بدأت إسرائيل فحصها للتنظيم الجوي الوطني للطائرات بدون طيار لتقديم خدمات الشحن والنقل، بوضع خطة تجريبية لتقديم الخدمات الطبية في مستشفى في وسط البلاد. وتأتي الخطة ضمن مبادرة مشتركة من قبل لجنة توجيهية مشتركة بين الوزارات والتي تشمل هيئة الابتكار الإسرائيلية، وهيئة الطيران المدني في إسرائيل، ومكتب رئيس الوزراء، ووزارتي الصحة والنقل. وقالت دانييلا بارتم، والتي تقود مشروع الطائرات بدون طيار نيابة عن هيئة الابتكار الإسرائيلية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) " نحن أول فريق حكومي رسمي يتعامل مع تنظيم الطائرات بدون طيار في إسرائيل". وأشارت بارتم التي تشغل أيضا منصب رئيس مركز الثورة الصناعية الرابعة، كجزء من التعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، أن أحد أهداف الفريق الحكومي هو التمكين من خلال التنظيم لإنشاء نظام بيئي جديد للشركات والمنظمات للتعامل مع الطائرات بدون طيار التي تحمل البضائع. وتم اختيار مركز دوروت ناتانيا الطبي لإعادة التأهيل وسط إسرائيل ليكون الموقع الأول للمشروع التجريبي، وفي حال نجحت التجربة، فإن المزيد من المستشفيات الإسرائيلية ستنضم إلى التجربة خلال الأشهر المقبلة. وتركز المرحلة الأولى من الخطة على التسليم السريع للأدوية، واختبارات فحص دم لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19)، إضافة إلى تسليم المستلزمات الطبية. وقال غادي مندلسون مدير مركز دوروت ناتانيا الطبي لإعادة التأهيل أن الأسابيع القليلة الأولى من التجربة كانت واعدة للغاية. وأضاف مندلسون في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن العينات المأخوذة من المرضى في أقسام الكورونا تصل بطائرات بدون طيار إلى المختبر في غضون بضع دقائق. وفازت شركة (بلو وايت روبوتكس) الإسرائيلية بالمناقصة لاستخدام طائراتها بدون طيار للمشروع التجريبي الذي بدأ في 12 يوليو الماضي. وأثناء الرحلات التجريبية، تحمل طائرات الشركة بدون طيار ما يصل إلى خمسة كيلوجرامات من العبوات الطبية في حاوية تبريد خاصة. ويستخدم موظفو الشركة أجهزة التحكم عن بعد للتحكم في الطائرات بدون طيار، مع التركيز على السلامة كأولوية أولى للاختبارات. وأثناء الرحلات الجوية القصيرة، يكون لدى المشغلين اتصال بصري مستمر بالطائرات بدون طيار. وتم التخطيط لمشروع الطائرات بدون طيار قبل أزمة الكورونا، حيث حولت الظروف الجديدة تركيز المشروع إلى الجهد الوطني لبناء شبكة من الطائرات بدون طيار، التي توفر الأدوية وعينات الاختبارات المعملية للمستشفيات والصيدليات والمختبرات في جميع أنحاء البلاد. وقالت بارتم أن تفشي مرض فيروس كورونا قد شجع على الحاجة الملحة لإطلاق البرنامج التجريبي على الفور، حيث أدخل تحديات جديدة بالإضافة إلى التحديات الحالية المتعلقة بنقل البضائع. وتعتبر إسرائيل واحدة من أكثر البلدان اكتظاظا بالسكان، مع حركة مرور مزدحمة في الطرقات البرية وفي الجو أيضا، إضافة إلى كثرة المباني المرتفعة فيها. هذه الظروف جعلت من الصعوبة بمكان تسهيل التنظيم الوطني لرحلات آمنة للطائرات بدون طيار، التي ستشارك في المجال الجوي الصغير لإسرائيل مع طائراتها العسكرية والمدنية وطائرات الرش الزراعية. ويتم تنفيذ معظم المشاريع التجريبية المتعلقة برحلات شحن الطائرات بدون طيار حول العالم في المناطق غير الحضرية، مما يجعل إسرائيل واحدة من أوائل الدول في العالم التي بدأت رحلات تسليم الطائرات بدون طيار في منطقة حضرية، على حد تعبير بارتم. إلى جانب تقليص وقت التسليم، وخفض التكاليف يمكن الطائرات بدون طيار أيضا من تقليل الاختناقات المرورية على الطرق المزدحمة عبر إسرائيل، حيث تقوم العديد من المركبات بنقل البضائع. وقال ليبي باهات، رئيس قسم البنية التحتية الجوية في هيئة الطيران المدني الإسرائيلية أن الخطة تهدف إلى تمكين سوق الطائرات بدون طيار من التطور دون العبء غير الضروري من الشروط والتقييد، باستثناء شروط السلامة الإلزامية. وصرح باهات لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأننا "نريد تنمية حرة وآمنة لسوق الطائرات بدون طيار"، مضيفا "إذا استغرق الأمر سنة واحدة للتسليم عن طريق طائرة بدون طيار في كل مدينة من مدن إسرائيل، فنحن نرغب في التعامل بهذه الآلية". وأوضح باهات "في المستقبل، سننظر في التنقل الجوي الحضري وحزم كمية أكبر من البضائع، وتوصيل الطعام، إضافة إلى المزيد من الأمور كجزء من حياتنا اليومية". وقال باهات أنه في حوالي خمس سنوات من الآن يمكن أن نرى سيار الأجرة الجوية تقل الركاب، مشيرا إلى أن إسرائيل لن تكون الدولة الأولى التي تفعل ذلك على الأرجح. وشدد على أننا "نفضل أن نتعلم من الصين أو أوروبا أو الولايات المتحدة، قبل إطلاق الحركة الجوية التجارية في إسرائيل".
مشاركة :