سجل قائد مدرسة سابق ومعلم حالي من أهالي محافظة قلوة مساء أمس موقفاً بطولياً، بإنقاذه طفلين جرفهما السيل غرقاً في وادي الحضن بمركز الرميضة التابع لمحافظة قلوة، حيث اقتحم السيل وأخرج الطفل الأول ثم عاد للثاني وأنقذه، وعاد للسيل بحثاً عن الثالث ولكنه لم يجده وكاد المنقذ أن يغرق فخرج وطلب إبلاغ الدفاع المدني الذين عثروا على الطفل الثالث وقد فارق الحياة. وقال لـ "سبق" المنقذ المعلم إبراهيم بن منصور السويدي الزهراني: وقعت الحادثة قبل مغرب أمس الأربعاء بجانب إحدى الأراضي الزراعية بوادي الحضن حيث كنت أسير على قدميّ وسمعت نداء استغاثة من طفل عمره في حدود 8 سنوات ويبعد عني قرابة نصف كيلو فتوجهت لمكان النداء مباشرة قاطعاً السيل فوجدت أطفالاً عالقين جرفهم السيل، وتمكنت من إنقاذ الأول في العاشرة من عمره تقريباً ثم عدت للثاني وتمكنت من إنقاذه بعد عناء وكدت أغرق وشربت من غثاء السيل وأخرجته، ثم عدت للثالث والذي لم أشاهده أبداً، ولكن بكلام الأطفال الآخرين، وكدت أن أعلق في الوحل ولم أستطع الخروج إلا حبواً على اليدين والرجلين بسبب الراسب الطيني. وأضاف " خرجت بعد محاولتي لإنقاذ الطفل الثالث وأنا في حالة إعياء شديد وإغماء خفيفة ولكن استطعت إجراء إسعاف رئوي للطفلين اللذين تمكنت من إخراجهما وأخرجا ما في بطنيهما من غثاء السيل، وحينها وصل بعض من يريدون المساعدة وطلبت منهم الاتصال على الدفاع المدني حيث لم أكن أحمل هاتفي فتم إبلاغ رجال الدفاع المدني الذين تمكنوا من إخراج الطفل الثالث ولكن للأسف كان قد فارق الحياة وتم نقل الطفلين ونقلي أيضاً لمستشفى قلوة العام لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. وبين السويدي " تعلمت السباحة منذ الصغر وسبق وأن جرفني السيل وأنا في العاشرة من عمري كنت أرعى الغنم وقتها ونجوت بعد تعلقي بأغصان شجرة ومنذ ذلك الحين قررت تعلم السباحة وتعلمتها. وحول تعلمه الإسعاف أوضح " أعمل حالياً معلماً في ابتدائية مدركة وسبق لي أن عملت قائداً لمدرسة ذات الصواري بالرميضة وقد تلقينا بعض الدورات في الإسعافات والإنقاذ بالتعاون بين وزارة التعليم والدفاع المدني والهلال الأحمر وكنا ندرب أبناءنا الطلاب عليها واستفدت منها في إنقاذ الطفلين.