كم حزنّا يا رمضان وكم فرحنا بك يا عيد

  • 7/18/2015
  • 00:00
  • 39
  • 0
  • 0
news-picture

نعم نطوى مع الأيام عاما وراء عام وتمر ساعات الحزن والفرح في دقائق. أيام راحت بالعمر مثل الأحلام وبكت القلوب على وداعك يا رمضان حرقةً كيف العيون إذا رحلت ستفعلُ؟ فعساك ربي قد قبلت صيامنا وعساك كُل قيامنا تتقبلُ كم حزنّا وكم جزنا سيل المدامع وودعتك يا رمضان ولك في قلوب المؤمنين مكان. فهذا العيد خفف الأحزان والتقى فيه الأحباب والجيران، وسلام عليكم أيها الإخوان في عيد الفطر بعد رمضان. لقد احتفل العالم الإسلامي بعيد الفطر المبارك وما أبهج وأجمل أن يودّع المسلمين في شتى بقاع العالم شهر رمضان شهر الخير والبركات ويستقبلون يوم العيد بالفرحة والسرور وتتجدد مشاعر الحب والفئ والتواصل والرحمة والمودة. وكم فرحنا بك يا عيد الفطر المبارك، هو أول أعياد المسلمين الذي يحتفل فيه الناس في أول يوم من أيام شهر شوال، يأتي بعد صباح شهر رمضان، ويكون أول يوم يفطر فيه المسلمون بعد صيام الشهر كله، ولذلك (سُمي بعيد الفطر ويُحرم صيام هذا اليوم ويستمر العيد مدة ثلاثة أيام). ويتميز عيد الفطر بأنه آخر يوم يمكن قبله رفع زكاة الفطر الواجبة على المسلمين ويؤدي المسلمون في صباح العيد بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريباً صلاة العيد، ويلتقي الناس في العيد ويتبادلون التهاني ويزورون أهلهم وأقرباءهم، وهذا ما يُعرف بصلة الرحم. كما يكون هناك تبادل للزيارات بين الأصحاب والجيران ويعطفون على الفقراء، ومن السنة -وكما جرت العادة في كثير من البلدان الإسلامية- يأكل المسلمون في العيد بعض التمرات قبل الخروج إلى الصلاة أو قطعا من كعك العيد. ويُقال عند التهنئة بالعيد: تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير، عساكم من عواده، كل سنة وأنتم طيبون، من العايدين. فالعيد في الإسلام ليس ذكريات مضت، بل هو واقع متجدد على مدى الحياة. وتتميز أعياد المسلمين عن غيرها من الأعياد بأنها قربة وطاعة لله، وفيها تعظيم لله وذكره كالتكبير في العيدين وحضور الصلاة في جماعة وتوزيع زكاة الفطر مع إظهار الفرح والسرور على نعمة العيدين ونعمة إتمام الصيام في الفطر. والمسلمون يتسامون بأعيادهم ويربطونها بأمجادهم، ويتحقق في العيد البعد الروحي للدين الإسلامي ويكون للعيد من العموم والشمول ما يجعل الناس جميعاً يشاركون في تحقيق هذه المعاني واستشعار آثارها المباركة ومعايشة أحداث العيد كلما دار الزمن وتجدد العيد. فالعيد في الإسلام ليس ذكريات مضت أو مواقف خاصة بالعظماء أو الزعماء، بل كل مسلم له بالعيد صلة وواقع متجدد على مدى الحياة. نعم في العيد تتجلى الكثير من معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية وفي العيد تتقارب القلوب على الود ويجتمع الناس بعد افتراق ويتصافون بعد كدر. وفي العيد تذكّر بحق الضعفاء في المجتمع الإسلامي حتى تشمل الفرحة بالعيد كل بيت، وتعم النعمة كل أسرة، وهذا هو الهدف من تشريع صدقة الفطر في عيد الفطر، فأيام العيد مجال رحب واستثمار جيد لنشر بذور المحبة والاستقرار والأمن النفسي بين أفراد الأسرة، من خلال الرحلات إلى الأماكن العامة والترفيهية للترويح عن الأسرة، ونرى الأطفال يلعبون ويمرحون، يلتفون حول آبائهم وأمهاتهم فرحين مسرورين يشاركونهم فرحة العيد، فنرى الأماكن السياحية والترفيهية والشواطئ مكتظة بآلاف الأسر مع أبنائهم يشاركونهم في اللهو والمرح، مما يكون له الأثر الطيب على نفوس هؤلاء الأبناء، وبالتالي يستعيد الآباء والأمهات ذكريات الماضي ويحاولون بشكل أو بآخر استثمار تلك الأوقات وتجديد العلاقات وقضاء أيام فرحة ملؤها الحب والحنان. إن هذه اللحظات والمناسبات السعيدة والأعياد تزيد من التواصل والتراحم وصفاء النفوس بين الأهل والأصدقاء، وهذا أروع ما في العيد، فرحة الناس وتناسي الأحزان والتسامح والمحبة التي تظهر على وجوه الصغار والكبار، فرحة العيد لا تعادلها أي فرحة. وكل سنة وأنتم طيبون،، وعساكم من عواده

مشاركة :