الكويت 2 أغسطس 2020 (شينخوا) أحيا الكويتيون اليوم (الأحد) الذكرى الثلاثين لغزو العراق لبلادهم وسط تحديات جديدة أبرزها مواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد19 ) الذي ارتفع عدد المصابين به حتى الآن إلى 67911 إصابة. وقال رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم في تصريح صحفي اليوم إن ذكرى الغزو العراقي على دولة الكويت فرصة لاستذكار حقيقة نجاح الكويتيين في اختبار الوطن ووجوده، مضيفا "كالكثير من شعوب الأرض عبر التاريخ خضع الكويتيون قبل ثلاثين عاما لاختبار الوطن وجودا وكيانا ونجحوا فيه بامتياز دافعين من دمهم وتضحياتهم ثمن بقاء الكويت ووجودها". وتابع "لقد أثبت الكويتيون أن قوة أي بلد وتحقيق شرط صموده ليس له علاقة بحجم سكانه وكبر رقعته الجغرافية وإنما بإيمان هذا الشعب بقضيته واستماتته في الدفاع عن وطنه وأرضه والتمسك بشرعيته"، مؤكدا أن بلاده لن تنسى من وقف إلى جانبها فيما وصفه ب" الاختبار الوجودي" بدءا من الأشقاء الخليجيين مرورا بأخواننا العرب والمسلمين ممن وقفوا معنا وقفة الأخ مع أخيه وانتهاء بموقف أصدقائنا في مختلف أنحاء الأرض . وقال الخميسني علي إسحاق وهو كويتي وعمره 50 عاما لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم إن ذكرى الغزو ذكرى أليمة ، مضيفا"انها ذكرى سيئة لا يمكن أن ننساها مدى الدهر .... ما واجهناه لم يكن سهلا أبدا ولكن نحمد الله على نعمة الحرية والأستقلال ". وتتذكر أم سعد (63 عاما) كيف عانت عائلتها في تلك الفترة وكيف كانت وأشقاؤها ووالديها يمكثون أوقاتا طويلة في سرداب البيت خوفا من القصف الذي لم يكن يتوقف حينها ،مضيفة"قدمنا تضحيات كبيرة من أجل تحرير بلادنا وعانينا كثيرا بسبب الغزو الذي لم يكن أبدا في الحسبان". وقد تحسنت العلاقات بين الكويت والعراق كثيرا بعد سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين في 2003 ،إذ احتضنت الكويت في 2018 مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار العراق ،تمكن من جمع 30 مليار دولار ،ساهمت الكويت ب2 مليار منها ،فيما دفع العراق خلال الـ 30 سنة الماضية 51 مليار دولار للكويت كتعويضات عن الغزو ،ومازال مدينا بـ 4 مليارات أخرى . ويرى المواطن الكويتي حمد الشمري (55عاما) أن تحسن العلاقات الكويتية العراقية أمر حتمي بحكم الجغرافيا والجيرة وأيضا بفضل حكمة أمير البلاد السياسية، مضيفا "نحن جيران وما يقع على العراق ينعكس علينا ،كما أننا شعب واحد يجمعنا مصير واحد ،فقبائلنا ممتدة إلى العراق ولنا علاقات نسب وتجارة منذ سنوات طويلة". ولم تعش العشرينية سلاف أحمد فترة الغزو ،لكنها قالت لوكالة أنباء (شينخوا) إن ما سمعته من والديها وجدها وما قرأته وشاهدته من صور وأفلام وثائقية يدفعها دوما إلى استذكار ما قدمه الكويتيون لتحرير بلادهم وعدم نسيان هذا التاريخ بكل مآسيه وآلامه . وأشارت هذه الشابة التي تدرس الإعلام في جامعة الكويت إلى أن هناك الكثير من الزاويا التي لم يتم تسليط الضوء عليها إعلاميا ،لذلك تعتزم فور تخرجها التخصص في مجال الأفلام الوثائقية لتوثيق ما يمكن توثيقه من تفاصيل من تلك الفترة . أما مزيد العتيبي (65عاما) فأكد لـ (شينخوا) أنه لن ينسى أبدا التكاتف بين الكويتيين شيعة وسنة وحضر وبدو لتحرير بلادهم في ذلك الوقت، مضيفا "وجدنا انفسنا في حرب دامية و مواجهات مع القوات العراقية التي اجتاحت بلادنا ،بينما كنا نعيش في خير ونعمة". واستذكر العتيبي في حديثه الدمار الذي خلفته القوات العراقية بعد أن أحرقت المئات من أبار النفط ولوثت أجواء المنطقة كلها .قائلا"لشهور طويلة توشحت سماؤنا بالسواد بسبب الدخان الذين كان ينبعث من آبار النفط غير بعيد عن بيوتنا في منطقة الأحمدي". وفي مارس 2019 زار الرئيس العراقي برهم صالح الكويت التي كانت أول محطة له ضمن جولة خليجية استهلها عقب انتخابه رئيسا، وفي يونيو من العام ذاته زار أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح العراق في ثاني زيارة له منذ توليه الحكم في 2006 بعد الزيارة الأولى التي قاد فيها وفد بلاده في القمة العربية التي عقدت في بغداد في 2012 . وكانت هاتان الزيارتان تاريخيتان للبلدين اللذين يسعيان سويا لطي عدة ملفات مازالت عالقة بينهما أهمها ملف المفقودين والأسرى وممتلكات الكويتيين في العراق . ففي أغسطس الماضي تسلمت الكويت رفات 215 كويتيا تم العثور عليهم في مقبرة جماعية عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر ،فيما لا تزال الأبحاث جارية عن مفقودين آخرين من الجانبين تقدر أعدادهم بالآلاف.
مشاركة :