اكد الكاتب والباحث السياسي الليبي، حسين مفتاح، الأهمية الكبيرة لمدينة سرت، خاصة موقعها الاستراتيجي بين شرق وغرب البلاد، إضافة إلى ما تضمه المدينة من ميناء تجاري وقاعدة جوية. وتابع مفتاح، خلال لقاء مع قناة “الغد”، أن مدينة سرت تعتبر بالنسبة لحكومة الوفاق وتركيا هي بوابة منطقة الموانئ النفطية الأهم في ليبيا، وهي الهلال النفطي، وأن كل من يسيطر عليها يمكنه التحرك بأريحية بتجاه شرق أو غرب البلاد، كذلك الجنوب باعتبار أنها تمتد إلى منطقة الجنوب عبر الجفرة ثم سبها. وأوضح مفتاح أن المنظومة الدولية تحاول أن تستغل فترة توقف القتال في ليبيا للوصول إلى حل سياسي والانتقال إلى طاولة الحوار للوصول إلى محادثات حقيقية، وأن الجميع يحاول الاستفادة من التموضع الحالي وكسب الأوراق، وهو ما جعل من سرت منطقة “تماس ساخن” على الرغم من توقف القتال. ولفت إلى أن الولايات المتحدة عادت بشكل أوضح وأكثر مباشرة إلى الملف الليبي أكثر من قبل، حيث تمارس الدبلوماسية الأمريكية الآن سطوتها على كل الأطراف، مشيراً إلى وصول وفد أمريكي إلى الشرق الليبي دون أية معلومات عن جدول أعمال هذا الوفد، معرباً عن اعتقاده بأن تلك الزيارة تأتي في ظل المساعي الأمريكية للتمهيد لمبادرة أو لاحتواء كل المبادرات السابقة. واستطرد مفتاح أن هناك أصوات تتعالي لتجنيب مدينة سرت الاحتكاك المباشر أو انتقال المعارك لداخل المدينة، وهناك من يطالب بأن تكون منطقة منزوعة السلاح، فضلا عن دعوات بأن تكون تلك المنطقة تحت الحماية الدولية، وهو ما أثار مخاوف الأطراف الليبية باعتبارها مدينة استراتيجية يُمكن الاعتماد عليها في تجميع الليبيين.
مشاركة :