تل أبيب- توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء برد صارم على أي تهديدات ضد بلاده بعد غارات في جنوب سوريا عقب إعلان الجيش الإسرائيلي إحباط عملية زرع عبوات ناسفة قرب الحدود في مرتفعات الجولان المحتل. وقال نتنياهو في تصريح أدلى به خلال جولة تفقدية لمقر قيادة الجبهة الداخلية وسط إسرائيل عن مجريات الأمور على الجبهة الشمالية “لقد أصبنا الخلية والآن أصبنا أولئك الذين أرسلوها”. وأضاف كما نقل عنه مكتبه “سنقوم بكل ما يجب أن نقوم به من أجل الدفاع عن أنفسنا. أنصح الجميع، بمن فيهم حزب الله، أخذ ذلك في الاعتبار. هذه ليست تصريحات فارغة بل تصريحات من العيار الثقيل من قبل دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي فيجب التعامل معها بكل جدية”. وشنت إسرائيل ضربات عسكرية في جنوب سوريا مساء الاثنين. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن ضرباته جاءت عقب إحباطه عملية زرع عبوات ناسفة قرب الحدود في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. وحذّر الجيش الإسرائيلي من أنه “يعتبر النظام السوري مسؤولا عن أي عملية تنطلق من أراضيه وسيواصل العمل بتصميم ضد أي عمل يمسّ بسيادة دولة إسرائيل”. وهذه من المرات النادرة التي تعترف فيها إسرائيل بشن عملية داخل سوريا، فيما بدا أن الهدف توجيه رسالة مضمونة الوصول لاسيما لحزب الله اللبناني من مغبة شن أي عملية تستهدفها. ضربات إسرئيل مساء الاثنين كانت ردا على تهديد متزايد لحزب الله، المدعوم من طهران ودمشق، وله وجود كبير في سوريا وتشهد المنطقة الحدودية الممتدة بين سوريا ولبنان توترات متصاعدة منذ 20 يوليو على خلفية مقتل عنصر من حزب الله في غارة يعتقد أنها إسرائيلية قرب العاصمة السورية دمشق. وكانت إسرائيل أعلنت في 27 يوليو الماضي عن إحباطها عملية تسلل لعناصر من حزب الله من الجانب اللبناني، وهو ما نفاه الحزب سريعا مشددا على أن الرد على مقتل عنصره “آت لا محالة”. ويرجح مراقبون أن يحاول حزب الله الرد عبر الأراضي السورية في ظل حالة الاستنفار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ويشير المحللون إلى أن الحزب يسعى لأن تكون عمليته محدودة ومحسوبة خشية تفجر الوضع أمنيا الأمر الذي سيزيد من إضعاف موقفه في الداخل اللبناني الذي بات على أعتاب انفجار نتيجة تأزم الوضعين الاقتصادي والسياسي، فضلا عن مفاعيل قرار المحكمة الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري والمتهم فيها 4 عناصر من الحزب. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق الإثنين استهدافه ليل الأحد مجموعة من أربعة مسلحين، يُعتقد أنهم “قتلوا” كانت تعمل على زرع عبوات ناسفة قرب السياج الأمني الذي بنته إسرائيل في الجولان المحتل. وفيما تحفظ الجيش الإسرائيلي على الكشف عن هوية تلك الخلية، رجحت مصادر سورية أن تكون تنتمي لسرايا المقاومة السورية لتحرير الجولان المحتل، وهي فصيل مرتبط بحزب الله تشكل قبل أكثر من ست سنوات لشن عمليات ضد إسرائيل في المنطقة. وأفادت عدة وسائل إعلام إسرائيلية أن الضربات مساء الاثنين كانت ردا على تهديد متزايد لحزب الله، المدعوم من طهران ودمشق، وله وجود كبير في سوريا. وتشدد إسرائيل على أنها لن تسمح لإيران وذراعها حزب الله اللبناني بإنشاء جبهة جديدة متقدمة ضدها في سوريا.
مشاركة :