نظمت هيئة الشارقة للآثار محاضرة حول «التصوير الرقمي ثلاثي الأبعاد»، قدمها عن بعد الخبير الأمريكي د. هربرت ماسشنر، رئيس مؤسسة التراث الرقمي العالمي.وقال د. ماسشنر: من دواعي سروري مشاركة هيئة الشارقة للآثار جهودها لحفظ وتوثيق وصيانة الآثار، وإتاحتها للأجيال المقبلة، من خلال إنشاء صور ثلاثية الأبعاد لآثارها المكتشفة في إمارة الشارقة، وإتاحتها إلكترونياً للعالم، ليتعرف الكثيرون من الطلبة، والمهتمين بهذا الشأن، والباحثين المختصين بعلوم الآثار، ومجالاتها الكثيرة، إلى التاريخ اللافت لإمارة الشارقة، وما قدمته للعالم من واجهات للنقوش الصخرية والمجموعات الأثرية المميزة على المستوى العالمي.وتحدث الخبير الأمريكي عن التعاون بين المؤسسة، وهيئة الشارقة للآثار، والنتائج التي أنجزتها جهودهما المشتركة، مستعرضاً أهمية التقنيات الحديثة، ومنها «التصوير ثلاثي الأبعاد»، ودوره اللافت في ازدياد المكتشفات الأثرية، على الصعد كافة.وعرّف المحاضر بنشاط مؤسسته قائلاً: إنها مؤسسة تعليمية وبحثية خاصة، غير ربحية، مكرسة لتوثيق ومراقبة التراث الثقافي والطبيعي العالمي، ومن ثمَّ تقوم بتقديم إمكاناتها، بتوفير خدمات رقمية ثلاثية الأبعاد، لتوثيق وحفظ الأماكن والقطع الأثرية المتحفية، المهمة للغاية، لتراثنا الثقافي. واستعرض ماسشنر، المشاريع التي قامت المؤسسة بالعمل عليها، وأهمها: معبد إيفورا الروماني في البرتغال، معرض متحف التاريخ الطبيعي في باريس، المسرح التركي في ساجالاسوس، والمقتنيات الأثرية المتحفية في الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة.وقال: وثقت مؤسسة التراث الرقمي العالمي أكثر من 300 قطعة أثرية، و100 موقع أثري، ومباني تاريخية، وحفريات أثرية، وكانت النتيجة وجود 300 ألف صورة، تم تحميلها على موقع الشبكة العنكبوتية بشكل مجاني، والتي شكّلت أكبر مجموعة قدمها بلد واحد لبيانات تراثية ثلاثية الأبعاد في العالم.وجاء العمل مع هيئة الشارقة للآثار، معززاً لمفردات ومجالات تخصص المؤسسة العالمية، وكان من نتائج هذا التعاون البحث في 111 موقعاً، ومثلت صور المواقع ما يزيد على 114478 صورة، بإجمالي مسح ضوئي وصور بلغ 306235، وعمليات مسح بالليزر بلغت 633 عملية. وقامت مؤسسة التراث الرقمي العالمي، بتحليلات متقدمة، وطباعة ثلاثية الأبعاد، وعرض ثلاثي الأبعاد، في مسجد المدفع، وقبر تذكاري ضخم في مليحة، وحصن مليحة، ومجموعات معرض هيئة الشارقة للآثار في الشارقة. كما وثقت المجموعات الأثرية لإمارة الشارقة، بنظام الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، التي يبلغ عددها ما يقارب 500 قطعة وموقع أثري.وفي نهاية المحاضرة التي تابعها ما يزيد على 170 مشاركاً، وأدارها د. يزن أبو الحسن، وجّه د. هربرت ماسشنر، الشكر إلى الدكتور صباح عبود جاسم، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، وعيسى يوسف مدير إدارة الآثار والتراث المادي، والمنظمين، على إتاحتهم الفرصة له لعرض مخرجات المؤسسة العالمية للتراث الرقمي.وأكد الدكتور صباح عبود جاسم، أهمية مثل هذه المحاضرات المبثوثة إلكترونياً لإبراز دور الهيئة، بهدف نشر ثقافة الوعي الأثري بين الجمهور المتلقي، وفتح المجال للمختصين، كلّ في مجاله، لعرض أطياف مما يحمل من علم ومعرفة لفئات المجتمع عامة.
مشاركة :