بيروت/ يوسف حسين/ الأناضول يستقبل اللبنانيون عيد الأضحى (الجمعة) في ظروف استثنائية، في ظل أزمة اقتصادية وانتشار "كورونا" والتوجه لإعادة إغلاق البلاد، بعد تسجيل إصابات كثيرة في الأيام الأخيرة. وتحت وطأة تداعيات جائحة "كورونا"، تفاقمت الأزمة الاقتصادية والمالية، ما أدى إلى تسجيل ارتفاع متواصل في أسعار المواد الغذائية، ومنها اللحوم والماشية كالغنم والأبقار، ما يؤثر سلبا على عدد الأضاحي هذا العام. ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975: 1990)، ما فجر منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي احتجاجات شعبية ترفع مطالب سياسية واقتصادية. ويطالب المحتجون برحيل الطبقة السياسية، التي يحملونها مسؤولية "الفساد المستشري" في مؤسسات الدولة، ويرونه السبب الأساسي للانهيار المالي والاقتصادي. ومتأثرة بهذه الأوضاع، تشهد سوق الأضاحي تراجعا كبيرا في حركتها التجارية؛ بسبب ضعف السيولة المالية لدى اللبنانيين، بسبب الجائحة وانهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار. ** تراجع 80% قال علي طعمة، صاحب ملحمة ومتعهد أضاحي، للأناضول، إن "الإقبال على شراء الأضاحي تراجع 80% عن العام السابق.. هذه النسبة تشمل كل المناطق، وهناك هبوط حاد في عدد الأضاحي". وأضاف: "كنا نذبح في كل عيد أضحى أكثر من 20 عجلا، بينما هذا العام وحتى الآن ملتزم بعجلين فقط؛ بسبب الأزمات التي نمر بها، كغلاء أسعار المواشي أو بسبب كورونا". ** تبرعات أقل ولاحظ القائمون على صندوق الزكاة، التابع لدار الفتوى، تراجعا كبيرا في نسبة تقديم الأضاحي، مقارنة بالأعوام السابقة. ولهذا الصندوق نشاط واسع سنويا، حيث يستقبل الأضاحي من متبرعين أو الأموال لشراء الأضاحي، وتقديمها للفقراء. وقال الشيخ زياد هيفا، مدير مكتب مفتي زحلة والبقاع، للأناضول: "اجتمعنا مؤخرا لبحث هذا الموضوع، واتفقنا على التشجيع على الأضحية فهذه سنّة، ونعمل على تشجيع من لم يتمكن من أداء فريضة الحج هذا العام ليقدم أضحية ويساعد الفقراء والأيتام، لا سيما وأن هناك غلاءً فاحشا". وتابع: "الإقبال على تقديم الأضاحي حتى الآن خجول جدا، وإن كان هناك بعض التلاحم في بعض القرى، وهناك من يضحي ثاني أو ثالث أيام العيد". وأردف: "كنا نتحدث عن عجلين و5 خراف كأضاحي في هذا العام، بينما العدد سابقا كان يتجاوز 12 عجلا و45 خروفا وأحيانا أكثر.. العدد خجول جدا بالنسبة لمؤسسة تقدم المساعدات لأكثر من 1700 أسرة". واستطرد: "كانت تصلنا مساعدات من الخارج، وتوقفت لصعوبة حركة النقل وإغلاق المطارات وصعوبة إدخال البضاعة (ضمن تدابير مواجهة كورونا).. هناك تراجع فعلي بنسبة الأضاحي هذا العام، لكن لا يمكن حسم النسبة المئوية إلا بعد انتهاء العيد". ** "أضحيتك حياة" في ظل الأوضاع الراهنة، ولمساعدة الفقراء، أطلق صندوق الخير، وهو تابع لدار الفتوى، حملة باسم "أضحيتك حياة"، ضمن مشاريعه الإغاثية، لإيصال لحوم الأضاحي لمستحقيها من عائلات فلسطينية ولبنانية. وقال المدير التنفيذي لصندوق الخير، حسن فريجة، للأناضول: "هناك تراجعا في كل المشاريع الخيرية في لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية المالية". وتابع: "هذه الحملة هي الخامسة على التوالي، ونجد صعوبات بموضوع التبرعات بسبب انهيار الليرة، إضافة إلى أن أموال الناس محتجزة في المصارف (ضمن أزمة السيولة).. هناك مبادرات، لكن التراجع ملحوظ ويلامس 70% عن الأعوام السابقة". وأضاف: "أيضا هناك أزمة كورونا التي ألقت بثقالها على البلد.. المؤسسات الخارجية المانحة.. أبلغتنا بالتراجع عن المساعدة هذا العام؛ بسبب ارتفاع الأسعار داخل لبنان، وهذا يزيد من الأزمة، حيث أصبح من الصعب على الفرقاء تحصيل اللحوم". واستطرد: "تراجع أعداد الأضاحي أدى إلى تراجع المستفيدين هذا العام.. سابقا كان نشاطنا موجها إلى أهلنا بلبنان وفلسطين، هذا العام أصبح من الأولى لدى المضحي والمتبرع أن يفيد الناس في لبنان، سابقا كانت تستفيد أكثر من 6500 عائلة من مشروع الأضاحي لصندوق الخير.. والعدد هذا العام لا شك أنه تراجع". ** مشاركة في أضحية فيما قال ناجي البعلبكي، تاجر مواشي، للأناضول: "هناك تراجعا طفيفا هذا العام بالنسبة لبيع المواشي والأضاحي، وهذا يعود إلى إقبال المغتربين على تقديم الأضاحي هذا العام". وأضاف: "هناك تراجعا كبيرا في شراء الغنم، حيث أصبح سعر الماشية الواحدة أكثر من 3 ملايين ليرة (1990 دولارا). حتى الآن بعنا 10 عجول". وزاد بقوله: "الأسعار مرتفعة جدا، وهذا أثر على حركة البيع، وهذا نلاحظه في عدد من يتشاركون في الأضحية الواحدة، سابقا كان يتشارك شخصان، بينما هذا العام يتشارك أكثر من 6 أشخاص على عجل واحد". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :