سجلت أنشطة المصانع بمنطقة اليورو الشهر الماضي نمواً للمرة الأولى منذ أوائل 2019، وذلك في ظل انتعاش الطلب بعد مزيد من تخفيف القيود المفروضة لاحتواء تفشي فيروس «كورونا» المستجد؛ وفق مسح ظهرت نتائجه أمس الاثنين.وأصاب فيروس «كورونا» ما يزيد قليلاً على 18 مليون نسمة. لكن الحكومات في أنحاء أوروبا خففت بعض القيود التي أغلقت نطاقاً واسعاً من اقتصاد المنطقة.وبغية تدعيم الاقتصاد المكروب، عزز البنك المركزي الأوروبي إجراءات التحفيز، واتفق قادة الاتحاد الأوروبي على صندوق للتعافي الاقتصادي حجمه 750 مليار يورو.لكن الاقتصاد انكمش 12.1 في المائة خلال الربع الثاني من العام، حسبما أظهرته البيانات الرسمية يوم الجمعة الماضي، غير أن استطلاعاً أجرته «رويترز» في يوليو (تموز) الماضي توقع نمواً بنسبة 8.1 في المائة خلال ربع السنة الحالي.ويبدو أن المصانع تضطلع بدورها في التعافي. فقد انتعش مؤشر «آي إتش إس ماركت» لمديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية، ليسجل 51.8 في يوليو من 47.4 في يونيو (حزيران) الماضيين، متجاوزاً مستوى «الخمسين» الفاصل بين النمو والانكماش للمرة الأولى منذ يناير (كانون الثاني) 2019. وكانت القراءة الأولية للمؤشر الصادرة في وقت سابق عند 51.1.وقفز مؤشر يقيس الناتج ويغذي مؤشراً مجمعاً لمديري المشتريات تعلن قراءته يوم الأربعاء إلى 55.3 من 48.9. في أعلى مستوى له منذ أبريل (نيسان) 2018.وقال كريس ويليامسون، كبير اقتصاديي الأعمال في «آي إتش إس ماركت»: «مصانع منطقة اليورو أبلغت عن بداية إيجابية للغاية للربع الثالث، حيث ينمو الإنتاج بأسرع وتيرة فيما يربو على عامين، تغذيه زيادة مشجعة في الطلب... نمو طلبيات التوريد الجديدة تخطى في الواقع الإنتاج، مما ينبئ، بقوة، بمزيد من ارتفاع الإنتاج في أغسطس (آب) المقبل».في المقابل، ارتفع مؤشر التوظيف بشكل طفيف إلى 42.9 من 41.3. ومن المرجح أن يكون استمرار المصانع في تقليص العمالة مبعث قلق لصناع السياسات.
مشاركة :