شهد موسم الحج إلى البقاع المقدسة هذه السنة تغييرا كبيرا بعد أن قررت السلطات السعودية تنظيم موسم حج بعدد محدود للغاية من الحجاج السعوديين والمقيمين على أراضيها بسبب المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي يُواصل انتشاره في المملكة والعالم. وانطلقت مناسك الحج هذه السنة، كما هو مخطط لها، ولكن بأعداد محدودة للغاية وبقيود صارمة للحد من انتشار الفيروس التاجي، وقد أشارت التقارير إلى أن عدد الحجاج تراوح بين ألف وعشرة آلاف هذه السنة. والحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد جعله الله عز وجل دينا على المستطيع أي القادر على الحج من الناحية البدنية والمادية، والاستطاعة في الحج هي القدرة على دفع تكاليف الحج إضافة إلى الصحة البدنية والعقلية. ويقوم كل مسلم بالحج مرة واحدة في العمر إذا كان يملك السبيل لذلك أي (توفر القدرة المالية والمادية والبدنية). وتعتبر طقوس الخمسة أيام مطلبا مهما للإسلام، اتباعا للطريق الذي سار عليه النبي محمد عليه الصلاة والسلام منذ نحو 1400 سنة. وأوضح بدر السيف، وهو زميل غير مقيم في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، ليورونيوز: "السلطات السعودية تدرك مكانة الحج البالغة الأهمية وتفخر لكونها الوصي على الحرمين الشريفين". "وبسبب ذلك، ولأن الوباء الحالي يمكن السيطرة عليه إذا تم اتخاذ الاحتياطات الصحية، فقد قررت السعودية المضي قدما في الحج المصغر"، أي تقليص أعداد الحجاج الذي يتجاوز عادة مليونين ونصف المليون. وهذا يعني أن الحجاج اضطروا إلى الحجر الصحي واختبار الفيروس وكانوا يرتدون أقنعة أثناء أداء طقوس الحج، وقد تمكن الآلاف من الحضور بدلا من مليونين ونصف المليون كما جرت العادة. وتعتبر المملكة العربية السعودية من الدول التي سجلت أكبر عدد من الإصابات بفيروس كوفيد-19 في منطقة الشرق الأوسط مع أكثر من 274 ألف إصابة وأكثر من 2800 وفاة. ووجهت نصائح للمسلمين في جميع أنحاء العالم بمواصلة احترام التباعد الاجتماعي ومسافات الأمان خلال الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وقد وضعت منظمة منظمة الصحة العالمية دليلا لتقديم النصح حول الممارسات الآمنة للتجمعات الدينية خلال فترة الوباء.
مشاركة :