استقبل ذوو الشهيد الرقيب عادل ناصر صالح الذي استُشهد أثناء مكافحة حريق في منطقة دبي للاستثمار، يوم الثلاثاء الماضي، إثر سقوط جدار المستودع بطريقة مفاجئة عليه، نبأ الشهادة بمشاعر الصبر، مؤكدين أن منزلة الشهادة عظيمة، وهو ما خفف من مصابهم الجلل. حيث حرصت «البيان» على زيارة منزل الشهيد والتقت بإخوانه وأبنائه الذين أكدوا فخرهم واعتزازهم بالشهيد الذي كان يردد إنه يتمنى أن يكون شهيد واجب. وأكدت أسرة الشهيد عادل، أنه نادراً ما كان يطلب الحصول على إجازة بل كان يبادر ويسرع إلى أداء مهامه ومهام أي من زملائه وفقاً لما تستدعيه الظروف الطارئة، وأنه شارك في العديد من الحوادث البليغة التي وقعت في دبي على مدى 25 عاماً، وكان محباً وشغوفاً وفخوراً بعمله حتى آخر لحظة في حياته. فخر وقال صلاح ناصر صالح الشقيق الأكبر للشهيد عادل ناصر: «فخور بأخي الذي قدم نفسه شهيداً للوطن وأداء الواجب التي يتمناه كل شخص، وفي هذه الأيام المباركة نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ولنا جميعاً». وأشار محمد ناصر صالح شقيق الرقيب عادل التوأم والمقرب منه بين إخوانه إلى أن الشهيد عادل محبوب من الجميع وكان يطلب الشهادة وأن رب العالمين اختاره ليكون شهيداً في هذه الأيام المباركة. وأكد سيف ابن الشهيد الرقيب عادل ناصر صالح، أن والده علّمه الشجاعة والإقدام منذ صغره، وأن الإمارات تستحق أن يضحي الجميع بنفسه فداء لها، وأنه فخور بأبيه الذي سيبقى اسمه خالداً ضمن شهداء الواجب. وقال سيف: «كان أبي يعشق تراب الإمارات وكان مستعداً في كل يوم بتقديم روحه في سبيل أداء الواجب، ولم يتقاعس يوماً في القيام بذلك وكان يعلم خطورة العمل الذي يقوم به إلا أنه كان يحب هذا العمل الذي ينقذ فيه الأرواح والممتلكات». الساعات الأخيرة كان يوم الثلاثاء عادياً على الجميع، ففي بداية اليوم توجّه الشهيد عادل إلى مقر عمله في مركز دبي للاستثمار، وتلقى التدريبات اليومية العادية وبعدها بدأ مهام عمله، إلا أن المقربين منه من زملائه أكدوا أنه حرص على الحديث مع الجميع، خاصة أنه بشوش الوجه طيب الروح، وطلب من زميله تناول الإفطار معه وتبادل الحديث. دق جرس العمليات في الدفاع المدني الساعة 3:43 عصر يوم الثلاثاء الماضي بوجود حريق في مستودعين في منطقة دبي للاستثمار هرع الرقيب عادل وزملاؤه إلى سيارات الإطفاء وتوجهوا إلى موقع الحريق في غضون 7 دقائق، وبدأت عمليات المكافحة والسيطرة على الحريق، توغل الرقيب عادل إلى الداخل لإخماد الحريق ومعه اثنان من زملائه ومرت الدقائق إلا أن ما حدث لم يكن متوقعاً، وفي الدقيقة 16 منذ بدء مكافحة الحريق انهارت الواجهة الأمامية بالجدار بطول 7 أمتار وعرض 24 متراً ولم يكن هذا الانهيار متوقعاً، واستمرت عمليات إنقاذ رجال الإطفاء ومكافحة الحريق في نفس الوقت ولم تمر دقائق حيث تم الاستعانة بفرق خاصة لإخراج الإطفائيين من تحت الأنقاض، وبالفعل تم ذلك، إلا أن الرقيب عادل قد فارق الحياة بملابس الإطفاء أثناء تأدية الواجب، فيما تم نقل زميله المصابين إلى المستشفى أحدهما في حالة بليغة والآخر بسيطة. دقائق معدودة وجدار منهار فصلت بين الرقيب عادل وزملائه الذين خيم عليهم الحزن عندما علموا أنه فارق الحياة، إلا أن تلك المشاعر تبدلت بالفخر لأنه مات وهو يؤدي واجبه وعمله في حماية الأرواح والممتلكات. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :