القدس- شهد الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية، الأحد، مواجهة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي هاجم المتظاهرين ضده، ووزير الدفاع بيني غانتس الذي طالب بالسماح بالتظاهر وحماية المحتجين. ووصف نتنياهو، وفق ما نقلته القناة (12) الخاصة، التظاهرات المتصاعدة أمام مقر إقامته بالقدس الغربية بأنها “محاولة للدوس على الديمقراطية”. وقال “لم يحاول أحد الحد من التظاهرات التي هي حاضنة لفايروس كورونا. بل يحدث العكس.. يؤججون تلك التظاهرات ويسمحون بشل الأحياء وإغلاق الطرق في تناقض صارخ مع كل ما كان معمولا به في السابق”. وتشهد إسرائيل موجة ثانية من “كورونا”، في ظل ارتفاع معدلات الإصابة، التي سبق وانخفضت في الأسبوع الثالث من مايو الماضي، إلى متوسط 16 حالة يوميا. واتهم نتنياهو معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية بالتواطؤ ضده وتأجيح التظاهرات وعدم تغطيتها إعلاميا بل المشاركة فيها. ومساء السبت، واصل الآلاف من الإسرائيليين التظاهر في عشرات المناطق، بما في ذلك أمام مقر إقامة نتنياهو في شارع بلفور بالقدس الغربية. ويحتج المتظاهرون ضد إدارة حكومة نتنياهو لأزمة فايروس كورونا، وبسبب محاكمته في 3 قضايا فساد بتهم الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال. ومنذ أكثر من شهرين، يحتج آلاف الإسرائيليين أسبوعيا، وفي بعض الأحيان أكثر من مرة خلال الأسبوع الواحد، للمطالبة باستقالة نتنياهو. وتشكل هذه الاحتجاجات إحراجا كبيرا لنتنياهو، في غياب أي دعم من قبل شركائه في الحكومة. وهاجم بيني غانتس وزير الدفاع والشريك في الائتلاف الحكومي خلال اجتماع الحكومة نتنياهو قائلا “الاحتجاج هو شريان الحياة للديمقراطية وعلينا السماح بالتظاهرات وحماية المتظاهرين”. وأضاف غانتس “الليلة الماضية (السبت) تم اعتقال 12 متظاهرا بعدما تظاهر نحو 15 ألف شخص في بلفور”. ومضى غانتس “كحكومة نحن ملتزمون بالإنصات للناس. كحكومة، علينا مسؤولية السماح بالتظاهر وحماية المتظاهرين الذين، للأسف، تعرضوا للهجوم في عدة بؤر أمس أيضا”. وتأتي هذه المواجهة بين نتنياهو وغانتس في سياق تصاعد التوترات بينهما مؤخرا، ما ينذر بإمكانية حل الحكومة والذهاب لانتخابات جديدة. وتمثل مسألة الموزانة الجديدة إحدى المسائل الشائكة بين نتنياهو وشريكه غانتس إذ يسعى الأول لإقرارها لمدة عام، أما الثاني فيسعى لإقرارها لمدة عامين. ووفق القانون الإسرائيلي، فإن آخر موعد للتصديق على الميزانية الجديدة للبلاد يوم 25 أغسطس الجاري. وفي حال تعذر التوصل إلى تفاهم بين أقطاب الائتلاف الحكومي، وطرح الميزانية للتصديق عليها في الكنيست، فإن ذلك يعني التوجه إلى انتخابات برلمانية جديدة. وكان نتنياهو (يمين) وغانتس (وسط يسار) خصمين عنيدين على مدى ثلاث دورات انتخابية متتالية، لكن الطرفين اضطرا في النهاية إلى عقد اتفاق تم بموجبه تشكيل ائتلاف حكومي للحيلولة دون السير في استحقاق تشريعي رابع. ويقول مراقبون إن من الواضح منذ البداية أن هذا الائتلاف غير قابل للحياة في ظل الاختلافات بينهما على أكثر من مستوى.
مشاركة :