يصعب أن نتوصل إلى استنتاج نهائي بشأن اللقاحات، نظراً إلى فيض المعلومات المتناقضة في هذا المجال. اليوم لا يزال لقاح الخناق وشلل الأطفال والكزاز إلزامياً، لا سيما قبل دخول الحضانة أو المدرسة. لكن يحتدم الجدل حول اللقاحات الأخرى. لا يمكن أن ننكر أن اللقاحات ساهمت في التخلّص من أمراض عدة كالجدري، حتى أنها قضت بشكل شبه كامل على شلل الأطفال والخناق. يعطي اللقاح مفعوله بما يشبه مسار التعافي الطبيعي. ومن المعروف أن الطفل الذي يصاب بالحصبة يقوي مناعته، ثم لا يصاب بالمرض في سن الرشد حين يواجه هجوماً جديداً، أو تبقى حدّة المرض طفيفة. يعطي اللقاح هذا المفعول تحديداً. يجب أن يتعرض جهاز المناعة للهجوم كي ينتج أجساماً مضادة، لكن من دون السماح بتطور المرض. يكون اللقاح أشبه بكمين ويُصنع بطريقة معقدة. - اللقاحات الحية الخفيفة: تحتوي هذه اللقاحات على جراثيم كاملة مسؤولة عن الأمراض. تُزرَع تلك الكائنات في ظروف خاصة وتحتاج إلى بيئة باردة. - اللقاحات الفرعية: تحتوي على أجزاء من الميكروبات النقية وتكون كافية لإطلاق ردّ فعل مناعي . - لقاح ضد الزكام: إنه لقاح خاص، لأن الفيروس الذي يجب الاحتماء منه يتطور كل سنة تقريباً، ولا بدّ من تعديل اللقاح بحسب السلالات الفيروسية التي تحددها «منظمة الصحة العالمية». في شهر فبراير من كل سنة، تتغير تركيبة اللقاح قبل موسم التلقيح في أكتوبر. قد يحمي اللقاح من سلالة لن تنتشر في الشتاء اللاحق. - لقاحات أخرى: لا تحتوي لقاحات الكزاز أو الخناق على أي جراثيم، بل على ذوفان (مادة منزوعة السموم). احتدم الجدل حول فاعلية اللقاحات بعد ظهور أول الادعاءات التي تتّهم لقاح التهاب الكبد «ب» بالتسبب في التصلب المتعدد، لكن لم يظهر أي رابط سببي مؤكد بين الظاهرتين. عملياً، من الملاحظ أن شلل الأطفال اختفى بالكامل بفضل اللقاح، رغم غياب أي علاج حقيقي لهذا المرض حتى الآن. لذا يمكن أن نستنتج أن وقف اللقاحات يؤدي إلى تجدد الأمراض. مثلاً، عادت الحصبة للظهور، علماً بأنها ليست حالة حميدة كما يظن الكثيرون، فقد أدت إلى عشرات حالات الوفاة وإلى مضاعفات عصبية، لذا يبقى اللقاح ضدها ضرورياً. في النهاية، وحده الطبيب يستطيع أن يحدد اللقاحات المهمة، إذ لا يمكن التخلي عنها عشوائياً، لأنها تسمح بحماية أكثر الأشخاص ضعفاً، لا سيما المواليد الجدد.
مشاركة :