(إرم نيوز): قلل مصدر دبلوماسي مطلع من شأن ما تقول باكستان إنها وساطة تبذلها لتخفيف التوتر وتسهيل محادثات بين السعودية وإيران.وكان عمران خان رئيس وزراء باكستان قد قال في تصريح لقناة الجزيرة القطرية إن مساعي الوساطة المذكورة تتم بناء على طلب أمريكي، وإنها تحقق تقدمًا، لكنه بطيء.واستبعد المصدر الدبلوماسي في حديثه لـ«إرم نيوز» احتمال حدوث اختراق، بفعل الوساطة الباكستانية المفترضة، معتبرًا أن عوامل كثيرة تقلل من تأثير إسلام آباد في المنطقة، من بينها تضرر موثوقيتها بإعلانها المفاجئ مشاركتها العام الماضي في قمة كوالامبور، التي وإن كانت قد تراجعت عنها إلا أنها خلقت انطباعًا في بعض العواصم الخليجية بأنها تميل إلى الانخراط في محاور مثيرة للشكوك مع تركيا وماليزيا وإيران.وقال المصدر إن تأثير باكستان تراجع في المنطقة مع انحسار تأثير الآيديولوجية الإسلامية في العلاقات السياسية لدول الخليج، التي تطورت خلال السنوات الأخيرة علاقاتها مع الهند، كسوق ضخم ومهم جدا للنفط والمصالح الاقتصادية الواعدة.واعتبر المصدر أن الوساطة الباكستانية قد تكون في الحقيقة مدفوعة بحاجة إيرانية إلى محادثات تتيح طريقًا بديلة لتخفيف العقوبات الأمريكية من خلال التفاوض وتقديم تنازلات للسعودية تحت ذريعة الشعارات الإسلامية، بدلا من الاضطرار إلى تقديم تنازلات مباشرة للأمريكيين سيكون من الصعب تسويقها للداخل الإيراني، من دون الإقرار بكونها هزيمة للسياسات الإيرانية في المنطقة.وقال المصدر إن دول المنطقة لا ترغب في التصعيد، وقد تكون هناك رغبة متزايدة لدى بعض الأوساط الخليجية بضرورة التهدئة مع إيران، شريطة الحصول على تنازلات وثمن يمكن أن تقدمه طهران، كضمان لأي مرونة خليجية.واعتبر المصدر أن بعض الأوساط الخليجية باتت ترى أن التهدئة مع إيران ستسمح بالتفرغ لمواجهة الخطر التركي المتعاظم في المنطقة، إلى درجة أن البعض بات يرى أن التمدد التركي أخطر من النفوذ الإيراني، رغم التقائهما في توظيف الإسلام السياسي لخدمة أجنداتهما في المنطقة.
مشاركة :