية للمنشآت، خاصة ذات الانتشار العالمي الواسع، والتي يمكن الرهان عليها في حصد الإنجازات على غرار الهوكي الذي ما يزال يعاني ضعف الدعم المالي، وعدم وجود ملعب لتدريب المنتخبات الوطنية، للدرجة التي جعلتنا نستأجر ملعباً، على الرغم من نجاحنا بعد جهود مضنية في تكوين فرق ومنتخبات، واستفدنا من البيئة المجتمعية؛ حيث تحتضن الإمارات أعداداً هائلة من ممارسي اللعبة أبناء الجاليات في رفع مستوى اللاعبين المواطنين؛ لكن الإمكانات للأسف قاصرة، وتعرقل طموحاتنا في النهوض لمصاف العالمية. هدر المواهب يرى الدكتور حمد كرم الكعبي الأمين العام للاتحادين العربي والإماراتي للرياضة الجامعية، أن رياضة الإمارات حرقت مراحل كثيرة، وتعاني هدر المواهب؛ لأنها لم تستفد من منبع المواهب؛ المتمثل ب(المدارس والجامعات).وأضاف: هذه أهم نقاط ضعف رياضتنا، ولا تطور من دون إعطاء الأولوية لهما، فصنع البطل بدايته من مواهب المدارس، وربطها مع الجامعات، وأيضاً الاتحادات والأندية؛ لتكتمل حلقة الرعاية في منظومة صناعة البطل، ولا تطور من دون التركيز على الاتحادين «المدرسي» و «التعليم العالي»؛ لأنهما عصب النماء والتطور الرياضي، مع احترامنا لكل الاتحادات، نحن نتكلم عن «ألف باء» رياضة، وعلى الرغم من أن الكل يعرف فإننا لم نقم بمبادرات فعّالة بمخرجات حقيقية مستدامة على أرض الواقع فغبنا عن المنافسة عالمياً.المطلوب أن تهتم «الهيئة» بدعم أنشطة ومسابقات المدارس والجامعات، وأن تسن تشريعاً؛ يلزم جميع مؤسسات التعليم بالمشاركة في مسابقات اتحاديهما مع فرض عضويتهما إلزامياً. ترتيب الأولويات قال محمد مطر غراب المحلل بقناة دبي الرياضية: مسؤولية «الهيئة» تعاظمت؛ بحكم دورها في التصدي للتحديات التي تهدد صحة النشء والشباب، والمفروض أن تتجه فوراً لدراسة وضع النشاط البدني مع وزارة التربية والتعليم؛ لأنه هو المقوم الرئيسي لصحة الإنسان، وفي ظل فيروس «كورونا» المستجد، يجب طرح مبادرات وبرامج؛ لوقاية أجيال الوطن من مخاطر التحديات الصحية؛ حفاظاً على الثروة البشرية، فلا يمكن القبول بأن يقتصر دور وزارة التربية والتعليم على حصة الرياضة، أو أن تعيش الرياضة دور شرطي الاتحادات، فالرياضة ليست رقابة فقط، فلابد من مبادرات سريعة؛ لتعظيم دور الرياضة في بناء مجتمع صحي.ويتابع: الوضع الرياضي برمته يحتاج إلى إعادة ترتيب الأولويات، ووضع استراتيجية متطورة بمدى زمني طويل، تتعامل مع المخاطر، وكفانا مشكلات في الاتحادات؛ فالمرحلة الحالية صعبة، وعلى الهيئة وكل الاتحادات تحمل مسؤولياتها في مواجهة التحديات. تحديث اللوائح والقوانين قال جمعة البلوشي نائب رئيس اتحاد السباحة: يتعين على الهيئة تطوير القوانين واللوائح المنظمة لرياضة الإمارات؛ لتتعامل مع الأزمات والطوارئ المستجدة على غرار جائحة فيروس «كورونا» المستجد، وأرى تعيين عضو من مجلس إدارة كل اتحاد، يكون ممثلاً له في التنسيق مع الهيئة الوطنية للأزمات والكوارث؛ لتسهم الرياضة في التصدي للأزمات؛ نظراً لكونها تستهدف عشرات الآلاف من الممارسين بمختلف مستوياتهم.ويضيف: يجب تسريع إجراءات تشكيل مجالس إدارة الاتحادات للدورة الجديدة (2020 - 2024 )، ليتسنى للمجالس الجديدة المعينة والمنتخبة متابعة برامج الإعداد لدورة طوكيو 2021، فالمفترض في السباحة على سبيل المثال أن نكون بدأنا مع أول يوليو/تموز، ولم يصلنا أي شيء بهذا الخصوص من الهيئة أو اللجنة الأولمبية؛ لنباشر إعداد المنتخب للاستحقاقات، وأولها دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية المقررة أواخر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، علماً أن فترة الإعداد مدتها 90 يوماً، وهذا التأخير سيؤثر سلبياً في تجهيز السباحين للمشاركة. الاحتراف قال أحمد البحر الأمين العام المساعد في اتحاد كرة الطاولة، رئيس لجنة المنتخبات: رياضتنا تراجعت على المستوى التنافسي، وتحتاج إلى إعادة نظر، والمشكلة فنية وليست مادية، فالدولة ما قصرت؛ بل تكمن المشكلة في خطط ومنهجية العمل، وقد طبقنا الاحتراف؛ لكننا لم نستفد منه على مستوى كل الألعاب، ولم يضف للمنتخبات الوطنية، فنوعية اللاعبين ما زالت بفكر الهواية، والجيران سبقونا، وعلى الهيئة بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية، المسارعة لوضع برامج فنية متطورة، فالسعودية تتزعم كرة الطاولة الآن، والبحرين مستواها أفضل، وبدأت تتقدم علينا في التصنيف، والحال نفسه في ألعاب أخرى، والنتائج تؤكد تراجعنا، وضعنا أصبح صعباً في اللحاق بمن سبقونا، والعلاج يحتاج إلى خطة سليمة تقوم على تخطيط علمي.الرياضة لا تواكب الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة، كما أن الصراعات ما زالت تؤجج الوضع داخل الاتحادات والأندية وبعض القرارات ترتبط بمصالح شخصية، ويجب تخليص الرياضة من صراع المناصب، ومنع الهدر المالي؛ لتحقيق التطور. الصلاحيات والمسؤوليات يقول علي جاسم حسن رئيس قسم الشؤون القانونية في المؤسسة الاتحادية للشباب بالإنابة، المدير السابق لاتحاد الرياضة المدرسية: الرياضة لا تستثمر طاقات المدارس الغنية بالمواهب بشكل مثالي، والمطلوب تحديد الصلاحيات والاختصاصات بين «الهيئة» واللجنة الأولمبية، فالأولى هي الجهة العليا المسؤولة عن الرياضة، وعليها ألا تتردد في مباشرة أعمال الرقابة من دون حذر زائد من اتهامها بالتدخل الحكومي، واللجنة الأولمبية هي المسؤولة عن الجوانب الفنية والمشاركات الخارجية، ويجب منحها صلاحياتها الفنية كاملة بقرار رسمي؛ لكي تباشر عملها في متابعة ومراقبة برامج الإعداد؛ من خلال الاتحادات، مع وجود رقابة ومحاسبة فعلية من «الهيئة» حال التقصير فهذا اختصاص أصيل لها نص عليه قانون الرياضة.المرحلة القادمة تحتاج إلى تنسيق أكبر بين دفتي الرياضة؛ لتسريع رتم العمل، وعدم تأخير القرارات؛ لإنجاز تشكيل مجالس إدارة الاتحادات للدورة الإدارية القادمة حتى لا تضيع برامج الإعداد، كما يجب أن تقدم الهيئة خبراتها للجنة الأولمبية. استثمار الخبرات والكفاءات قالت ندى النقبي مدير عام مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة: الهيئة العامة للرياضة حققت إنجازات كثيرة لا يمكن إغفالها؛ لكن قيادتنا الرشيدة أرست مبدأ المركز الأول، وجعلته نهجاً لكل قطاعات العمل، ولكي تواكب الرياضة طفرة الإنجازات الإماراتية في كل الميادين؛ يتعين إعداد خطة استراتيجية واضحة، هدفها الرئيسي المنافسة؛ لتحقيق الإنجازات، والرياضة لديها كل الإمكانات من منشآت وبنى تحتية هائلة تكفل لنا تحقيق الميداليات الأولمبية والألقاب العالمية.نأمل اعتماد استراتيجية واضحة المعالم والأهداف تفعّل الشراكة بين كل الجهات والمؤسسات الرياضية الحكومية الاتحادية والمحلية؛ لتنفيذ رؤية موحدة وشاملة تعلي شأن رياضة الإمارات.انتخابات تشكيل مجالس إدارة الاتحادات الرياضية على الأبواب، ويجب اختيار الكفاءات؛ لتقود عمل الاتحادات بتميز، مع ضرورة فتح المجال للشباب بشكل أكبر؛ للاستفادة من طاقاتهم في تعزيز العمل الرياضي.

مشاركة :