الوعي السياحي يجنب المسافرين منغصات السفر .. ويحفظ الفوائد

  • 7/18/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم يتبق على انطلاق قطار الإجازات الصيفية سوى أيام قليلة، لتشد بعدها العديد من الأسر المواطنة والمقيمة الرحال إلى بلدان أوروبية وعربية، لقضاء قسط من الترفيه، بعد انقضاء عام احتوته العديد من الأعباء، والمسؤوليات، وهنا نود أن نتحدث عن ذلك في الأسطر الآتية. بالرغم من أن للسفر سبع فوائد كما يقولون، فهناك أيضاً بعض المخاطر التي قد يتعرض لها المرء إذا لم يتمتع بالوعي السياحي الواجب، من حيث معرفة مجريات الأحداث في الدولة المستهدفة بالرحلة، وطبيعة وإبعاد وعادات وتقاليد شعبها، لتجنب المنغصات التي قد تعكر صفو الاستجمام، لوجود بعض العناصر غير السوية من الشباب العاطل عن العمل من أبناء الجنسيات الأجنبية والعربية، ممن ينتظرون فترة الإجازات الصيفية، وقدوم العديد من السياح الخليجين والعرب إلى بلدانهم، فيتربصون بهم، من خلال السطو على أغراضهم، وسلبهم أموالهم وحاجياتهم، والتعدي عليهم وإيذائهم بدنياً، إن قاومهم أي منهم، رافضاً الإذعان لهم. فإذا كان السفر لتغيير الأجواء، والخروج من النمطية والروتين ضرورة، ففي تأمين النفس، وأخذ الحيطة والحذر، والإلمام بأساليب ووسائل التعامل الواعي، والسليم مع الأغراب، ضرورة أكبر، تجنباً للتعرض لأية مخاطر، أو تعديات على النفس أو المال، وحول ذلك تدور محاور التحقيق الآتي. خدمة تواجدي بداية قال المحامي العام سلطان إبراهيم الجويعد مدير إدارة فحص ومتابعة القضايا بمكتب النائب العام للدولة: على من يعتزمون السفر للخارج خلال فترة الإجازة الصيفية، الحرص على التسجيل في خدمة تواجدي لوزارة الخارجية، لتسهيل التواصل معهم حال تعرضهم لأي طارئ، وعليهم احترام قوانين الدول التي يقصدونها، وتجنب التكلف في الملابس وفي المظهر العام، والابتعاد عن ارتداء المجوهرات، والساعات الثمينة، حتى لايلفتوا الأنظار إليهم، خاصة أن الشعوب الخليجية مستهدفة بالسرقات، للمظهر المرفه لأبنائها، إلى جانب الحرص على عدم حمل مبالغ نقدية كبيرة، وأخذ الحيطة والحذر في عدم التردد على أماكن مشبوهة، أو التأخر ليلاً في العودة لمكان الإقامة، أو حمل حقائب سهلة الانتزاع. ولابد من حفظ المقتنيات والأغراض في أماكن مضمونة ومأمونة، والتواجد في مجموعة أثناء التنقل، وتجنب التحرك فرادى، تلافياً للاستهداف من قبل أي من اللصوص، وعدم توقيف السيارات المستأجرة في أماكن بعيدة عن المواقف المحددة، ومراعاة مشاعر أبناء البلدان التي يتم السفر إليها، من ناحية عدم المبالغة، والتكلف، وإظهار الرفاهية، والثراء بشكل عام، فيما أغلب البلاغات التي ترد من المسافرين للخارج خلال الإجازات تعود في أغلبيتها لإهمال منهم، ولعدم احترام وتقدير قوانين ونظم البلدان التي يسافرون إليها. نشرات توعية وأيد العميد سيف الزري قائد عام شرطة الشارقة حديث المحامي الجويعد قائلاً: هناك احتياطات واجبة قبل السفر، وأخرى أثناءه، فعلى من يعتزمون السفر لمدة طويلة، التواصل مع خدمة نجيد التابعة للشرطة، للتبليغ قبل السفر عن أي من الأمور غير الطبيعية التي تدور حول مقر السكن، مع تنبيه الجيران إلى التخلص بشكل دوري من الإعلانات التي يتركها المندوبون على أبواب الشقق، وأبواب الفلل التي سافر أصحابها للسياحة، والتي منها ما يتعلق بتنظيف مكيفات الهواء، ورش مبيدات حشرية، وعرض خدمات تنظيف بالساعة وغيرها، لأن تراكمها يسهم في معرفة اللصوص، بأن سكان المنزل غير متواجدين فيه، فيما من الأفضل وضع كاميرات مراقبة أمام الأبواب الخارجية عموماً ضماناً للسلامة العامة. وقبل السفر أيضاً يجب الحصول من وزارة الخارجية على معلومات كافية عن البلد المستهدف بالزيارة، والاطلاع على المناطق الواجب تجنب ارتيادها فيها، فيما من الضروري خلال السفر عدم حمل الأشياء الثمينة الظاهرة للعيان، والاحتفاظ بها في أماكن آمنة، أو في خزائن الفنادق، وعدم حمل نقود سائبة، والاكتفاء ببطاقات ائتمان، مع الحرص في استخدامها بوعي، لعدم التعرض لعمليات النصب، والجرائم الإلكترونية. ومن المقرر الشهر المقبل توزيع نشرات توعية على المسافرين عبر مطار الشارقة الدولي، بالشروط الواجب اتباعها خلال السفر للخارج، والاحتياطات اللازمة، لتأمين النفس من التعرض لأية مخاطر، كما سيتم توزيع النشرات كذلك على المسافرين براً عبر خط خطمت ملاحة، فيما عليهم التأكد قبل السفر بوقت كاف من سلامة المركبة، وصلاحية الإطارات. سلوكات واجبة من جانبها تحدثت د. آمال حجازي المستشارة النفسية عن السلوكات الواجب على المسافرين في الإجازات الالتزام بها، تلافياً للتعرض لحوادث سرقات أو اعتداءات من أي نوع، حيث قالت: بداية لابد من الإقرار بأن المسافر العربي عموماً مستهدف في الخارج لأسباب عدة منها ماهو متعارف عليه عنه، من أنه يحمل الكثير من المال السائب، بما قد يعرضه للعدوان المنظم من قبل الأفراد، أو الجمعيات الإجرامية، والإرهابية، التي تعمل على تشويه سمعة العرب في الخارج، أو سرقتهم، في ضوء سمات شخصية الإنسان العربي من أنه طيب، متسامح، كريم ومضياف، يحتفي بالغريب تلبية لتقاليد مجتمعه ودينه، وهذا الأمر جيد في حد ذاته، لكن لابد أن يترسخ لدى الفرد العربي عن وعي، بحيث لايمنح ثقته لأي فرد، ولايقبل دعوة من لايعرفه، ويلجأ للحذر والحيطة من الغرباء. وبشكل عام هناك مجموعة من السلوكات التي توفر السلامة في السفر، وتقلل من المواقف الخطرة التي يمكن أن يتعرض لها الفرد، ومنها عدم إظهار النفيس من المجوهرات، أو ارتداء الملابس التي تدل على ثراء الفرد، لأن في ذلك دعوة مفتوحة للاعتداء، وعلى السائح تجنب الذهاب إلى أماكن يجهلها، أو السير في شوارع خلفية مهجورة، وخاصة في توقيت متأخر ليلاً حتى لا يتعرض إلى السرقة، أو الخطف، وعليه تجنب الحديث علناً في وسائل المواصلات، أو دور السينما وغيرها، عن مكان إقامته في الدولة الخارجية سواء كان فندقاً أو شقة، وأيضاً يجب أن يحتاط في التعامل مع من لايعرفهم شخصياً حتى لايقع في عمليات احتيال أو خداع، ومن الأهمية بمكان عدم التأثر بعادات وسلوكات الغير، التي تنافي عاداتنا. ولابد أن يكون لدى المسافر في إجازة إلى خارج الدولة، معرفة بأنظمة وقوانين الدولة المضيفة، حتى لا يتعرض للاستجواب، أو الغرامة، أو السجن، أو الترحيل، لأن السلطات الأجنبية في الدول الخارجية لا تتساهل مع أحد عند ارتكابه أية مخالفة سواء عن جهل، أو عن عمد، ومن الضروري أن يحرص الفرد على نقل صورة مشرفة عن نفسه، وبلده، من خلال تعاملاته، وتقديره للمسؤولية، فمثلاً كثير من الدول تمنع دخول الأغذية، والمعلبات، لذا يجب الاطلاع على قائمة الممنوعات، والقيود المحددة في الدولة التي يقصدها الفرد بالسفر، ومن الواجب احترام أنظمة وقواعد المرور، وعدم الوقوف في أماكن ممنوعة، والالتزام بثقافة الأماكن السياحية التي سيتم ارتيادها، ومراعاة اختلاف الثقافات، وتجنب بعض التصرفات المألوفة بالنسبة لثقافتنا العربية، والعكس بالنسبة للثقافات الخارجية، حيث من الضروري أن يكون السائح بمنزلة السفير لبلده في أي مكان يتوجه إليه. التخطيط المسبق للسفر أكد عبدالله بن يعروف مدير دائرة الشؤون الإسلامية في الشارقة، أن التخطيط المسبق للسفر، ومعرفة ثقافة شعوب الدولة التي سيسافر إليها الفرد، والاطلاع على عاداتها وتقاليدها، من الأهمية بمكان، لتجنب التعرض فيها لأي مخاطر، ولابد من الاطلاع في المراجع والكتب على ثقافة الدولة التي اختار السائح السفر إليها، حتى يلتزم بها، ولايتجاوزها، إلى ما لايتناسب معها من الأمور والتصرفات التي قد لا تكون مرفوضه في مجتمعنا. كما لابد أن يختار الفرد السفر إلى دولة تتيح لزائريها الحرية في الحركة، وفي ممارسة المعتقد، لكن ضمن ضوابط لا يجب عليه تعديها، مع ضرورة احترامه معتقدات الآخرين، وأسلوب حياتهم من دون تقليدهم، وشريطة عدم الانسياق وراءهم، أو مجاراتهم دونما وعي، حتى لايعرض الفرد نفسه لأضرار من أي نوع. اتخاذ التدابير اللازمة قال جاسم البلوشي الرئيس التنفيذي في مصرف الشارقة الإسلامي: في السفر دائماً ننصح العملاء باتخاذ التدابير اللازمة من تجنب حمل الأموال السائبة، واستخدام بطاقات الائتمان، أو البطاقات المدفوعة مسبقاً، التي تضمن نسبة أمان كبيرة في استخدامها، مع أهمية التحقق من ورود إشعار بما تم سحبه من ماكينة الصراف الآلي الخارجية، وتجنب استخدام ماكينة مرفق بها جهاز صغير يدعو للشك، أو لا يحمل شعار البنك التابعة له، فضلاً عن ضرورة التعامل مع ماكينات الصراف الآلي الموجودة في الأماكن العامة، وليست المنزوية في مناطق وأماكن خلفية، غير واضحة للعيان. وعلى المسافرين حفظ أرقام بنوك الدولة، حتى إذا فقد أي منهم بطاقة ائتمانه في الدولة السياحية التي توجه إليها، التواصل مع أي من بنوك الدولة، لوقف البطاقة، أو تعطيلها، فيما يفضل استخدام أكثر من بطاقة خارج الدولة، لاسيما المدفوعة مسبقاً، لمميزاتها المتعددة، من معرفة المبلغ المحدد المودع فيها بالضبط، والالتزام بالإنفاق في حدوده دونما التجاوز الذي يؤدي إلى تراكم الالتزامات اللاحقة على المبلغ المسحوب. ولابد ألا يضع السائح البطاقات الائتمانية كافة التي يحوزها في حافظة واحدة، إذ عليه حمل بطاقة واحدة فقط في جيبه للإنفاق على مستلزمات الرحلة، وحفظ بقية البطاقات في الخزينة الخاصة بالفندق الذي يقيم فيه، إلى جانب بطاقة هويته، وجواز سفره، وأوراقه الأخرى المهمة، تجنباً لفقدها إن حملها في جيبه، أو غير ذلك.

مشاركة :