خبراء لـ «الاتحاد»: تجاوز «الوفاق» وتركيا محور «سرت الجفرة» انتحار

  • 8/4/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يرى خبراء ومحللون سياسيون، أن حكومة الوفاق الليبية المدعومة من تركيا، فشلت في الإقدام على تنفيذ تهديداتها بخوض حرب سرت - الجفرة، بعد مرور شهر من إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن هذا المحور خط أحمر لا تسمح مصر بتجاوزه، موضحين أن هذا الفشل الكبير يصاحبه أيضاً تراجع تركي في تصريحاتها حول الجلوس على طاولة المفاوضات. وأكد العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوعية المعنوي بالجيش الوطني الليبي، أن جاهزية واستعداد الجيش الوطني عبر دعم الجبهة بتحصينات دفاعية بمختلف الأسلحة البرية والجوية والبحرية، يقلق تركيا، وأصبح الموقف العملياتي يختلف، بالإضافة إلى الموقف العربي والأوروبي إزاء الصراعات التي أدخلت تركيا فيها نفسها بليبيا وشرق المتوسط. وأضاف لـ «الاتحاد»، أن الزخم وعلو الرأي العربي وقوة المواقف الإقليمية لمصر والإمارات والسعودية وأيضاً تونس والجزائر في الفترة الأخيرة، كانت سبباً في خشية تركيا الدخول في مغامرة عسكرية قد تملك قرار بدايتها ولا يمكن أن تنهيها. بدورها، أكدت مصادر عسكرية ليبية، أن الأتراك حذرون من خطوة غير مدروسة بسبب عدم التوازن العسكري بين الطرفين الآن، موضحة أنه بعد دخول الجيش المصري أصبحت الأمور بالنسبة للهجوم على سرت أو قاعدة الجفرة الاستراتيجية «انتحاراً عسكرياً». وأشارت المصادر لـ «الاتحاد» إلى أن قوات حكومة الوفاق حاولت مرات عدة الهجوم خلال الشهر الماضي على قاعدة الجفرة، وتصدت لهم القوات المسلحة والسلاح الجوي، مضيفاً أنه بالنسبة لسرت، فهناك مناوشات عسكرية على استحياء من ميليشيات ومرتزقة الوفاق مع الجيش الليبي. وشددت على أن نقل المرتزقة مستمر ليس فقط للهجوم على سرت والجفرة، وإنما لحماية المطامع التركية التي أصبحت تسيطر على كبريات المؤسسات الليبية بالعاصمة طرابلس، ومنها مصرف ليبيا المركزي. وأوضحت أنه نظراً للتداعيات الأخيرة، وجدت تركيا نفسها ليست في حرب مع ليبيا، وإنما مع مصر واليونان، وتأكيد فرنسا وقوفها مع موقف مصر إزاء ليبيا، مشيرة إلى أن تراجع تركيا واضح بعد أن خسرت كل مؤيديها، وعدم إعطاء أي صلاحيات تمكنها من تجديد احتلالها الأراضي الليبية. وقال محمد الترهوني، المحلل العسكري الليبي، إن المواقف العربية والأوروبية أجمعت على ضرورة وضع حدٍّ للتمادي التركي في ليبيا وتصديرها المرتزقة والإرهاب، موضحاً أن التصريحات المصرية القوية حول أن خط سرت الجفرة هو خط أحمر وضع حكومة الوفاق وتركيا أمام خيار التراجع عن هذه المعركة أو الانتحار المحتم. وأشار لـ «الاتحاد» إلى أن كل هذه العوامل تسببت في تراجع الوفاق وتركيا عن خوض هذه المعركة. ويرى محمد حميدة، الباحث في الشأن الليبي، أن تركيا تراجعت عن التقدم نحو سرت والجفرة عندما أيقنت بأنها ستواجه مصر لا الجيش الليبي فقط، وهو ما دفعها لإعادة حساباتها، موضحاً أنها يمكن أن تؤجل العملية وإن لم تستطع مواجهة القاهرة في سرت والجفرة فإنها ستفعل ذلك من خلال المجموعات الإرهابية والمرتزقة من خلال عمليات محدودة قد تستهدف المنشآت النفطية. وحذر حميدة من عمليات محتملة لتنظيم داعش في ليبيا وفي دول الجوار الليبي خاصة تونس، حيث رصدت معلومات حول نقل أكثر من 3 آلاف إرهابي بخلاف المرتزقة، وأن يعملوا على ترتيب صفوف التنظيم لتنفيذ عملياتهم ضد مناطق سيطرة الجيش الليبي، وزعزعة الأمن والاستقرار في دول الجوار. وأكد حميدة أن أنقرة ستعمل على المواجهة غير المباشرة من خلال نقل تنظيم داعش لليبيا ودعم المرتزقة لإبقاء الوضع على ما هو عليه في حالة استنزاف طويل الأمد.

مشاركة :