المتمردون في أوكرانيا يحيون ذكرى ضحايا الطائرة الماليزية في حفل غابت عنه عائلات الضحايا

  • 7/18/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

شارك أكثر من 200 شخص أمس الجمعة في غرابوف، شرق أوكرانيا، في إحياء ذكرى ضحايا تحطم طائرة الخطوط الماليزية التي كانت تقوم بالرحلة (إم إتش 17) وأسقطت قبل سنة فوق هذه المنطقة التي كانت تدور فيها معارك آنذاك. وقد أقيم الحفل الذي نظمته السلطات الانفصالية في حقل تم تنظيمه قرب قرية غرابوف، حيث وقع القسم الأكبر من حطام الرحلة (إم إتش 17)، وبهذه المناسبة قال المسؤول الانفصالي ألكسندر زاخارتشنكو لعدد من الحاضرين، «نحن مستعدون لتقديم كل المساعدة الضرورية إلى الأشخاص الذين سيثبتون أن الحكم الأوكراني المجرم هو الذي سمح بحصول هذه المأساة». ويتبادل الانفصاليون الموالون لروسيا والسلطات الأوكرانية المسؤولية عن حصول الكارثة التي أسفرت عن 298 قتيلا، كما يجري تحقيق دولي لتوضيح ظروف المأساة. ولم تشارك عائلات الضحايا في الذكرى التي نظمها الانفصاليون، رغم أنهم دعوا من قبل زاخارتشنكو للتوجه إلى مكان وقوع الكارثة، على رغم المواجهات التي ما زالت تدور يوميا في شرق أوكرانيا، ووجه كلامه إليهم: «إذا ما رغبتم في المجيء إلى هنا، إلى مكان حصول المأساة، فإننا سنتخذ كل التدابير الأمنية (الضرورية) وسنستقبلكم بصفتكم ضيوفنا الأعزاء». ويقول مسؤولون محليون إن عددا كبيرا من عائلات الضحايا توجهت إلى الموقع قبل خمسة عشر يوما. فيما وضع سكان من القرى المجاورة لغرابوف، الذين نقلتهم السلطات الانفصالية بالحافلات، باقات من الزهور أمام نصب صغير من الغرانيت، وأطلقوا في الفضاء بالونات بيضاء ترمز إلى الضحايا الذين كان معظمهم من هولندا. ورفعوا أيضا لافتات اتهموا فيها حكومة كييف الموالية للغرب بالتسبب في هذه الكارثة، وبمتابعة المعارك في الشرق. وكتب على اللافتات «قتلتم وما زالوا يقتلوننا» و«توقفي يا كييف عن إطلاق النار». وكانت طائرة الـ«بوينغ» التابعة للخطوط الجوية الماليزية تقوم برحلة بين أمستردام وكوالالمبور في 17 من يوليو (تموز) 2014 عندما أسقطت خلال واحدة من أعنف مراحل النزاع بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا. وتعتقد كييف والبلدان الغربية بأن الانفصاليين استخدموا صاروخ أرض - جو من نوع بوك، حصلوا عليه من روسيا لإسقاط الطائرة. لكن موسكو والمتمردين ينفون نفيا قاطعا أي تورط في تحطم الطائرة وتتهمان في المقابل العسكريين الأوكرانيين. وبهذا الخصوص قالت فيدريكا موغيريني، منسقة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، إن أعمال العنف التي تهدد سلامة الطيران المدني، هي انتهاكات خطيرة للسلام والأمن الدوليين، وأشارت إلى أن التكتل الأوروبي والدول الأعضاء فيه يتذكرون مأساة الطائرة الماليزية، ويجددون تعاطفهم مع عائلات الضحايا، مشيرة إلى التقدم المحرز في التحقيقات الجارية في هذا الملف، وتقديم الدعم الكامل لملاحقة ومحاكمة كل من تورط في هذا الحادث، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وجاءت هذه التصريحات بعد أن قال رئيس وزراء هولندا مارك روته إن الحكومة الهولندية تسعى للحصول على تأييد حلفاء سياسيين لتشكيل محكمة تابعة للأمم المتحدة لمحاكمة المشتبه في ضلوعهم في إسقاط طائرة ركاب ماليزية فوق منطقة يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا قبل عام، مضيفا أن إنشاء محكمة دولية سيعطي «أفضل ضمان لتعاون جميع البلدان»، سعيا لتحقيق العدالة من أجل عائلات 298 شخصا قتلوا في الحادث معظمهم هولنديون. من جانبهم، قال دبلوماسيون إن ماليزيا، وهي واحدة من خمس دول في فريق مشترك تقوده هولندا يحقق في الحادث، أبلغت مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي بأنها تعتزم العمل من أجل تشكيل محكمة تدعمها الأمم المتحدة، لكن روسيا وصفت هذا الإجراء بأنه سابق لأوانه. وتقود هولندا التحقيق الجنائي الذي تساعد فيه أيضا بلجيكا وأستراليا وأوكرانيا. ومن المقرر أن تصدر هيئة السلامة الهولندية تقريرا نهائيا عن الحادث في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

مشاركة :