يتقدمهم خادم الحرمين..ملايين المصلين يؤدون صلاة العيد في المسجد الحرام والمسجد النبوي

  • 7/17/2015
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

أدى جموع المصلين صباح اليوم صلاة عيد الفطر المبارك في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وفي مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، فى أجواء آمنة مطمئنة، مفعمة بالخشوع لله والخضوع له سبحانه وتعالى، بعد أن منً الله عليهم بصيام شهر رمضان المبارك وقيامه. ففي مكة المكرمة أدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين الذين اكتظ بهم المسجد الحرام والساحات المحيطة به. وأدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وأصحاب السمو الأمراء . كما أدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - فخامة رئيس جمهورية المالديف السابق الدكتور محمد وحيد، و دولة رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري، وأصحاب الفضيلة العلماء، والمشايخ، وأصحاب المعالي الوزراء، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين. وأم المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد الذي ألقى خطبتي العيد وأوصى المسلمون فيهما بتقوى الله عز وجل لأن تقوى الله من أكرم ما أسررتم وأجمل ما أظهرتم وأفضل ما ادخرتم . وقال معاليه : إن أعياد أهل الإسلام يرفع فيها ذكر الله, فهي أعياد التكبير , وفي الأثر : زينوا أعيادكم بالتكبير رواه الطبراني، وأصدق من ذلك أبلغ قول الله جل جلاله (ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)، مشيرًا إلى أن أعياد المسلمين يتجسد فيها هذا التكبير، كما يُعلن ويعظّم في كلمات ذات عزة وبهجة يرددها المسلمون في أعيادهم فرحة وقوة وابتهاجا وعبادة , ويكبرون في المساجد والأسواق والمنازل والطرقات رجالا ونساء مقيمين ومسافرين في كل مكان وعلى كل حال في مشارق الأرض ومغاربها، تكبير واحد ووجهة واحدة، وشعور واحد بالبهجة والرضا والديانة والخضوع لله رب العالمين في صورة تتجلى فيها أسمى معاني الخضوع لله وعظمته وجبروته والإذعان والانقياد له وحده عز شأنه. وأكد أن في التكبير زينة وجلال يجد المسلم فيها الراحة والفرحة والعزة والقوة وفيه إعلان لعظمة الله وإذعان لكبريائه في القلوب إلى جانب كونه تعبد لله وتقرب باسمه الكبير وصفته الكبرياء وفيه استعانة بالكبير المتعال ، لافتا النظر إلى أن اقتران اسم العلي باسم الكبير يملأ النفس ثقة وطمأنينة. وأوضح معاليه أن الله عز وجل اختار (الله أكبر) وخصها بخصائص وأحكام ليست لغيرها من الألفاظ والجمل في كثرة ذكرها وتعدد أحوالها وتنوع أحكامها وعظيم آثارها ومايترتب عليها فالتكبير مشروع في المواطن الكبار والمواضع العظام في الزمان والمكان والحال, مشروع في كثرة الجموع والمجامع وفي الجهاد والنصر والمغازي استشعارا لعظمة الفعل واستحضارا لقوة الحال , التكبير مشروع لدفع شياطين الإنس والجن , والتكبير شعار المسلمين في أذانهم وصلواتهم وأعيادهم ومعاركهم علاوة على أن التكبير هو شعار الصلاة ومن شعائر العيد وهو سنة ثابتة في عيدي الفطر والأضحى. وأضاف أن كلمة الله أكبر صنعت في تاريخ المسلمين العجائب وبثت في أهلها من القوة ما استعلوا فيها على كل كبير سوى الله، كما أنها جملة عظيمة حافظة إذا سمعها الشيطان تصاغر وتحاقر وخنس فكبرياء الجبار تقمع انتفاش الشيطان، مبينًا أن التكبير يصطحبه المسلم في سفره فيكبره كل ما علا شرفا وهبط واديا أو صعد مرتفعا استشعارا لمعية الله وعظمته وإحاطته وحفظه وتفكرا في سعة الدنيا وتباعد أطرافها. وأفاد أن مواطن التكبير ومواضعه تكاد تنتظم حياة المسلم وأحوالها كلها فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا بشر بما سره قال : ( الله أكبر) وإذا رأى الهلال كبر وقال : (الله أكبر , اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لماتحبه وترضى ربنا وربك الله ) . كما أفاد أن التكبير ذكر جليل وعبادة عظيمة دعا الله عباده إليها ورغبهم فيها فقال عز شأنه (وربك فكبر) وقال تعالى (وكبره تكبيرا) فضلا عن أن في التكبير وتكراره تجديد لعهد الإيمان وتقوية الميثاق الغليظ وارتباط بالله العلي الكبير والجبار المتكبر, وأن تكبير الله وتعظيمه تطمئن معه النفوس إذا اضطربت وتسكن به القلوب إذا احتارت وتنام عليه العيون إذا سهرت كما أنها تحل الكروب وتزول الخطوب وترفع الهموم وتنقشع الغموم ويصفو العيش ويشفى الداء . وأوضح أن بالتكبير يترسخ الإيمان ويقوى اليقين وتعظم الصلة بالله رب العالمين وتفتح أبواب الخير للعبد وتفتح أبواب السماء داعيا المسلمين إلى عدم الانشغال بما خلق لك عما خلقت له و تعظيم الله على قدر قربه منهم وقدرته عليهم فلا شيء أكبر منه ولا أحد يخرج من سلطانه إلى سلطان غيره ولا من ملكه إلى ملك غيره، مبينا أنه إذا جاء العيد يوم الجمعة فليس على من صلى العيد صلاة الجمعة بل يصليها ظهرا ومن صلى الجمعة فهو حسن. وأدى أكثر من مليون مصلٍ صلاة عيد الفطر المبارك في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وأم المصلين إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي متحدثا عن فضل يوم العيد ومعانيه الدينية والاجتماعية، موصيًا المسلمين بتقوى الله عز وجل . وقال فضيلته: أيها المسلمون إن يومكم هذا يوم عيد الفطر يسمّى يوم الجوائز الذي يُوفى به المحسنون أجورهم ويتضاعف فيه الثواب، ويتجاوز فيه الرب عن الذنوب, ورفعت أقلام رمضان, وجفت صحفه بما كان من الأعمال إن خيرا فخير وإن شرا فشر , وربنا الرحيم يبشر الطائعين ولا يقنط العاصين وهو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين يمن بالتوبة والفضل والخيرات في رمضان وغيرة ,فيا باغي الخير أقبل واستقم، ويا باغي الشر أقلع والتزم، ولا تغتر بالحياة الدينا فإنما هي متاع يفنى شبابها ويزول نعيمها , والآخرة هي المقر فإما نعيم مقيم وإما عذاب أليم. وبين فضيلته أن يوم العيد بُشّر المسلم فيه بالخيرات مستشهدا بحديث سعد بن أوس الأنصاري عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا كان يومُ عيد الفطر، وقفت الملائكة على أبواب الطُرق فنادوا: أغدوا يا معشر المسلمين، إلى ربٍّ كريم يمنُّ بالخير ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم وأمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم، فاقبضوا جوائزكم فإذا صلوا نادى منادٍ : ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم فهو يوم الجائزة ). ومضى فضيلته قائلا: صلاة العيد شكرًا لله على تمام الطاعات فعيد الأضحى بعد ركن الحج الأعظم وعيد الفطر بعد تمام الصيام يفتتح المسلم فيه التمتع بالطيبات والمباحات في هذا اليوم بالصلاة , فيعطي التشريع البدن ما يحتاج اليه وما يصلحه ليقوى على الطاعات ويقوم بمهمات الحياة , ويسن للروح فيها ما يزكيها ويشرع لها ما يزكيها ويطهرها ويقويها بأنواع الواجبات والمستحبات . وأوضح أمام وخطيب المسجد النبوي أن عز العبد في طاعة المولى سبحانه وتعالى, وفلاحة وصلاحه وسعادته في عبادة الله بمحبته والتذلل لرب, وخسران العبد وخزية وهوانه وصغاره في أتباع الهوى والإنسياق وراء الحرية البهيمية, وأن العيد له معان عظيمة وحكم بالغة ومقاصد عالية وآداب سامية ومنافع كبيرة دينية واجتماعية ودنيوية وأخروية, ومن أعظم منافعة الدينة تحقيق التوحيد لرب العالمين في صلاة العيد، مبينا أن خطبة العيد إظهارا وبيان لشرائع الإسلام في الجمع لعلمها كل مسلم, وأما المنافع الاجتماعية فالتكافل والتراحم والتزاور بين المسلمين في هذا اليوم . وأكد فضيلته أن لكل مسلم ومسلمة الحق بالفرح والبهجة والسرور بالعيد لما جمع الله فيه من المسرات بكمال الصيام، وما من به الله من مباحات واجتماع القلوب قال الله تعالى(قُلْ بِفَضْلِ اللَّه وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْر مِمَّا يَجْمَعُونَ), ومن حكمة الله أن ينقل المسلم من حال عبادة إلى حالة اباحة للطيبات وتمتع بالمباحات ليقوى ويقبل على عبادات وطاعات اخرى. وحث فضيلته جميع المسلمين على المحافظة على الصلاة لأنها عمود الإسلام، مبينًا أن الصلاة زكاة البدن وحافظ الجوارح من الأثام وباب دار السلام لقول ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الصلاة (من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع وفرعون وهامان وأبي بن خلف). كما حث فضيلته المسلمون على أداء زكاة الأموال لأنها طهر لهم ولأنها حق الله للفقراء, وبر الوالدين وحسن صحبتهما, بالإضافة إلى الإحسان للفقراء والأيتام والضعفاء لأن ديننا دين الرحمة , وحفظ حقوق الجيران ,وصلة الأرحام والبعد عن القطيعة, والإحسان إلى من ولاكم الله أمره, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والصدق في المعاملات . وفي ختام خطبته حذر أمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي المسلمين من الشرك بالله في الدعاء والاستغاثة وطلب الخير ودفع الشر فالشرك في العبادات لا يغفره الله إلا بالتوبة, كما حذر فضيلته من الزنا وعمل قوم لوط , والربا والمسكرات والمخدرات والكبر والخيلاء والأسبال وشهاد الزور والرشوة, حاثا فضيلته بدرح الشيطان بالاستقامة . وأدى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض. وأم المصلين سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الذي حمد الله في مستهل خطبته على ما أنعم به جل جلالة على عباده من نعمة الإسلام، موصياً بتقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن. وبين الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن على المسلم أن يعبد الله حق عبادته بالقيام بالأركان وعمل الصالحات واجتناب النواهي، مشيراً إلى أهمية تعزيز أخوة الإسلام وسماحته. وقد أدى الصلاة مع سمو أمير منطقة الرياض كل من : صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، وصاحب السمو الملكي الأمير سعد بن فهد بن محمد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن مساعد بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير تركي بن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن، وصاحب السمو الأمير خالد بن عبدالعزيز بن مشاري، وصاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجية، وصاحب السمو الملكي الأمير اللواء الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز نائب قائد القوات البرية.

مشاركة :