لا يكاد يمر يوم إلا وتعيش فيه إحسان فايد من جديد أحداث اليوم الذي قتل فيه زوجها عام 2005 في تفجير أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، و21 آخرين، انتظاراً للقصاص الذي قد لا يتحقق أبداً. وتأمل إحسان، التي كانت ابنتاها في السابعة والرابعة من العمر آنذاك، أن يظهر الحكم الذي تصدره، الجمعة، محكمة أسستها الأمم المتحدة، الحقيقة على الأقل بعد مرور 15 عاماً، في الهجوم الذي قلب حياتها والوضع في البلاد رأساً على عقب. وقالت إحسان التي فقدت زوجها طلال ناصر، رئيس فريق الأمن الخاص بالحريري: لا يوجد شيء سيعيد إلينا الناس الذين خسرناهم، لايوجد شيء سيعيد عمرنا الذي عشناه، لايوجد شيء سيعيده، لكن يعود لك حقك بداخلك، حق الناس الذين ماتوا، مضيفة: إنها تتمنى أن ترى كل من له صلة بالتفجير يتعذب، موضحة أنه رغم مرور السنوات، فثمة ما يذكِّرها كل يوم بما حدث، مؤكدة أنه رغم أن الحكم الذي سيصدر، الجمعة، ليس كافياً، لكنه سيحقق قدراً من العدالة، مضيفة: الجميع يعلم أن من وراء التفجير ليس عدة أشخاص، من خطط ومن وضع كل هذه الكمية من المتفجرات، يشير إلى أن العملية كبيرة. من جانبها، قالت كليمنس البالغة من العمر 38 عاماً، إن من ارتكبوا هذا العمل إرهابيون، مضيفة: أياً كان الحكم، بالتأكيد لن يطفئ النار في قلبك، ولكن على أقل تقدير سنعرف الحقيقية.. من ولماذا؟ فعلوا بهم ذلك، واصفة الحقد الذي كان بقلب مرتكبي هذا العمل بحجم المواد المتفجرة التي وضعوها في الشاحنة، وتابعت بصوت مختنق والدموع في عينيها وهي تقف على قبر شقيقها: لا يمكن أن نسامح، لأن أمي خسرت ابناً، وأولاده خسروا أباً، وأنا وأخواتي خسرنا جناحاً، مشيرة إلى أنها تدرك أنه قد لا يتم القبض على المتهمين، لكنها شددت على أهمية معرفة من وراء التفجير، وفقدت كليمنس شقيقها زياد في التفجير وكان من حراس الحريري وعمره 32 عاماً، عندما انفجرت شاحنة ملغومة محملة بما يصل إلى 3000 كيلوجرام من المواد شديدة الانفجار بالقرب من فندق سان جورج في 14 فبراير/شباط 2005. فيما قالت سناء الشيخ التي أصيبت بجرح في الرأس عندما هز الانفجار البنك الذي تعمل فيه: أهم شيء أن يكون هناك دليل حقيقي للعالم لكيلا يتم الحديث عن أن القضية لها أبعاد سياسية، أما زميلتها ليليان خلوف التي أصيبت في المكتب أيضاً، فقالت إنها لا تزال ترتجف في كل مرة تسمع فيها صوت سيارة الإسعاف، معربة عن أملها في معرفة من يقف وراء ذلك العمل. من جهته، قال سعد، نجل رفيق الحريري الذي شغل أيضاً منصب رئيس الوزراء، إنه ينشد العدل لا الثأر، وإنه لا يريد زعزعة استقرار لبنان الذي يواجه الآن أزمة مالية طاحنة. وكانت المحكمة المنعقدة في هولندا قد أتهمت أربعة أشخاص على صلة بميليشيات «حزب الله» المدعومة من إيران وهم: سليم جميل عياش، وحسن حبيب مرعي، وأسد حسن صبرا، وحسين حسن عنيسي، تهمة التآمر لارتكاب عمل إرهابي، فيما اتهم المحققون عياش بارتكاب عمل إرهابي وبالقتل والشروع في القتل، موضحة في قائمة الاتهام أنه تم الربط بين المتهمين والهجوم إلى حد كبير بأدلة ظرفية تم الحصول عليها من سجلات الهواتف.
مشاركة :