صواريخ الموت تعكر أفراح العيد في إيران

  • 7/30/2020
  • 19:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

فيما يستعد العالم الإسلامي للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، تطلق قوات الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية من تحت الأرض في مناورة بحرية تستفز الجميع في مياه الخليج.رسالة كراهية وعدوان يبعثها النظام الإيراني لجيرانه خلال أيام العيد، ومؤشرات واضحة بأن نظام الملالي لن يحيد عن طريق الإرهاب، وسيظل يمثل مصدر التوتر والقلق في المنطقة وشتى بقاع العالم.التحركات الاستفزازية الإيرانية التي صاحبت مناوراتها البحرية، ساهمت في تصعيد حالة التوتر، ودعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعلان حالة التأهب القصوى، ورفعت حالة الخطر في منطقة بحر العرب، حيث يخشى الكثيرون أن تتسبب الحوادث الفردية العابرة في إطلاق حرب مسعورة لا تبقي ولا تذر.سحب وغباروأظهرت فيديوهات نشرتها وكالة «رويترز» الإنجليزية للأنباء، سحب الغبار تتصاعد في سماء المنطقة نتيجة المناورات الإيرانية، وظهرت الصواريخ وهي تشتعل في السماء، وعد مراقبون الهدف الأساسي للمناورات، بعث رسالة إلى الولايات المتحدة، حيث ظهرت صور لطائرات «درون» إيرانية، تنطلق منها صواريخ من داخل موقعين سريين، بدا وكأنه هضبة صحراوية وسط إيران.وذكرت وكالة تسنيم التابعة لجهاز استخبارات الحرس الثوري، أن عمليات الحرب الصاروخية في مناورات (الرسول الأعظم الـ14)، شهدت إطلاق صاروخين أرض - أرض من طراز هرمز وفاتح وصاروخ آخر لم تكشف عن مواصفاته»، وقال حاجي زاده في تغريدة على «تويتر»، إن مواصفات واسم الصاروخ سرية، وهي من المرات النادرة التي تعلن فيها قوات الحرس تجربة صاروخ خلال مناورات، دون أن تقدم معلومات عنه.حاملة نعوشوعد الجيش الأمريكي إن إطلاق طهران للصواريخ يعد تصرفا غير مسؤول، حيث تأتي التدريبات العسكرية في الخليج التي بدأت قبل أيام في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين طهران وواشنطن، حيث تجري تدريبات بحرية سنوية على مراحل في الممر المائي الذي تمر عبره نحو 30 % من إجمالي تجارة النفط الخام والسوائل النفطية الأخرى المنقولة بحرا، وتسببت الصواريخ الباليستية التي أطلقت خلال التدريبات في دفع قوات أمريكية لإعلان التأهب داخل قاعدة العديد الجوية قرب الدوحة، حسبما أعلنت مصادر عسكرية.ونشرت وكالة «تسنيم»، قبل أيام ملصقا يحمل صورة حاملة طائرات أمريكية جرى تعديلها بحيث أصبحت شبيهة بصورة نعش وعليها علامة مرمى، وتحتها عبارة صرح بها «المرشد» علي خامنئي تعهد خلالها بالسعي للثأر من الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة بطائرات درون، وأسفر عن مقتل العقل المدبر لعمليات الحرس الثوري قاسم سليماني في يناير.اشتعال الصراعوكشفت المناورات الإيرانية عن التهديد الكامن المتمثل في إمكانية اشتعال صراع عسكري بين إيران والولايات المتحدة بعد سلسلة من حوادث التصعيد العام الماضي أدت في النهاية إلى مقتل سليماني.وتعد خطط الحرس الثوري لتطوير الصواريخ الباليستية من الأسباب الرئيسية التي دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للانسحاب من الاتفاق النووي في مايو 2018 قبل عام من توقيعه على مرسوم يصنف «الحرس الثوري» على قائمة المنظمات الإرهابية.وفي 4 ديسمبر الماضي، اتهمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الموقعة على الاتفاق النووي، إيران بتطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية. ودعا سفراء الدول الثلاث لدى الأمم المتحدة، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة لإبلاغ مجلس الأمن بأن برنامج إيران الصاروخي «لا يتماشى» مع قرار الأمم المتحدة 2231 الذي تبنى الاتفاق النووي المبرم بين إيران وست قوى عالمية في 2015.وجهاز «الحرس الثوري»، قوات موازية لـ«الجيش»، وتخضع مباشرة لصلاحيات «المرشد» علي خامنئي.التضييق بالداخلولا يتوقف العيد في إيران على إشعال الأوضاع في الخارج، بل لا ينتهى التضييق ضد الأقليات الدينية في الداخل، حيث حظرت سلطات طهران إقامة صلاة العيد للسكان المحليين من أهل السنة في العاصمة الإيرانية.ودأبت أجهزة الأمن الإيرانية على منع السكان السنة من إقامة صلاة عيدي الفطر والأضحى في أماكن خاصة بهم، رغم وجود أكثر من 3000 مسجد لأتباع المذهب الشيعي (مذهب إيران الرسمي) في نطاق العاصمة الإيرانية طهران.وانتقد العديد من النشطاء الإيرانيين المدافعين عن حقوق الإنسان، هدم سلطات بلادهم المسجد الوحيد لأهل السنة في منطقة بونك بطهران عام 2015؛ فيما أدانت وزارة الخارجية الأمريكية مرارا انتهاكات إيران لحقوق الأقليات الدينية داخل البلاد.طائرات وهميةوأعلنت قوات الحرس الثوري إطلاق قذائف من مقاتلة «سوخوي – 22» استهدفت مواقع محددة مسبقا في جزيرة بني فارور في المياه الإقليمية الإيرانية.ووضع حاجي زادة وسم «مزرعة الصواريخ» في تغريدته، في أسلوب يعيد للأذهان تسمية مثيرة للجدل استخدمها للمرة الأولى قائد الحرس، حسين سلامي، عندما وصف مواقع لتخزين الصواريخ تحت الأرض، كشفت عنها إيران في أكتوبر2015 بغابة الصواريخ.وهذه من المرات النادرة التي ظهر فيها حاجي زادة، عقب مؤتمر صحافي في يناير أعلن فيها عن مسؤولية وحداته في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية؛ مما اشعل غضب الإيرانيين.وفي سياق منفصل، أفاد تقرير أذاعه التلفزيون الرسمي بأن طائرات دورن استهدفت حاملة الطائرات الوهمية، ولم يبث التلفزيون صورا لعمليات الإطلاق أو الهجمات التي نفذتها طائرات «الدرون» على الفور، ولم يحدد كذلك نوعية الصواريخ المستخدمة في التدريبات.

مشاركة :