تهدف الأدوية إلى مساعدة الأشخاص على الشفاء من الأمراض أو الوقاية منها، وعلى الرغم من ذلك فإن الدواء يعد سلاحاً ذا حدين، فلو تم استخدامه بشكل صحيح كان علاجاً ناجعاً، وإلا صار سماً قاتلاً.ويمكن أن تؤدي الأدوية في بعض الحالات إلى مشكلات وعلل صحية عدة، تسبب تدمير الصحة على المدى البعيد، والتي تعرف بالأعراض الجانبية أو الآثار الجانبية للدواء.و تعد الآثار الجانبية للأدوية غير مرغوبة، وتحدث عند تناول دواء أو أحد الفيتامينات أو المكملات الغذائية، وفي الأغلب فإنها تكون متوقعة، إلا أن شدتها تختلف من شخص لآخر؛ وذلك وفقاً لعدة عوامل.وتشمل هذه العوامل عمر الشخص والوزن ونوعية الغذاء والحالة المرضية، وحتى التركيب الجيني للمريض، ولابد عند الموافقة على دواء جديد أن تغلب الفائدة منه أي أثر جانبي له.وتعد أبرز الآثار الجانبية للأدوية التي تؤخذ من الفم الآثار الهضمية، كالغثيان والقيء والإسهال، في حين أن أبرز الآثار الجانبية لأدوية الاستخدام الخارجي كالمراهم؛ هو التهيج الجلدي.ونتناول في هذا الموضوع الآثار الجانبية للأدوية بالتفصيل، مع بيان الأماكن التي يمكن أن تتضرر من الجسم، والأشخاص الأكثر عرضة لهذه المشاكل، والنصائح والإرشادات المقدمة من الخبراء عند اللجوء إلى هذه الأدوية. الأكثر تأثراً يتعرض أي شخص للإصابة بآثار الدواء الجانبية؛ وذلك بصورة أو أخرى، وعلى سبيل المثال فإن من يتناول أكثر من 3 أدوية يكون عرضة بشكل أكبر من غيره لآثار الدواء المضرة.ويصاب كذلك بهذه الحالة من يتناولون دواءين متعارضين في التأثير، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى مشكلات كثيرة كالتأثير المضاعف، ويقصد به أن يزيد دواء من تأثير دواء آخر، وبالتالي يؤدي للتأثير السمي، أو أن يجعل الدواء عديم الفائدة، ويعرف بالتأثير المضاد.ويتسبب في الأعراض الجانبية للدواء تناول بعض الأدوية التي تصرف من دون روشتة طبية، والتي تتفاعل مع بعضها أو مع الأدوية التي وصفها الطبيب. تعارض الأطعمة يمكن أن تظهر الآثار الجانبية للدواء بسبب المكملات الغذائية أو الفيتامينات والأدوية العشبية التي توجد في الشاي أو الأقراص؛ وذلك في حالة تناولها مع أدوية محددة.وتوجد بعض الأطعمة التي من الممكن أن تسبب أعراضاً جانبية ضارة، ومنها على سبيل المثال القهوة وعصير الجروب فروت؛ حيث لها تأثير على عمل بعض الأدوية؛ ولذلك فعلى أي مريض مراجعة الطبيب عند وصفه لدواء جديد؛ لمعرفة أي تعارض بين الدواء والأطعمة التي يتناولها، حتى يتجنب حدوث أي تفاعلات ضارة مع الدواء الذي يتناوله.ويقع البعض في خطأ كبير عند استعمال دواء ليس موصوفاً له، وهو الأمر الذي يمكن أن يسبب له الكثير من المشاكل، والتي منها الآثار الجانبية للدواء. 3 أنواع يقسم الأطباء الآثار الجانبية بصفة عامة إلى 3 أنواع؛ وهي: آثار جانبية تحسسية، وآثار جانبية بسيطة، وأخيراً آثار جانبية خطرة.وتكون الآثار الجانبية التحسسية ردة فعل من الجهاز المناعي؛ وذلك عندما يدخل الجسم أي شيء غريب، وتكون محددة بأدوية بعينها لدى البعض، ويعد من أشهرها حساسية البنسلين.ويمكن أن تكون معدومة لدى البعض الآخر، ومن الممكن أن تحدث مع الأدوية الخارجية والداخلية جميعها، وتختلف شدتها وأعراضها.وتشمل هذه الأعراض: الحكة والطفح الجلدي والصدمة التحسسية، والتي ربما كانت سبباً في وفاة المريض، وتعد ردة فعل مناعية قوية.وتؤدي إلى إفراز الهيستامين بكميات ضخمة، وبالتالي يحدث توسع شديد في الأوعية الدموية، إضافة إلى هبوط مفاجئ في ضغط الدم، وربما كانت سبباً في وفاة المريض في حال لم يسعف بصورة فورية.بسيطة وخطرةتشمل الأعراض الجانبية البسيطة الغثيان والدوخة إلى جانب ألم في الرأس، وبعض مشاكل في الجهاز الهضمي، وفي الأغلب فإن هذه الأعراض لا تكون في حاجة لتدخل طبي، كما أن المريض يتحملها، ولا تترك أي أثر، وتزول بانتهاء مدة العلاج.ويمكن أن تحتاج الأعراض الجانبية الخطرة إلى تدخل طبي فوري؛ وذلك بهدف تلافي أي مضاعفات، والتي تبدأ بإصابة أحد الأعضاء بضرر دائم، وربما انتهت بوفاة المريض في حال تأخر التدخل الطبي. الجهاز العصبي تعد أكثر الأعضاء تأثراً بالآثار الجانبية للأدوية، والتي يتم تشخيصها، الجلد والجهاز الهضمي، وبخاصة الكبد، والجهاز العصبي والدورة الدموية؛ وذلك على الرغم من أن أي عضو عرضة للتأثر بهذه الآثار.ويرجع تأثر الجلد بشكل كبير إلى أنه عضو سطحي، وبالتالي فإن حساسيته لأي تغيرات تكون كبيرة للغاية، وأغلب هذه التغيرات ترى بالعين المجردة؛ وذلك عكس ما يحدث في الأعضاء الداخلية، والتي تحتاج إلى فحص أكثر دقة.وتظهر الآثار الجانبية على الجلد بشكل خفيف، وبشكل عام تكون أنواعاً مختلفة من الطفح الجلد، ويعد أبرزها الطفح الجلدي الموربيليفورمي.ويمتاز هذا الطفح بأنه واسع الانتشار وأملس ومسطح وبارز، وفي الأغلب فإنه لا يحتاج إلى علاج خاص، كما أن المريض لا يكون في حاجة لإيقاف الدواء بسببه.وتعد من الآثار الجانبية الشائعة أيضاً حساسية الجلد للأشعة، وتشبه أعراضه حروق الشمس، وتسبب هذه الظاهرة في العادة الأشعة فوق البنفسجية؛ ولذلك فإنه من الممكن أن تحدث كذلك في الطقس الغائم؛ لأن الإشعاع يخترق هذا النوع. الهضم والبلع ويعد أكثر الأعضاء تأثراً بعد الجلد، هو الجهاز الهضمـــــي، ومن أبرز الآثــــــار الجانبية التي يمكن أن تؤثـــــر في أجزائه، المريء، فيعاني المريض حرقة وصعوبة في البلع، والمعـــــــدة فيعانــــي الغـــــثيان والقـــــيء، والــــكبد فيصاب باليرقــــان وتكون هناك تغــــــييرات في الاختبارات المعملــية، وأخيراً الأمعاء الدقيقة والغليظة؛ حيث يشكو من آلام في البطن والإسهال.ويلي الجهاز الهضمي الجهاز العصبي، ومن الآثار التي يعانيها المصاب الدوار والصداع إلى جانب تغير في عادات النوم والشهية، ولا تعد هذه الآثار خطرة.ويمكن أن يصاب الكثير ببعض التغيرات الأخرى، كالاكتئاب والتغيرات المزاجية، والتعب، وأيضاً الاضطرابات المعرفية.وتعد من الآثار الجانبية المنتشرة للعديد من الأدوية التغيرات في الوزن، والتي تحدث بسبب الأدوية ذات التأثير النفسي، وبدائل الهرمونات كحبوب منع الحمل. لاحظ التغييرات يعتمد تشخيص الآثار الجانبية للدواء على ملاحظة المريض لأي تغيرات تطرأ على حالته الصحية، وبالتالي إخبار الطبيب بأي شيء غير مألوف.ويمكن في بعض الحالات أن تكون هناك صعوبة في معرفة هل هذا التغير أو العرض الذي يشكو منه المصاب نتج عن الدواء؟ أو أنه أحد مضاعفات المرض.ويجب لذلك إخبار الطبيب بشكل محدد ببداية الأعراض الجانبية، وهل هي مختلفة عن أعراض المرض؟ وبصفة عامة فإنه يجب إطلاع الطبيب المعالج على الأدوية التي يتناولها المريض، ومدة استخدامها عند كتابة أي دواء جديد.وينصح كذلك بالتعامل مع صيدلية واحدة حتى يكون الصيدلي على علم تام بالأدوية التي يصرفها للمريض، ولأن الصيدلي مدرب؛ للكشف عن الأدوية ومعرفة هل من الممكن أن تسبب أي عرض جانبي أم لا؟ التزم بالتعليمات يمكن في بعض الأحيان أن يكون التخلص من الآثار الجانبية للدواء بصورة نهائية صعباً، غير أن تقليل هذه الآثار بدرجة كبيرة يعد ممكناً؛ وذلك من خلال بعض الإجراءات.وتبدأ هذه الإجراءات بالالتزام التام بتعليمات الطبيب وإرشاداته الخاصة بكيفية استخدام الدواء، فمثلاً يمكن أن يطلب من المريض تناول دوائه بعد الأكل من أجل التقليل من الاضطرابات الهضمية، التي ربما سببها هذا الدواء.ويصف الطبيب في بعض الأحيان مكملات غذائية تساعد في التغلب على بعض الأعراض، مثل: التعب والوهن العضلي، وهي الأعراض التي تسببها بعض العقاقير. اقرأ واستشر يجب على المريض قراءة النشرة الدوائية قبل تناول الدواء؛ وذلك بهدف التأكد من أن جميع الإرشادات واضحة له من البداية.وينبغي استشارة الطبيب أو الصيدلي عند حدوث أي آثار جانبية غير طبيعية؛ وذلك حتى نتأكد أنه لا توجد مضاعفات غير مرغوبة، ويمكن للطبيب أن يغير جرعة الدواء أو نوعه بدواء آخر يناسب جسم المريض.وينصح عند ظهور بعض الأعراض بتجنب السبب وراءها، مع عدم التوقف عن تناول الدواء، فمثلاً في الحالات التي تعاني حساسية لأشعة الشمس، فيمكن تجنب التعرض لها، إما بارتداء الملابس المناسبة أو استخدام الكريم الواقي. الأسبرين علاج كانت الآثار الجانبية للأدوية سبباً في علاج بعض الأمراض، ويعد الأسبرين أكبر مثال على هذا الأمر، فهذا الدواء كان يعالج الالتهاب، ويستخدم كمسكن للآلام وهو أيضاً خافض للحرارة، غير أنه الآن في الأغلب يستخدم كمضاد لتجمع الصفائح الدموية، والذي يعد أحد الآثار الجانبية له.وتشير الإحصاءات إلى أن هناك نحو 6.5% من الحالات تدخل المستشفى لعلاج الآثار الجانبية للأدوية، وتظهر هذه الآثار لدى ما يراوح من 10% إلى 20% من حالات دخول المستشفى، كما أن هناك ما يصل إلى 20% من هذه الحالات تكون التأثيرات لديهم شديدة.وتؤكد الدراسات الطبية أن معظم هذه الآثار تكون خفيفة، وتزول بمجرد إيقاف الدواء أو تغيير الجرعة، غير أن شدة البعض تتناقص تدريجياً مع تكيف الجسم مع الدواء.ويمكن أن تستمر الآثار الجانبية الخطرة لبعض الأدوية لوقت من الزمن أطول؛ ولذلك فعلى المريض مراجعة الطبيب.
مشاركة :