روى اللواء الركن المتقاعد، من الجيش العراقي السابق، ماجد القيسي، في حوار أجراه مع مراسلة “سبوتنيك” في العراق، أحداث حرب غزو الكويت من قبل النظام السابق، في الثاني من أغسطس/آب عام 1990، والذي أسفر عن تدمير شامل للبلاد. يقول القيسي، إنه كانت هناك تداعيات قبل الثاني من أغسطس عام 1990، حينها كان مؤتمر القمة العربية منعقدا، والذي تزامن مع شكاوى من العراق على بعض الدول حول انهيار أسعار النفط. وأضاف القيسي أن العراق كان يعاني، آنذاك، من أزمة اقتصادية خانقة، وديون مترتبة عليه تقدر بنحو 120-130 مليار دولار، والمفاوضات لم تخرج بشيء مع الكويتيين ولا مع الدول العربية، مشيرا إلى لقاء في السعودية بين نائب صدام حسين والجانب الكويت، وكانت هناك إرهاصات خلال الاجتماع، وذكر حينها أنه كانت هناك تحشيدات للقوات العراقية تحت مظلة التدريب في مناطق الجنوب من العراق، منها في مدينة الناصرية مركز ذي قار، وكانت هذه التحركات قد رصدتها الولايات المتحدة الأمريكية، مما أدى إلى زيارة السفيرة الأمريكية ولقائها بصدام حسين. ولفت القيسي إلى أن لقاء السفيرة الأمريكية بصدام حسين، قد أثار جدلا واسعا، تحت دعوى أنها نقلت – أن بلادها منحت للرئيس العراقي الضوء الأخضر لغزو الكويت، وهو ما لم يحدث، وأن صدام حسين فهم ذلك بالخطأ. وحتى الآن يثار هذا الجدل، مجددا، حتى أن السفيرة استدعيت من قبل لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، وقالت إنها لم تعط أي ضوء أخضر لصدام حسين بغزو الكويت، وإنها كانت تعرب عن قلقها من وجود قوات عراقية في الجنوب قبل الغزو. واستذكر اللواء ماجد القيسي، أنه في 2 أغسطس عام 1990 بدأت القوات العراقية بالتحرك نحو الكويت، واستطاعت احتلالها وإسقاط النظام الحاكم بها، آنذاك، الذي لجأ إلى السعودية، وحينها صدرت عدة قرارات من مجلس الأمن تطالب العراق بالانسحاب من الأراضي الكويتية، لكن أخطاء استراتيجية كبيرة وقع بها النظام العراقي السابق أدت إلى الكارثة. ووصف القيسي هذه الأخطاء التي ارتكبها صدام حسين بأنها أكبر خطأ استراتيجي في التاريخ الحديث، الذي تسبب بتدمير دولة كاملة بسبب هذا السلوك والتصرف الذي أدخل العراق في صراع وأزمات كثيرة وأخرها الاجتياح الأمريكي في عام 2003، وهو من تداعيات حرب سنة 1991. ولفت القيسي إلى أن القوات الأمريكية، في شهر تموز/يوليو 1990 كانت تجري “لعبة حرب” في الكويت، وكان القائد هربرت نورمان شوارزكوف، في ذلك الحين، قد ذكر أن التدريب يصب على صد أي هجوم خارجي على الكويت والدفاع عنها، وقد ناقش ذلك في كتابه عن تجربة الولايات المتحدة الأمريكية حيث قدم الأسس التصويرية لعملية “درع الصحراء”، وفيما بعد “عاصفة الصحراء”.
مشاركة :