بعد تقديمهم التهنئة بالعيد وتمنياتهم بالفرح والسعادة للأحفاد.. قلّب كبار المواطنين دفاتر الأيام، وعادوا إلى ذكرياتهم عن الأعياد والمناسبات في وقت مضى، وبقيت لهم منه قصص جميلة يسردونها عن عادات الإمارات وتقاليدها الأصيلة، وأيام الفريج و«لمّة» الأهل في «البيت العود»، و«الفوالة»، واستعرضوا آداب المجالس وما حملته من تعاليم السنع، والألعاب البسيطة مثل، المريحانة والدمى، وفرحة العيدية، ونصحوا الأجيال بالتكيف مع الظروف الراهنة، في ظل الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي «كورونا». عن ذكرياته يقول يوسف العلي من أبوظبي: في الماضي كنا نجتمع في «البيت العود»، حيث يشكل العيد فرصة للتزاور ورؤية من حالت مشاغل الحياة عن رؤيتهم، أما فرحة العيد بالنسبة للأطفال، فإنها تكون من خلال ارتدائهم للملابس الجديدة، التي قد ينام البعض إلى جوارها في تلك الليلة بانتظار ارتدائها، والفتيات يتسارعن لرسم نقوش الحناء على أياديهن، بينما يطوف الأطفال في الصباح على الجيران لمعايدتهم والحصول بالمقابل على «العيدية»، والشخص الأفضل لديهم في ذلك اليوم هو من يعطيهم المبلغ الأكبر. الجائحة وأضاف: اختلف الأمر مع الوضع الراهن لجائحة «كورونا»، فقد أصبحت التهاني والتبريكات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والعيدية أصبحت توضع في حسابات الأطفال خوفاً من تعرض الأطفال للإصابة بمرض «كوفيد- 19»، بينما تهنئة كبار المواطنين، فلم تعد كالسابق، فالبعض منهم لديه أمراض مزمنة، وخوفاً على صحتهم يفضل التهنئة بوسائل التواصل حرصاً على التباعد الجسدي وفق الإجراءات التي اتخذتها الجهات المختصة. عيد «لوّل» ليالي الاستعداد للأعياد في الماضي ما زالت في أذهان «الستينية» شيخة سعيد اليماحي، التي تشعر بالحنين إلى تلك الأيام وتتذكر فرحة نساء الفريج وهن يستعددن لعيد الأضحى المبارك رغم بساطة الحياة آنذاك، التي تعلمت خلالها الأشغال اليدوية من صناعة السرود والجفير، وما زالت تمارسها حتى الآن. وعن أيام زمان، أضافت: «نحن اليوم نعيش هذه الأيام بأسلوب مغاير تماماً عمّا كنّا نعيشه في الماضي، كل شيء تبدل فيه، وبتنا نفتقد تلك الأجواء، وبالأخص «لمة» العائلة التي كانت تشكل رمزاً أساسياً للاحتفال بالعيد وسط أزمة «كورونا» التي ألمّت بالجميع وأصبحت التهاني بوسائل التواصل الاجتماعي»، مسترجعة حينما كان الأطفال يجمعون العيدية يهرولون إلى أماكن اللعب التي تنصب في يوم العيد، مثل «المريحانة»، بالإضافة إلى تنظيم ساحات لممارسة الرقصات الشعبية، وهم يرددون أغاني الفرح. جدة لـ «57 حفيداً» ذكريات عابقة في مخيلة شيخة ناصر المهيري جدة لـ 57 حفيداً، التي تسرد لأحفادها اليوم «خراريف» الاحتفال بالأعياد وحكايات الآباء والأجداد أيام الغوص والسفر طويلاً عبر عباب البحار يشدون رحالهم في كل صولاتهم وجولاتهم، وهم ينصتون لها بآذان صاغية يسمعون قصص ذكريات زمان بكل شغف. وتقول شيخة المهيري التي تسكن في الشارقة: كانت المنازل صغيرة والحياة بسيطة، الكل راض ولا ينظر أحد إلى رزق غيره، ولكن بعد أن تغيرت الحياة إلى الحاضر أصبح لا يعرف الجار جاره في أيام الأعياد، ومن ذكريات العيد في مخيلتها، مائدة الطعام، التي لم يكن عليها سوى الأرز الأبيض والسمك والهريس وبعض الحلويات مثل العصيدة والخنفروش والساقو، مشيرة إلى أنه من العادات القديمة، التي كانت تحرص النساء على مزاولتها في الأعياد، تخضيب الأيادي والأرجل بالحناء والتي يتم تحضيرها في المنازل بعد أن تجفف أوراق نبات الحنة وتطحن، ثم تعجن وتقوم النساء بتخضيب كفوفهن بالحناء، بالإضافة إلى تنظيف المنازل المبنية من الحجر أو العريش وتبخير الفرش وتعطيره وسط مشاعر الفرح والسعادة بدخول ليلة العيد، ثم يتجمع أفراد الأسر خلال الزيارات العائلية للبيت العود حول «فوالة العيد»، التي تضم أكلات وحلويات شعبية إماراتية مثل «اللقيمات والبلاليط والخبيص». البهجة ألعاب الأمس الجميل خلال المناسبات، حاضره في ذاكرة الأهالي قديماً، بإيقاعها ودورها، في بث الفرحة والبهجة في النفوس، بالرغم من بساطتها، وفكرتها التي لا تعدو عن كونها نموذجاً يحاكي محاولة تجسد دمية، تاركة أثراً جميلاً عند الأطفال، وتشغل وقت فراغهم الطويل، خصوصاً في الأعياد، حيث تقول شما عيد بلال، من مركز الحرف في معهد الشارقة للتراث: تؤدي الألعاب دوراً هاماً، لدى الكثير من المجتمعات، وعادة ما تكون الألعاب، هي نتاج ثقافة وتراث الشعوب التي تختلف من مجتمع إلى آخر، وعلاقتنا قديمة مع الألعاب، التي ساهمت في إثراء أوقات الأطفال في الأعياد والمناسبات وخلال حياتهم اليومية، بالإضافة إلى تنمية شخصيتهم، وتقويتهم بدنياً، فتشكل الألعاب عالمهم الخيالي، ورحلة تصف علاقتهم بالأشياء السعيدة من حولهم، وأيضاً رؤيتهم وتفاعلهم معها. وأضافت: الألعاب قديماً، على وجه الخصوص صناعة الدمى، هي قبل أن تكون قطعة للهو وتمضية الوقت، كانت بمثابة مادة تعليمية، تعلم البنات السنع والعادات وتقليد المجتمع التي تربت في كنفه، كشكل الملابس ومسمياتها، والاحتشام، والفكرة أو الحبكة القصصية التي تخلقه البنات، مع الدمى، التي أيضاً تعزز فيها بعض القيم والمبادئ التي تربت عليه.
مشاركة :