يتكون من البصل والثوم..علاج عمره 1000 عام قد يكون مضاداً حيوياً محتملاً

  • 7/30/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في السنوات القادمة، قد لا تكون لدينا القدرة على علاج العديد من الالتهابات التي كنا نستطيع أن نتغلب عليها بسبب مقاومة البكتيريا لعقاقير المضادات الحيوية الأكثر تطوراً. وبعد توقع أن تؤدي مقاومة العقاقير إلى 10 ملايين حالة وفاة سنوياً بحلول عام 2050، يحاول العلماء البحث عن بدائل للمضادات الحيوية. ووجد فريق من الباحثين البريطانيين بعض الأمل في مكان غير متوقع، أي مخطوطة تعود لزمن القرون الوسطى. وأشار بحث جديد، نُشر الثلاثاء، إلى أن علاجاً طبيعياً عمره ألف عام، يتكون من البصل، والثوم، والنبيذ، والأملاح الصفراوية، أظهر إمكانات مضادة للجراثيم، مع أمل واعد في علاج التهابات القدم والقدم السكري. وقال الباحثون إن العلاج المعروف باسم "Bald&##x27;s eyesalve" لديه القدرة على علاج عدوى الأغشية الحيوية، وهي مجتمعات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، مما يجعل علاجها أصعب بكثير. وبحسب تقدير الدراسة، فإن عدوى الأغشية الحيوية قد تكلّف المملكة المتحدة وحدها أكثر من مليار جنيه استرليني، أي 1.3 مليار دولار، كل عام.  ويُحدّد علاج العصور الوسطى لأول مرة على أنه مساعد محتمل في المعركة ضد الجراثيم الخارقة في عام 2015، وألقت أحدث دراسة في مجلة "Scientific Reports" مزيداً من الضوء على كيفية عمله، وكيف يمكن تطبيقه عملياً. وقالت فريا هاريسون، عالمة الأحياء الدقيقة بكلية علوم الحياة بجامعة وارويك بالمملكة المتحدة ومؤلفة الدراسة: "نعتقد أن له أمل واعد في علاج عدوى القدم السكري على وجه التحديد، وهي بمثابة عدوى الأغشية الحيوية الفائقة والمقاومة للغاية. وتشكل بمثابة عبء صحي واقتصادي ضخم. وقد تصبح غير قابلة للعلاج". وأشارت هاريسون إلى أن هناك خطر كبير من أن تكون قرح القدم السكري مقاومة تماماً لأي علاج بالمضادات الحيوية. ثم هناك خطر الإصابة بإنتان الدم ... وينتهي الأمر ببتر القدم أو الجزء السفلي من الساق".النص الطبي المبكر وكانت الوصفة الطبية "Bald&##x27;s eyesalve" من بين الوصفات للأدوية والمراهم والعلاجات المدونة في كتاب "Bald&##x27;s Leechbook"، وهو كتاب إنجليزي قديم موجود في المكتبة البريطانية. ويعد واحداً من أقدم النصوص الطبية المعروفة. وقالت هاريسون إن كل عنصر في الوصفة يحتوي على بعض النشاط المضاد للبكتيريا عند إجراء اختبار عليه في أنبوب اختبار. ويبدو تجميع عناصره منطقياً. وأضافت هاريسون: "كما أنها تستهدف بوضوح العدوى البكتيرية بحسب وصف الأعراض المدونة في الكتاب".  وتحضر الوصفة باستخدام الثوم والبصل من محلات البقالة العادية أو محلات بيع الخضار، واستخدام النبيذ الأبيض الإنكليزي، بينما تأتي الأملاح الصفراوية من معدة الأبقار. وجاء المشروع البحثي عن طريق الصدفة، بعد أن سمعت هاريسون، الشغوفة بتاريخ القرون الوسطى، عن الكتاب. وتعاونت هاريسون مع زميلتها السابقة كريستينا لي، المتخصصة في اللغة الإنجليزية القديمة بجامعة نوتنغهام، حيث عملت هاريسون سابقاً. ولا يعد الجمع بين الكتب التاريخية والعلاجات الجديدة أمراً جديداً، إذ تم اكتشاف مادة الأرتيميسينين، أي عقار الملاريا المستمد من نبات الشيح، من قبل باحثة صينية، تو يويو، بعد أن جابت النصوص الصينية القديمة. والغريب في الأمر، أن هاريسون قالت إن كتاب "Bald&##x27;s Leechbook" يحتوي أيضاً على وصفة علاج للملاريا باستخدام الشيح، الذي كان مستوطناً في أجزاء من إنجلترا في أوائل العصور الوسطى، مشيرةً إلى أن طوال ذلك الوقت، كان العلاج نفسه مدون في نص باللغة الإنجليزية من العصور الوسطى، ولكن لم يأخذه أحد على محمل الجد.قد يهمك أيضاًتعرّفوا إلى أشد أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيويةالطب الحديث وتعد المضادات الحيوية بمثابة الداعم للطب الحديث، وإذا فقدت فعاليتها، فقد تصبح الإجراءات الطبية مثل الجراحة والعلاج الكيميائي خطيرة للغاية. ويقول العلماء إن هناك العديد من السبل المختلفة للمضادات الحيوية الجديدة والعلاجات البديلة، والتي تشمل المواد اليومية مثل العسل والخل، ولكن أيضاً مصادر أكثر غموضاً مثل دم تنانين كومودو. وتستخدم طرق أخرى الفيروسات لاستهداف البكتيريا التي تفوقت على المضادات الحيوية المعقدة. وكانت إحدى النتائج الرئيسية للدراسة هي أن مزيج المنتجات الطبيعية هو الذي أعطى علاج "Bald&##x27;s eyesalve" نشاطه القوي في مقاومة الأغشية الحيوية. وقالت هاريسون إن الفريق يختبر أيضاً سلامة المزيج، ومن المتوقع أن تنشر الأبحاث الأولية أنه يتمتع بنتائج أمنة وواعدة. وستكون الخطوة التالية عندئذٍ وصف الخليط كيميائياً والبدء في اختبار التصحيح على جلد الإنسان، ولكن هذه الخطوة قد تأجلت بسبب جائحة فيروس كورونا. وأشارت هاريسون إلى أن طبيعة دراسة مزيج من المكونات، بدلاً من مركب واحد، يمكن أن تجعل عملية التطوير والموافقة التنظيمية تستهلك الكثير من الوقت. وقالت هاريسون إنه في العام المقبل، تأمل أن تكون لديهم فكرة أفضل عن سلامة العلاج، وبعد ذلك يمكنهم القول بأنه فعال بالفعل، ولكن تلك العملية ستستغرق وقتاً طويلاً.

مشاركة :