«زياد» يصمم قرية سياحية بـ«عصا الأيس كريم»: «المصيف جالنا لحد عندنا»

  • 7/31/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مع عودة الحياة لطبيعتها بشكل جزئي، وفق الشروط المحددة التي وضعتها الحكومة المصرية لمنع تفشي فيروس كورونا، كان الشاب المصري زياد نائل العوضي، يتصفح مواقع الإنترنت، يطالع عددًا من الأماكن السياحية ذات الطبيعة الخلابة، يمني نفسه بعطلة صيفية مميزة، يقضيها على أحد الشواطئ ذات الرمال الناعمة، يجلس خلالها أمام مياه البحر ليتخلص من حالة الملل التي خلفتها فترة الحظر المنزلي طوال الثلاثة أشهر الماضية، غير أن عمل المنشآت السياحية بـ25% فقط من طاقتها، فضلًا عن تخوف أهله من فكرة سفره خلال تلك الفترة، حال بينه وبين العطلة، ليقرر أن يستغل موهبته في صنع نموذج مصغر لقرية سياحية،  مستخدمًا عصا الأيس كريم. يسرد «زياد»، في مستهل حديثه لـ«المصري لايت»، كواليس تصميمه قطعته الفنية تلك، والتي بدأها من خلال شرائه ألف عصا خشبية (popsicle stick) من أحد مواقع التسوق الإلكتروني: «لما بدأت أفكر في المشروع وأتكلم فيه مع أصحابي، لوغاريتمات الموبيل حاليًا ذكية جدًا، فبدأ يظهر لي اقتراح العصيان دي، كنت متأكد إنها هتفدني في تصميم القرية السياحية اللي قررت أنفذها»، وبالفعل قرر الشاب شراءها دون تردد. أطلق «زياد»، الذي يدرس العلاج الطبيعي في جامعة حورس بمدينة دمياط الجديدة، عنان خياله، بعد وصول طلبه، والذي أرفقه بـ40 شمعة لاصقة، سيحتاجها حتمًا في تكوينه، ليبدأ بعدها في تصميم مبنى قريته السياحية من خلال تشبيك الـ popsicle stick مع بعضهما البعض. 300 عصا هو العدد الذي استخدمه «زياد» لتصميم فندق قريته السياحية، حيث أسس مبنى فندقيًا متكاملًا مكونًا من طابقين، ليحاكي بذلك المباني الفندقية الحقيقية: «اهتميت بأدق التفاصيل لذلك تجد كل التفاصيل الحقيقية موجودة في المبنى، حتى التراس الفسيح، والسلالم صممت بنفس الطريقة الموجودة في المنشآت السياحية». حوالي 70 ساعة من العمل المتواصل، قضاها «زياد» في تأسيس أصعب جزء في قريته السياحية على حد قوله: «مكنتش هعرف أكملها لو سيبتها وقمت لأن العصيان متشابكة كلها في بعض، ولو فقدت تركيزي لثانية كانت باظت مني»، ليستسلم عقب ذلك للإرهاق، ليجد نفسه منكبًا في غفوة عميقة بجانب قريته السياحية غير المكتملة وقتها: «كان في حوالي 700 عصا خشبية جنبي وغالبًا كنت هكتفي باللي نفذته»، غير أن تساؤل والدته عن باقية عناصر القرية، بعدما أبدت إعجابها بما تم إنجازه دفعه لمواصلة تنفيها بالكامل. استغل «زياد» الدفعة المعنوية التي منحتها له والدته بمحض المصدفة لاستكمال قريته السياحية تلك، مضيفًا: «أسست حمام سباحة أمام المبنى، وألحقته بمساحة خضراء، وعدد من (الشيزلونجات) وسور للقرية»، ليرى عقب ذلك عمله، المصمم على مساحة 65*80، النور. يشير «زياد» إلى أن أحد أقاربه علق على تصميمه بقائلًا: «مش هنحتاج نسافر السنة دي.. المصيف جالنا لحد عندنا» معبرًا بذلك عن دهشته من واقعية التصميم، رغم أنه مجرد عصا أيس كريم متراصة بشكل محترف على مساحة صغيرة للغاية، وهو الأمر الذي شجعه لعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتلقى رواجًا كبيرًا بين المستخدمين فور نشرها. تخطى صيت قطعة «زياد» الفنية حدود مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ليصل لعدد من أساتذة قسم العمارة، بكليات الهندسة، في بعض الجامعات المصرية، والذين أثنوا على دقة تنفيذ قريته السياحية تلك، على حد قوله، مشيدين بحسه الإبداعي في تطويع تلك العصيان لإنتاج عمل فني متكامل الأركان، مضيفًا: «الأساتذة كلهم اندهشوا بأن مجال دراستي ملوش علاقة بالفن والعمارة».

مشاركة :