دبي: عبير أبو شمالة أكد العقيد أحمد بورقيبة مدير إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في شرطة دبي أن الإمارات نجحت في احتواء جائحة كوفيد- 19 من خلال اعتماد التدابير الاحترازية الصارمة شملت عمليات رصد الحالات عند نقاط الدخول إلى أراضي الدولة، وزيادة الكشف عن الحالات من خلال زيادة عدد الفحوص، وتوفير مرافق العلاج، والتتبع النشط للمخالطين واتخاذ الإجراءات المعيارية من إغلاق المرافق العامة وتعقيم المؤسسات مع مراعاة عدم التأثير على حياة الناس. وقال إن الدولة حرصت على اتباع أسلوب الخفض التدريجي لحركة الناس لعدم التأثير على الصحة النفسية لهم.واستعرض التجربة الناجحة والفعالة للدولة في وضع حد لتفشي وانتشار فيروس كوفيد-19، وتناول خطة الدعم التي وفرها مصرف الإمارات المركزي وخطط الدعم المتنوعة لتعزيز النمو الاقتصادي منها 16 مبادرة من حكومة أبوظبي لمساعدة الشركات، وتحدث عن حزمة حكومة دبي لدعم الشركات وقطاعات الأعمال والتي وصلت قيمتها إلى 8.3 مليار دولار. وتطرق كذلك لجهود الدولة على مستوى تطوير إمكانياتها الصحية ومختبرات الفحص.جاء ذلك خلال ندوة نظمها مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث تحت عنوان المدن العربية وجائحة كوفيد -19: التأهب للكوارث والاستجابة لحالات الطوارئ، واستعرض مسؤولون من الدول العربية تجارب بلادهم خلال الندوة في محاولة لتسليط الضوء على أبرز الدروس المستفادة من الأزمة، والتي من شأنها أن تساعد دول المنطقة على التحضر لمواجهة أية أزمات مماثلة قد تطرأ في المستقبل.وتحدث بورقيبة عن الجهود الإنسانية للدولة لدعم دول العالم في مواجهة الجائحة من خلال توفير الدعم المباشر من معدات صحية ومعدات طبية وإجلاء أفراد عالقين في دول أخرى. ولفت إلى أن الدولة استفادت من تطور بنيتها التحتية ومن استعدادها المسبق لإدارة الأزمات والكوارث. وتحدث عن الجهود الإنسانية محلياً لمساعدة العمال الذين واجهوا مشكلة مع التوقف عن العمل من خلال توفير الوجبات وأشكال الدعم المختلفة.من جانبه قال سوجيت موهانتي رئيس المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لمكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث إن الدول العربية نجحت في التعامل مع أزمة الجائحة، لافتاً إلى أهمية التعرف على الدروس المستفادة من الجائحة وإن لم تنته فصولها بعد. وأضاف قائلاً إن للدول العربية فرادة في طبيعتها مع تركيبتها الديمغرافية وهي من أكثر المناطق المنظمة عالمياً. وتحدث عن المدن باعتبارها مركز النمو لأي اقتصاد حيث تقدم العديد من الفرص لحياة أفضل، لكنه لفت إلى أن المدن باتت أكثر من أي وقت مضى عرضة للأزمات والمخاطر. وتحدث عن النمو السكاني المتسارع لدول المنطقة العربية التي ارتفع عدد سكانها من 165 مليوناً في 1980 إلى حوالي 428 مليون نسمة في 2020، ومن المتوقع ارتفاع الرقم إلى أكثر من 646 مليون شخص، 85% منهم تقريباً سيعيشون في المدن. ولفت إلى أن هذا الواقع يزيد الأعباء على عاتق الإدارات الحكومية لهذه المدن التي سيتعين عليها التحضر لمواجهة الأزمات.وقال إن الجائحة أفرزت تحديات صعبة وغير مسبوقة أمام دول العالم وليس فقط الدول العربية مع خسارة ملايين الوظائف وتراجع النمو الاقتصادي وتدابير الإغلاق الكبير التي رمت إلى الحد من تفشي الفيروس، لكنها كانت لها بطبيعة الحال انعكاساتها من جهة أخرى على الأنشطة الاقتصادية والنمو والتوظف. ولفت إلى أن قطاعات الاقتصاد غير الرقمي واللاجئين كانوا الفئات الأكثر تضرراً من تبعات الجائحة.وبحسب مسح أجراه مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، يرى 25% ممن شملهم المسح من الدول العربية أن العالم عرضة لمخاطر مشابهة في المرحلة القادمة، وعليه بالتالي الاستعداد لمواجهتها بصورة أكثر فاعلية. وقال إن علينا تغيير الطريقة التي ننظر بها للأزمات لتصبح أكثر شمولية، وعبر خلق استراتيجيات تعافٍ فعالة تشمل جميع فئات المجتمع دون أن تغفل أحد.
مشاركة :