تعمل واشنطن على مواجهة النفوذ الصيني المتنامي في معظم مناطق العالم ابتداءً بأفريقيا وأوروبا، وبالطبع آسيا التي تتوسطها الصين وتحتل المكانة الأكبر في القوة الاقتصادية، والعسكرية مع اهتمامها المتزايد بالصناعات العسكرية والفضائية، إضافة إلى شبكات الاتصالات.وأعلنت الولايات المتحدة وأستراليا عن إطلاق مجموعة من المبادرات الدفاعية بهدف إظهار وحدتهما في مواجهة تصاعد النفوذ الصيني في منطقة المحيط الهادئ، في الوقت الذي تتزايد فيه قضايا الخلاف مع بكين بما في ذلك قانون الأمن القومي الجديد في هونج كونج وتكنولوجيا الجيل الخامس لشبكات الاتصالات.وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن مسؤولين كبارًا من الولايات المتحدة وأستراليا عقدوا اجتماعًا في واشنطن واتفقوا على العمل معًا نحو تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وإقامة مخزون احتياطي من الوقود للأغراض العسكرية، ويدار بشكل تجاري في مدينة داروين شمال أستراليا.وقالت وزيرة الدفاع الأسترالية ليزا رينولدز الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي مع نظيرها الأمريكي مارك إسبر ووزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو ووزير خارجية أستراليا ماريز باين «سنضمن محافظة التحالف (بين البلدين) على تفوق قدراته في بيئة سريعة التحديث» مضيفة إن استمرار خفض الحواجز أمام التكامل الصناعي سيعزز التشغيل المتبادل والمرونة المشتركة للقطاعات الصناعية في البلدين.وأشارت بلومبرج إلى أنه رغم معارضة الولايات المتحدة وأستراليا القوية للادعاءات الصينية بشأن السيادة في بحر الصين الجنوبي، فإن الجانبين لم يشيرا إلى المقترحات المتعلقة بقيام أستراليا بدور أكبر في إرسال قطع بحرية عسكرية للمرور عبر الممرات البحرية الإستراتيجية في المنطقة.وكانت العلاقات بين كانبرا وبكين والقوية اقتصاديًا، شهدت توترًا متزايدًا خلال الشهور الأخيرة عندما قادت أستراليا الدعوات إلى إجراء تحقيق دولي لمعرفة دور الصين في ظهور وتفشي فيروس كورونا المستجد والذي انطلق من مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي.وردت الصين على الدعوة الأسترالية بفرض قيود ورسوم على صادرات أستراليا إليها، مع وقف استيراد بعض اللحوم وهددت بزيادة نطاق المقاطعة لأستراليا.وقال اللفتنانت جنرال بالجيش الأمريكي جيمس ديكنسون في بيان معدّ لجلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ إن الجيش الصيني «يقوم حاليًا بالتشغيل والتدريب بصواريخ أرضية مضادة للأقمار الصناعية قادرة على تدمير الأقمار الصناعية في مدارات أرضية منخفضة».وقال ديكنسون، الذي من المقرر أن تنظر اللجنة في تعيينه قائدًا عامًا وقائدًا لقيادة الفضاء الأمريكية إن روسيا «قامت بالفعل بنشر أسلحة طاقة أرضية موجهة».ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن ديكنسون قوله إن «النوايا والقدرات الإستراتيجية الصينية والروسية تشكّل تهديدات عاجلة ودائمة» للوجود الأمريكي في الفضاء.وذكر أن الصين تقوم حاليًا بتصميم أجهزة تشويش قادرة على استهداف منصات الاستطلاع العسكرية وتعطيل الاتصالات العسكرية المرسلة على ترددات عالية للغاية.وأضاف ديكنسون في بيان - أقوى من بيان وزارة الدفاع الأمريكية العام الماضي لوصف قدرات الصين المحتملة في مجال الفضاء - إن الصين درست كيفية عمل الولايات المتحدة «وشرعت في جهود كبيرة لتطوير واختبار وإطلاق قدرات فضائية مضادة من أجل تدمير أو تعطيل القدرات الفضائية للولايات المتحدة والحلفاء في أي أزمة أو نزاع».
مشاركة :